أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ملاحظات إضافية حول (المونودراما)














المزيد.....

ملاحظات إضافية حول (المونودراما)


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


"آمل ان تكون هذه الملاحظات البسيطة مدخلاً للنقاش والجدل في همّ المسرح العراقي الذي يعاني من مشاكل كبيرة انتاجياً واخراجياً وادائياً ولنا فيها حديث طويل آخر."
بهذه الكلمات انهى السيد ناصر التميمي مقالته المنشورة في عدد (المدى) ليوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني بعد ان ناقش تنظيرات (فاروق صبري) حول ابتكاره لما سماه (المونودراما التعاقبية) وتنظيرات (ميثم السعدي) حول ما سماه (المونودراما المزدوجة) . وقد اتفقت بالرأي مع السيد ناصر في ان ما طرحه المغتربان (فاروق) و (ميثم) يتعلقان بالعملية الاخراجية اكثر من تعلقهما بالتأليف الدرامي، وهنا لابد ان اذكر ان (دليل اوكسفورد للمسرح والعرض) the oxford companion to theater a performance لم يعرف (المونودراما) بينما عرف (المونولوغ Monologue) لاعتقاد المعد (دينيس كندي) بأن ذلك المصطلح لايحتاج الى تعريف فهو واضح حيث تعني ترجمته الحرفية (دراما الفرد الواحد) وأخطأت (ماري الياس وحنان قصاب حسن) في (المعجم المسرحي) حين عرفتا (المونودراما) بانها (دراما الممثل الواحد) والصحيح هو (دراما الشخص الواحد) وهي تختلف عن مصطلح (عرض الممثل الواحد one man show) فالاول يخص الفعل الدرامي والافعال الثانوية التي تصب في مجراه لشخصية واحدة تكشف في مسار احداث المسرحية صراع الشخصية مع نفسها ومع الاخرين عبر زمن معين من حياتها كما في مسرحية (اغنية التمر) لانطوان جيكوف حيث يكشف الممثل (فاسيلي) الذي شاخ فتنكر له جمهوره عن معاناته وعن عزلته وعن اغترابه ويستعرض في حالته السابقة في تمثيل مختلف الأدوار المسرحية عندما كان شاباً وكيف كانت النسوة ينجذبن اليه ويتقربن منه ويعشقنه ولكنهن يرفضن الزواج منه لانه ممثل، وفي تلك المسرحية ممثل آخر هو الذي يقوم بدور (الملقن) . اذن يجوز ان يمثل في (المونودراما) اكثر من ممثل واحد، اما في (عرض الممثل الواحد one man show) فلا يشترك مع هذا الممثل ممثل آخر كما في عرضه يقدم موضوعات مختلفة قد تكون بعيدة كل البعد عن الصراع الدرامي وانما المهم فيها تسلية الجمهور جراء تنوع الأداء الذي قد يشمل الرقص والغناء والاكروباتيك اضافة الى التمثيل.
وكان المخرج الروسي (نيكولاي افريموف) دقيقاً في تشكيل مفهومه لمصطلح (مونودراما) وبواسطته أراد ان ينقل المتفرج الى داخل المسرحية كمساهم مباشر ولكي يرى كل شيء من وجهة نظر (البروتاغونست – الشخصية الرئيسية) وهو (الأنا البديل) للمتفرج وهكذا يجعل من التمثيل والمنظر والإضاءة وباقي عناصر الإنتاج تعكس الحالة العاطفية للبروتاغونست – الشخصية الرئيسية.
ولعل الكاتب المسرحي الروسي (انطون جيكوف) هو من اوائل من كتب المونودراما وعلى افضل وجه كما في (أغنية التمر) و (ضرر التبغ) وكلتا المسرحيتين قدمتا من قبل العراقيين. وكان المخرج (ابراهيم جلال) قد اخرج (أغنية التمر) لفرقة المسرح الحديث عام 1956 ومثل (سامي عبدالحميد) دور (الممثل فاسيلي) ومثل (يوسف العاني) دور (الملقن). واعاد المخرج الراحل (قاسم محمد) اخراج المسرحية للفرقة نفسها أوائل السبعينات مع (سامي عبدالحميد) ومستغنياً عن دور (الملقن) حيث افترض وجوده غير ضروري للفعل الدرامي وصراع الممثل مع نفسه ومع المجتمع، وأعاد (قاسم) اخراج المسرحية بداية القرن الجديد وفي إمارة الشارقة مع (سامي عبدالحميد) ايضاً وكان الشاعر والأستاذ المختص باللغة العربية (عبد الأمير الورد) قد مثل دور الممثل أواخر الثمانينات وأداه بشكل مختلف عن أداء سامي عبدالحميد.
ويقال ان (يوسف العاني) هو أول من كتب مونودراما في العراق ومثل الدور الرئيسي فيها أواسط الخمسينات من القرن الماضي وربما قبل ان يطلع على ما كتبه (جيكوف) ولم يتعرف المصطلح وانما قادته موهبته وحسه الدرامي الى ذلك.ومثلما نشيد بجهد (يوسف) في هذا الاتجاه ونعتبره ابتكاراً لم يسبقه فيه احد ، كذلك نشيد بابتكارات كل من (فاروق صبري) و (ميثم السعدي) في الاتجاه نفسه، ورغم فائدة النقاش الذي تم في (ثقافية مسرح المدى) لمحبي المسرح ودارسيه فان التعرض لمشاكل المسرح العراقي وهي كبيرة والأجدى بالنقاش والجدل خلال هذه الأيام من التعريف للمفاهيم والمصطلحات التي أصبحت من البديهيات.
وهنا لابد ان اذكر ما قام به صاحب هذه الكلمات عندما قدم (غربة) وهي مونودراما بنيت اقتباساً من رسالة بعثها احد الأساتذة المغتربين الى صديق في العراق يتعرض الى معاناته في غربته خارج الوطن ومعاناته وأمثاله داخل الوطن، وكما ان الغربة مميتة فان البقاء في وطن مليء بالجور والتعسف مميت ايضاً.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!
- مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ملاحظات إضافية حول (المونودراما)