أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 21















المزيد.....

اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 21


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 18:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الترجمة العربية للنص
إِل ُحَيا إِرْحَمَ (م) يِرَءَّمْ ___ الألة الحي "الرحيم" يرحم
إِرْحَم (م) مَرَءْ إِلت ُعَشْتَرْ إِنْ زَجِّ (م) يُثَّبْ ____ الرحيم أمر الآلهة عشتار أن تزوجني ثواب
إِنْ رُغْتِ كَنَكْتِ (م) يُدَرَّءْ _____ إن رقت كن كمن يضرع
وَرْدَتا دَمِقْتا تُحْتَنـّا (م) ____ قدم وردتان تحننا
كِرِيشُ (م)ْ تُرْدا تُرْدامْ (م) ____ أقراءها مرة بعد مرة
أَنَ كِرِي رُغْتِ كَنَكْت (م) طِيبْ دادْكَ ____ إن كررت رقيتك كن كمن طيب ودادك
آخُذْ فاكِ شَ رُقَّتِ (م)، آخُذْ بُرَّماتِ عِنيكِ، آخُذْ عُرْكِ شَ ثِنَتتِ (م) _____ أخذت فاك الرقيق، أخذت شكل عينيك، أخذت حرك "نارك" ثانية.
أَشْحِطْ كِرِيشْ إِلُسِينْ أَبْـتُكْ جِشْ صَرْبَتَ (م) ____ جرني "شحطني" قرار لساني لأبكي كي تصير
يُومِيشَّ دُورِي تَنِتَّ (م) تِزْكَرِينِـي ______ يوميا دوري حتى تتذكريني
كِ رَعي يطور صأن (م) عَنْزِ(م) جَلُمَشَ لَخْر(م) فُخَسَّ أَتان (م) مُهْرَشْ ____ كراعي يسوق الضأن والماعز وأشياء أخر على ظهر أتان مهرك
شِرْكُوا يِداشُ شَمْنُ (م) طِيبُوتُ (م) شَفَتاشُ ______ سأسرق يداك الناعمتين وشفتاك الطيبتين
أسامْ شَمْن (م) إِنْ قاتِيشُ أَسامْ إِرِنِ (م) إِنْ فُودِيشُ ____ أشم عطرك إن غدوتي أشم عرقها إن يفيد
إِرْحَم (م) يُدَبَّـبُشِ (م) وَيِشْكُـنُشِ أَنَ مُخُّوتِ (م)_____الرحيم يغضب ويسخن إن مسحتي
آخُذْ فاكِ شَ دَدِ _____ أخذت فاك شديد
إِلتُ عَشْتَرْ و إِلتُ إَشْخَرَ أُتِمِّيكِ ____ الآلهة عشار والآلهة الأخر خصيمك
قَدِ زَوَرْشُ وَ زَوَرْكِ لا إَعْـتَمْدا لا تَفَسَّحِينِّ_____ إذا زري وزرك لم يعتمدا أو لا تفسحين

الترجمة العربية والصحيح النطق العربي للفظ السومري والأكادي بقراءة منطقية يوضح أنه حتى الترجمات المنقولة من الأكادية والتي أدرجنا نصها، لم تلامس المعنى والروحية التي كتبت بها الأخذة إلا في أجزاء محددة، فالنص يدرج طلبا من شخص لله الرحيم أن يأمر الإله عشتار أن تعينه على الزواج من إحداهن ثوابا فيرد الجواب أن تتضرع وتقدم الورود تحننا وتقربا منها بتكرار الرقية حتى تتذكرك وتدور للبحث عنك، وقدم لها الغنم والماعز وأشياء أخرى على ظهر حمار كمهر، بذلك تسرق يداها الناعمتان وشفتاها الطيبتان، شم عطرها إن غدت وشم عرقها إذا كان يفيد، فالرحيم سيغضب وسيحمي إن محت هذه الأمنية فيأخذ فمك بالشديد والإلهة عشار والآلهة الأخرون سيكونون خصماءك إن لم تجتمع الساق بالساق أو تتمنعي من ذلك.
الظاهر من النص أن هذه رقية أو عمل سحري يأخذ من كتبت له أو عملت لأجله كما تؤخذ الروح من حيث لا تدري، والأُخذة هي تعويذة يستكتبها الرجلُ الكاهنَ أو الساحرَ لاستمالة قلب امرأة يهواها هو أو أحد غيره مقابل منفعة مادية ... ولا يزال هذا التقليد معمولاً به في العالم العربي والكثير من الشعوب تؤمن بها وبالسحر عموما كما هو معروف!، إن إيرادنا لهذا النص بالطريق العملي كي نوضح للقارئ كيف يتم نقل النص العراقي القديم من لغته الأصلية إلى لغتنا عبر عدة تنقلات نوعية بين اللغات، فيتحول النص وكأنه يتكلم عن قوم ولغة قوم لا تربطنا بهم صلة ولا أرتباط جذري بين لغتنا ولغتهم وهي اللغة الأم، فعندما يقول أحدهم أن اللغة السومرية لغة غير سامية أي غير عراقية ولا تشبه أي لغة في العالم، يعني بذلك الرغبة بقطع السبب والوصلة التي تربطنا بهم، وتقطع جذورنا الحضارية ليتحول العراقي المعاصر إلى عنصر غريب عن الأرض وعن حضارة أسلافه إمعانا في تغريبه عن واقعه ضمن حرب حضارية ونفسية تستهدفه بشكل خاص، طالما أن العراقي الحاضر يعيش الروح والأصالة فهو قادر في كل مرة أن يعيد نشاطه وينهض ليبني ويحدد ما سقط من وجوده بفعل عوامل وأسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها هنا.
المشكلة إذا ليست في اللغة السومرية ولا في الترجمة الأكادية عنها وحتى في من يحاول الترجمة مباشرة من السومرية عبر الألواح الطينية للعربية، المشكلة أعمق بكثير حينما وضع مؤسسوا هذا المنهج أصواتا للحروف السومرية من أصواتهم، فعندما يقرأ المترجم لا يقرأ بالصوت العراقي القديم بل بصوت مستعار ونطق غريب فتخرج النتائج مشوهة غير دقيقة، فلو تابعنا الترجمة التي قمت بها والترجمة التي كتبها ألبير فريد هنري نقاش وحسني زينة لرأينا الفرق الكبير بين ترجمة لا تؤدي للمعنى الأصلي لأنها ترجمة حرفية للنص لكن من خلال حروف غريبة وأصوات غير عراقية، وإليك النصين متقابلين لترى بوضوح كيفية التشويش والتحريف الناتج ولو بغير قصد.
النص المترجم البير فريد النص المنقول من قبل الكاتب
الإلهُ حيا يَرأَمُ اليَرْحمَ
اليرحمُ ابنُ الإلهةِ عشتار في المحراب

بالبخور المُرِّ يَتَطَيَّب
البَتُولَتانِ الحَسْناوانِ اسْتُرْضِيَتا
وَرَدَتا الكَرْمَ وَصَدَرَتا
في كَرمِ بَخُّور المر طَيِّبْ وِدَّك
أخَّذْتُ فاكِ ذا الرِّقَّةِ، أخَّذْتُ عَينَيك الزَّرقاوَين، أخَّذتُ حِرَكِ ذا الثَّنْيَة!
***
أَسْرَعتُ إلى كَرْمِ الإله سِين، وقَطَعتُ من غَرَبَة الفُرات
ذكرتني إحسانا طُولَ عُمْرِي، يوماً تلو الآخر
كالراعِي يَطُورُ الضّأنَ، والعَنزةِ جَدْيَها، والشاةِ حَملَها، والأتانِ مُهْرَها
نِعْمَتان يَداهُ، دُهْنٌ وطِيبٌ شَفَتاهُ
دُهنُ الأَرْزِ العَطِر في كَفَّيْـهِ، دُهنُ الأرز العَطِر في فُودَيهِ
زَمْزَمَ اليَرْحمُ عليها ... ثُم فَتَنَها!
***
أخَّذْتُ فاكِ الحَبِيب!
أَقْسَمتُ عَليكِ بالإلهةِ عَشتار والإلهةِ إِشْخَرَ
ألا تَذْهَبِي قَبلما زَوْرُهُ وَزَوْرُكِ ... يَتَّصِلان. ا

النص المنقول عن طريق الكاتب

الألة الحي "الرحيم" يرحم
االرحيم أمر الآلهة عشتار أن تزوجني ثواب
إإن رقت كن كمن يضرع
قدم وردتان تحننا
أأقراءها مرة بعد مرة
إإن كررت رقيتك كن كمن طيب ودادك
أأخذت فاك الرقيق، أخذت شكل عينيك، أخذت حرك "نارك" ثانية.
***
جرني "شحطني" قرار لساني لأبكي كي تصير
يوميا دوري حتى تتذكريني

كراعي يسوق الضأن والماعز وأشياء أخر على ظهر أتان مهرك
سأسرق يداك الناعمتين وشفتاك الطيبتين
أأشم عطرك إن غدوتي أشم عرقها إن يفيد
االرحيم يغضب ويسخن إن مسحتي
***
أأخذت فاك شديد
االآلهة عشار والآلهة الأخر خصيمك

إذا زري وزرك لم يعتمدا أو لا تفسحين

في نص البير فريد لا تفهم من الأخذة ما المطلوب ولا تفاصيل لها معنى أو مترابطة في موضوع واحد، بالرغم من أن النصين هما لنص واحد أستنادا إلى فهم اللفظ الأكادي القديم من خلال الإحساس بروحية الكلمة من إذن تعرف الصوت وتتعرف عليها لأنها تشبه صوته اللغوي، إذا هنا يستوجب علينا كعراقيين أولا وكعرب إعادة قراءة كل الإرث اللغوي والكتابي الذي وصل إلينا من خلال تعديل صوت الحرف العراقي القديم بما يتناسب مع حقيقته الأولى التي تشكل اللهجة العراقية الجنوبية والوسطى والشمالية ثلاثة أنماط منها، فاللهجة الجنوبية نقرأ بها السومرية، واللهجة الوسطى نقرأ بها الأكادية البابلية، ولهجة الموصل الشمالية نقرأ بها اللهجة الأكادية الأشورية، حتى نصل إلى فهم كامل للغة العراقية من جذورها وعبر التطور التأريخي الصيروري لها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء السياسي في عراق عصر بريمر...
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 20
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 19
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 18
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 17
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 16
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 15
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 14
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 13
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 12
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 10
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 11
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح9
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح8
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح7
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح6
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح5
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح4
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح3
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح2


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 21