أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 24















المزيد.....

اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 24


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 16:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من هنا وللحقائق التي أكدت الوقائع التأريخية التي لا تنافس بينها وبين وقائع وحقائق أخرى داحضة أو حتى مشككة فيها، يمكننا القول أن اللغة العربية القديمة وفي مراحل صيرورتها الأولى هي اللغة الأم والأساسية التي سادت منطقة جغرافية آدم التأريخية، وبذلك فإن صورها الأصلية أو المتفرعة كلهجات متعددة حسب البيئة والجغرافية والنظام الأقتصادي وتأثيرات الواقع عليها هي "لغة أم" كل اللغات التي تعرف خطأ بالسامية والحقيقية أنها لغات الناجين من الطوفان أو لغة نوح أو حتى لغة أسلاف نوح وصولا لآدم، هذا الأمر ليس بمذهب عنصري ولا دعوى أفتخارية بل هو منطق تأريخي يعتمد الحجة المنطقية التي كثيرا ما تم أنتهاكها من قبل الباحثين والمؤرخين عندما عدوا العربية فرع مساوي أو معاصر لبقية اللهجات التي تفرعت منها، هناك حقائق أخرى يمكن ذكرها هنا منها:.
1. كل اللهجات العربية أو التي منحت صفة لغة مستقلة منها وحسب الزمن التأريخي السومرية ثم الأكادية بفرعيها البابلي والاشوري ومن الفينيقية والعبرية والآرامية تشترك مع العربية في الكثير من الخصائص والمميزات في بناء النظام اللغوي، كما تشترك في الكثير من الأصوات الخاصة التي لا يمكن أن تجدها في غير العربية .*
2. التقارب الذي يجمع بين هذه اللهجات أو اللغات تقارب نوعي يعزز فكرة أنها من فرع واحد ومصدر مشترك لذا سميت باللغات السامية، هذا التشارك والتقارب ومن خلال المنطق العلمي لا بد أن يجمعها جذر واحد، ولكون ان الكثير من الباحثين لا يتجرأ أصلا بالقول أن العربية النوحانية أو لغة نوح الأولى هي الأم المشترك للجميع وهي لغة اللغة العربية القديمة، تحت ضغط عقائدي يريد أن يجعل من العبرية وهي لغة متأخرة زمنيا ولدت مع العبريين الذين نقلوا لغتهم من مكانهم الاول العراق ولاحقا الجزيرة العربية إلى مصر بعد رحلة الهجرة إليها، وتأثرت كثيرا بحكم المخالطة مع اللغة المصرية القديمة، فأنتجت لغة هجينة سميت بالعبرية، والحقيقية أن لا عبرية بدون اليعاقبة أولاد يعقوب بن أسحق، وهو كان عربيا كجده إبراهيم وعمه إسماعيل وأبيه أسحق (سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ..... وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ)، وهذا التفصيل وارد بكتابنا (إبراهيم وأل إبراهيم في التوراة والقرآن والإنجيل 2022)،
3. كل اللغات واللهجات التي تفرعت من العربية الأم أو تطورت منها وتشكلت كلغة مستقلة يمكن قراءتها بالحرف العربي دون أن ان تعطي مدلول أخر، الفرق في طريقة كتابتها، والكتابة لا علاقة لها بالصوت اللغوي ولا حتى باللغة معزولة عن وسيلة التدوين، فاللهجة العراقية اليوم مثلا تكتب باللغة العربية وبنفس النظام العربي الفصيح، هذا مع وجود الأختلاف الصوتي لكن مجرد الكتابة بالعربية ينفي عنها أن يمكن أن يكون لها نظام كتابي خاص، هذا تماما ما حصل مع السومرية والأكادية فكلاهما لهجة خاصة من أصل واحد بالرغم من أن كل اللهجتين يمكن كتابتهما بالمسمارية لتقارب زمن النشأة والمشتركات اللغوية، لكن لا يمكن مثلا كتابة العبرية باللغة المسمارية لأن نظامها مختلف وروحية اللغة وأصواتها فيها بعض التغيير، فإن أردنا أن نكتبها بالمسمارية فعلينا أن نعيدها للأصل الأكادي أو السومري، بمعنى أن نكتب العبرية بلغة أخرى، ومع كل ذلك سنفشل في نقل الحرف الصوتي العربي بعد قراءة ما كتب بالسومرية.
4. لا يزال العديد من دارسي السامية يجادلون حول النظرة التقليدية (غير اللغوية جزئيًا) للغة العربية على أنها جزء من السامية الجنوبية، وعدد قليل (مثل ألكسندر ميليتاريف أو الأستاذ الألماني المصري عرفة حسين مصطفى ) ينظرون لها كفرع ثالث للسامية جنبًا إلى جنب مع شرق وغرب سامية، وليس كمجموعة فرعية من سامية جنوبية ومع ذلك فإن تصنيفًا جديدًا يصنف لغة جنوب الجزيرة العربية القديمة كسامية مركزية بدلاً من ذلك** ، وهذا يعني إقرار من الباحثين أن لغة جنوب الجزيرة العربية التي تمتد من جدة على البحر الاحمر وصولا الى عمان حتى بحر العرب عبورا الى جزء من شرق أفريقيا هي لغة مركزية بما يشير إلى عمقها التاريخي المساوي لوجود اللغات العراقية القديمة من سومرية إلى أكادية قبل أن تتفرع ويتفرع من المتفرع الآرامية والعبرية والفينيقية كمرحلة اولى ثم كنعانية وسريانية وغيرها في مراحل لاحقة، هذا الإقرار بالواقع هو دعم لمقولتنا أن العربية بمركزيتها قد تكون بشكل حازم وجازم لغة إبراهيم، والتي هي لغة قومه وأسلافه العراقيين وصولا إلى نوح، وهنا أيضا يمكننا أن ننسب العربية العراقية القديمة لنوح في عصر الطوفان وما قبله وما بعده، لتكون اللغة النوحانية على أقل تقدير زمني هي لغة الناجين من الطوفان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*النظرية الأوفر انتشارًا تحدد الفترة الممتدة بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد إلى القرن العاشر قبل الميلاد موعدًا لنشوء اللغة الآرامية متطورة عن اللغات السامية التي كانت منتشرة قبلها في الهلال الخصيب، تعتمد هذه النظرية على كون الأبجدية التي دعيت صراحة باسم الأبجدية الآرامية قد ظهرت خلال الألف الأول قبل الميلاد، وأخذت تنتشر انتشارًا كبيرًا في الهلال الخصيب بحكم الإمبراطوريات المتعاقبة والتي سيطرت على المنطقة بأسرها مستعملة هذه اللغة، وهكذا فإنه بسقوط الإمبراطورية الآشورية في القرن السادس قبل الميلاد كانت اللغة الآرامية قد غدت اللغة السائدة في الهلال الخصيب، ولا يمكن عزو سبب انتشار اللغة الآرامية في الهلال الخصيب لأسباب سياسية وعسكرية فقط، بل أيضًا بحكم القوافل التجارية البرية والبحرية التي سيرها الآراميون، والتي وصلت حتى الهند وتونس. إن هذه النظرية أيضًا، تجعل من الأقوام التي سبقت الألف الأول قبل الميلاد غير آرامية ومتكلمين بلغات خاصة بهم، رغم اعترافها بالرابط القومي والحضاري لهذه الأقوام التي تعاقبت في الهلال الخصيب عمومًا.
، ما يشير إلى أهمية اللغة الآرامية، في نشوء اللغة العبرية، خصوصًا في أعقاب سبي اليهود إلى العراق، بل إن أجزاءً من التناخ أو العهد القديم قد كتبت بهذه اللغة خصوصًا سفري عزرا ودانيال، كما أنها اللغة الغالبة في التلمود. أما فيما يخص اللغة العربية فإن الباحثين يتفقون حول استمرارية الاتصال بين اللغتين بحكم العلاقات التجارية بين الهلال الخصيب وشبه الجزيرة العربية بيد أنهم يختلفون في تحديد الأقدم، المطران إقليمس داوود يجعل من اللغة العربية أقدم من اللغة الآرامية، غير أن عدد آخر من الباحثين يجعلون اللغة العربية لاحقة لهذه اللغة، وما يدعم هذا الرأي الاكتشافات الحديثة والتي تثبت أن الخط المعروف باسم خط المسند قد ظهر في القرن السادس قبل الميلاد ومن المعروف أن الخط المسند هو أقدم أشكال الأبجديات العربية، وإن اختلف بشكل كبير عن الأبجدية العربية اليوم، في حين نشأت الأبجدية الآرامية قبل الخط المسند بحوالي الأربع قرون. هناك من يشير أنّ عرب شبه الجزيرة قد استعملوا الأبجدية النبطية وهي منحدرة من الآرامية بشكل مباشر.

**هاكيت ، جو آن (2006). "اللغات السامية" . في كيث براون. سارة أوجيلفي ، محرران. موسوعة موجزة للغات العالم . إلسفير. ص 929 - 935. رقم ISBN 9780080877754. تم الاسترجاع 2 يونيو 2019 - عبر كتب Google.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 23
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 22
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 21
- الغباء السياسي في عراق عصر بريمر...
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 20
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 19
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 18
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 17
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 16
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 15
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 14
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 13
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 12
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 10
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 11
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح9
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح8
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح7
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح6
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح5


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 24