أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 26















المزيد.....

اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 26


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 23:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة العراقية القديمة
أمثلة ومقارنة
يورد الكثير من الباحثين في أصول اللغة العراقية القديمة أو في اللغة العربية القديمة من طيات ما أكتشف من نصوص عراقية قديمة مدونة فيها كلمات وألفاظ وجمل ما زالت تستعمل لليوم كدليل على عمق الأرتباط بين القديم الذي ما زال حيا في ذاكرة العربية، الحقيقية وإن كان هذا الجهد مشكور وله أسبابه الوجيهة، ولكن البعض من أصحاب النوايا المتطرفة يعود ليشكك في أن العربية الحالية ما هي إلا نتاج آرامية أو سريانية وأن وجود هذه المشتركات اللفظية واللغوية تؤيد زعمهم وما يريدون إفشاءه بين الناس دون أن يملكوا الدليل الدامغ والحجة المنطقية، فكل إدعائاتهم مجرد ترديدات غبية لأفكار عفى عليها الزمن وأنكرها العلم والمعرفة البحثية الدقيقة، في هذا المبحث سنورد الكثير من الآراء من قبل الناكرين ومن قبل الذين يشيرون للصلة الوثيقة، والهدف منها مقاربة ومقارنة وعرض الفكرة وضديدها على العقل المتأمل.
وحول موضوع (الدخيل والأعجمي) يقول الكاتب سليم مطر في كِتابه (الذات الجريحة) في عام 1980 أحصى د. طه باقر ما يقرب من 250 كلمة تعود إلى أصل سومري أو بابلي، وهي (فقط) من الكلمات التي كانت تُعَدُ أو محسوبة على (الدخيل والأعجمي) في اللغة العربية، وسأورد (بعضاً) منها أدناه كمثال:
* أباب (الماء): أبابو.
* أتون. أتونو: سومرية.
* آجِر. أجورو.
* أرجوان. أرجوانو.
* إقليم. كالام: سومرية.
* بطة أو بشة. بشو.
* بلور. بلورو.
* دُكان. دُكانو: سومرية.
* تنور. تنورو.
* صنم. سلمو.
* سوسن. سوسونو.
* كُبة. كُباتو.
* هيكل. إيكالو: سومرية.
* سفرجل. سبرجيلو .*
وهنا أود أن أبين من خلال القواعد التي كتبت بها اللغة العراقية القديمة على يد المستشرقين هي أضافة اللاحة " و " في مؤخر اللفظ أو الكلمة للتفريق بين الفعل والاسم ، فدكانو وبشتو مثلا هي للتدليل على الاسم ولا تلفظ فيكون دكان وبشه، أما بعض الكلمات التي فبها حرف الباء الباريسية مثل سبرجيلو فهذا خطأ المترجم ظانا أن حرف الفاء يكتب أصلا مثل الواو الأعجمية فبدلا من عليكم السلام اللسان الفارسي ينطقها فعليكم السلام يقلب الواء فاء، وكثيرا ما وجدما هذا التحريف أثناء مطالعتنا للقواميس السومرية والأكادية المكتوبة باللغات اللاتينية، لأن هؤلاء نقلوا الترجمات عبر لغة وسيطة وغالبا ما تكوت الآرامية الغربية، حول ذلك يقول بعض العلماء والبحاثة في اللغات السامية بأن أربعة أخماس الكلمات الآرامية تشترك مع الكلمات العربية حرفياً بأعتبار أن الأكادية والسومرية كما بينا في المبحث السابق مسميات للغة الواحدة بأطوارها التكوينية، وأحيانا بإختلاف بسيط في حالة التلفظ، أو بتبادل بعض الحروف بينهما مثل (التاء والثاء) (الحاء والخاء)، (الصاد والضاد)، (السين والشين)، (الدال والذال)، (الطاء والظاء)، (العين والغين)، (الباء وال p الفارسية والفاء).
بقول نفس الكاتب "الحكيم البابلي" في الجزء الثاني من مقالته وهو يرد الكثير من الكلمات والألفاظ الأكادية للغة الآرامية ليبين لنا أن العربية الحالية عي فرع من الآرامية القديمة أو الحديثة، في محاولة منه لا أشك في جديتها أو تعمدها أو ربما هناك دافع لا يعرف، فيقول عن شهر شباط الآرامي ويستمر في سرده فيقول (وهي من الكلمة الأكدية "شباتو" (اليوم الخامس عشر من الشهر، البدر) محققة في الأكدية من الحقبة القديمة، ومنها جاءت كلمة (سبات) العربية، وأسم شهر (شباط) الآرامي، وكذلك اسم (أليزابيث) الذي شاع في الغرب، وهو مُرَكَب أكدي (إيل-سابات) أي سكون وراحة الإله وسباته، وقد أنتقلت هذه المُفردة إلى اللغات الأوربية ولا سيما اللاتينية Sabato وهو اليوم الذي أوجده البابليون وسموه بيوم (نوح لِبي) بمعنى يوم راحة قلبي، ولا يزال العراقيون يقولون في لِسانهم المحلي: (قلبي لا يعرف النياحة)، بمعنى (قلبي لا يعرف الراحة).
والظاهر أن الكاتب فاته الإطلاع على القواميس الأكادية التي توضح بالتحديد أن شباط شهر سومري وأكادي وقبل أن تعرف الآرامية كلغة موجودة، فقد وردت الكلمة الأكادية (ashbattu ) وتلفظ شباطو والواو للإضافة لأنه اسم، ومثل هذا الأمر كثيرا يرد في الكتابات المتأثرة بالمشاع، فمثلا كل الشهور التي نتداولها الآن هي من أسماء الشهور العراقية القديمة بدأ من كانون وشباط وأذار وأيار وأب وأيلول كاها بذات اللفظ والمعنى حتى فصول السنة الصيف والشتاء والربيع والخريف بذات الأسماء والنطق العربي، وما يسمى "عيد أكيتو" الذي هو الاول من نيسان في كل عام باللفظ العراقي القديم عيد الوقت أو عيد الزمن، و أكيتو هو اللفظ الغربي للفظ العراقي القديم الوقت أو الوقتي.
لقد ذكر الكثير من المنصفين الحقائق التي نسعى لهت وهي التي أسسها ورسم طريقها الشائك والمشكوك به ما عرف بالتوراتين التاريخين من مستشرقين وعلماء أثار ومؤرخين، لكن تبقى الحقيقية هي التي تقاوم كل هذا الدس والتزوير والتحريف، (هناك جهل علمي، متفق عليه، وأن الأمر سيكون بسيطاً جداً فيما لو أننا تكلمنا بدلاً عن الساميين، الأبطال المختلقين من أصل خيالي، وفي هذا الصدد نقلا من مقالة الكاتب خلف الناصر على موقع الحوار المتمدن والمعنون "العلم يقول: (إن اللغة الأكادية هي نفسها اللغة العربية وبلهجة عراقية، ولكن مكتوبه بأبجدية مسمارية؟!) يقول العالم الفرنسي (بيير روسي) (لو أننا تكلمنا عن العرب، ذلكم الشعب الحقيقي والذي يمتلك وجوداً اجتماعياً مستمراً، وجوداً ثقافياً ولغوياً يعطي حياة وتوازناً لهذا البحر المتوسط منذ عدة ألاف من السنين)، ويضيف الباحث معلل لهذا الموقف العدائي من السومرين ومن أسلافهم الذين يسميهم الساميين والحقيقية هم أبناء نوح فيقول (التركيز على الحضارة السومرية من خلال تأليفهم الكتب الكثيرة عنها كــ (الفن السومري، والأختام السومرية، (التاريخ يبدأ من سومر)...........الخ وغيرها من المؤلفات التي لا حصر لها، وفي الوقت نفسه تجاهلوا عن عمد وجود حضارة أو (حقبة سامية) سبقت السومريين بألفي سنة على أقل تقدير، وأهملوا البحث في هويتها واكتفوا باعتبارها جزءاً من الحضارة السومرية، فأطلقوا عليها اسماء متعددة (مخلفات العصور الأولى) وأحيانا (إن أصحابها مجهولون) وغيرها من الذرائع، لإبعاد الساميين العرب عن مشهد الابداع الحضاري ودورهم التأسيسي لحضارة وادي الرافدين، لكي لا تنسب المبادئة أو المبادهة الحضارية الأولى في الأرض لهم، وتتم نسبتهما إلى السومريين الذين هم ـ كما يعتقد الأوربيون ـ من نفس (العنصر الآري) الذي ينتمي إليه الأوربيون أنفسهم!).
إن أشار المؤرخون إلى وجود حضارات ومجتمعات وأقوام سبقت ظهور العرب السومرين (أصحاب الرؤوس السوداء) وهم لم يعرفوا أنهم سومريين لولا أن أطلق عليهم الأكاديين أسم سومر، هذه الحضارات والمجتمعات التي يرمز ويشار لها بأنه عصر العبيد أو عصر مملكة أريدو (نشأت ثقافة العبيد أصلا في الجنوب، لكن ارتباطها يظهر واضحا بالثقافات الأبكر في منطقة وسط العراق الحالي، إن ظهور مجموعات العبيد يتم ربطه أحيانا بما يسمى بـ "المشكلة السومرية" المتعلقة بأصل الحضارة السومرية، لكن مهما يكن الأصل العرقي لهذه المجموعات فإن هذه الحضارة شهدت للمرة الأولى تقسيما اجتماعيا ثلاثيا بين المزارعين الحراثين الذين يزرعون بكثافة لأجل معيشتهم، مع محاصيل وحيوانات قادمة من الشمال، وبدو رعاة يسكنون الخيام، يعتمدون على قطعانهم، وصيادي أسماك في المناطق المطلة على خليج العرب يسكنون أكواخ القصب، يصف "شتاين" (Stein) و"أوزبال" (Özbal) الانتشار الاستيطاني بالشرق الأدنى بأنه نتاج توسع ثقافة العبيد، مناقضا إياه مع التوسع "الاستعماري" في فترة أوروك اللاحقة، فالتحليل حسب السياق ومقارنة المناطق المختلفة، يُظهر أن توسع ثقافة العبيد وانتشارها في منطقة واسعة تم من خلال الانتشار السلمي، مؤديا إلى تشكيل العديد من الهُويَّات الجديدة للشعوب الأصلية، التي خصصت وحولت عناصر سطحية من مواد حضارة العبيد إلى تعابير متميزة محلية)، اللف والدوران ومحاولة تضييع الحقيقية كان هو الدأب المستمر الذي سار على نهجه أبرز علماء الأثار الغربيين، بقصد إخفاء حقيقة الشعب العراقي القديم ووحدة التي تنتهي بنوح وقومة والأقوام التي عاصرت الطوفان، لأنهم جميعا يكونون العنصر الكامل في المجتمع العراقي القديم لغويا وجنسيا وثقافيا وحضاريا، وإن تلون وتعدد بنظامه الأجتماعي والثقافي نتيجة تعدد البيئات المناخية والبيئات الزراعية والرعوية وبيئة الأهوار التي تعتمد على تربية الحيوان والصيد والزراعة الموسمية أحيانا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* .الحكيم البابلي _ موقع الحوار المتمدن _ مُفردات سومرية آكدية آرامية لا زالت مُستعملة في اللسان العراقي. الجزء الأول.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 25
- وجه أخر لعالم جديد
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 24
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 23
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 22
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 21
- الغباء السياسي في عراق عصر بريمر...
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 20
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 19
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 18
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 17
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 16
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 15
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 14
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 13
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 12
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 10
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 11
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح9
- اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح8


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - اللغة العراقية ومفهوم الدلالات ح 26