أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - جمهورية ألمانية الديمقراطية .















المزيد.....

جمهورية ألمانية الديمقراطية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7128 - 2022 / 1 / 6 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، عاملا في دفع العديد من الدول الاوربية ، الى الإفصاح الصريح عن موقفها من نزاع الصحراء ، حين رفض الاتحاد الأوربي اعتراف Trump ، الذي اعتبره متناقضا مع الشرعية الدولية .. وكان من ابرز الدول التي رفضت اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، اسبانية ، المانية ، فرنسا ، هولندا ، والدول الاسكندنافية .. لكن الموقف الاسباني ، والموقف الألماني ، كان ابرزاً ، للخطوات التي قامت بها كل من برلين ومدريد شخصيا ، لذا John Biden ، حين دعاه الى الرفض المطلق للاعتراف المذكور ..
مباشرة بعد هذه المواقف ، ستتأثر العلاقات بين الرباط ، وبين مدريد ، وبرلين .. ووصلت الى تجميد الاتصالات بين وزارة الخارجية المغربية ، وبين سفارة الجمهورية الألمانية بالرباط .. إضافة الى التصريحات المدلى بها من هذا الطرف او ذاك .. وقد تمخض عن هذه الازمة ، تجميد العلاقات بين الرباط وبرلين .. وكادت ان تصل الى قطعها نهائيا ، نظرا للخطر الذي تخبئه الصحراء على مستقبل النظام السلطاني المغربي ، وقد تصل الى سقوطه ، وتفتيت المغرب الأرض ، والمغرب الشعب ، اذا نجح الانفصال ، واذا تم الاعتراف امميا بالجمهورية الصحراوية ، الغير عضو حتى الان بالأمم المتحدة .
بعد نهاية فترة حكم المسيحية " أنجنيلا مركل " ، وتغيير المجموعة السياسية التي كانت تتولى الحكم في المانيا ، حتى بدأت بوادر انفراج تلوح بين برلين والرباط .. وصدرت في الشأن تصريحات المانية مُدلسة ومُضببة ، بخصوص رأب الصدع الذي عرفته العلاقات بين الدولتين ، بسبب المواقف التي اتخذتها مجموعة Angela Merkel ، من اعتراف Trump بمغربية الصحراء ..
الى هنا ، ورغم ان الوضع ، او موقف الدولة الألمانية من نزاع الصحراء المغربية لم يتغير ، ولم يصدر عن الفريق السياسي الجديد ببرلين ما يفند ويبطل موقف Merkel من مغربية الصحراء ، ومعارضتها الشرسة الى جانب مدريد ، لاعتراف Trump بمغربية الصحراء ، وهو اعتراف اصبح معلقا مع مجيء إدارة Biden الديمقراطية .. فان العديد من المواقع المرتبطة بدوائر القرار السياسي في الرباط ، وبعض المسؤولين الحكوميين ، وعلى رأسهم السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية .. اعتبروا ان الموقف الألماني الأخير ، المعبر عنه من قبل المجموعة السياسية الجديدة ببرلين ، هو موقف يناقض في الأصل ، موقف Angela Merkel ضمن الحكومة السابقة ، من نزاع الصحراء ، وان الموقف الجديد ، وهو ليس بموقف جديد في الأصل ، هو اعتراف بمغربية الصحراء ، من خلال اعتراف برلين بالحكم الذاتي ، الذي اقترحه النظام السلطاني في سنة 2007 .. وذهبوا في تفسيرهم للوضع الجديد ، انّ الموقف هذا انتصار للنظام السلطاني ، وتركيع وخضوع لألمانية الديمقراطية ، اقوى اقتصاد عالمي بعد أمريكا ، والصين ، واليابان .. ومن هنا راحوا يفسرون على هواهم ، ويدبلجون العناوين ، بما يغطي على الحقيقة الساطعة التي هي ثبات الموقف الألماني من نزاع الصحراء ، منذ الموقف الأول الذي اتخذته برلين في سنة 1975 ، والذي هو المشروعية الدولية ، التي يفسرونها بالاستفتاء وتقرير المصير الذي دخل نفقا اعوجاً ، باعتراف الأمم المتحدة نفسها .. ونحن هنا نتساءل . هل اعتبار الأمم المتحدة / مجلس الامن ، استحالة تنظيم الاستفتاء ، للعراقيل المنصوبة ، هو اعتراف من الأمم المتحدة بالجمهورية الذي قد تبث فيه الجمعية العامة ، او مجلس الامن حسب الأدوار الملعبة ، او هو اعتراف صريح من الأمم المتحدة / مجلس الامن ، بحل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام السلطاني المغربي في سنة 2007 ، كحل لا غالب ولا مغلوب ... فالغموض لا يزال يسدي بظلاله على الموقف الحقيقي للأمم المتحدة ، لأنه تتحكم فيه معطيات ، هي من صنع الدول الكبيرة بمجلس الامن ، أصحاب الفيتو ، والدول القوية كألمانيا ..
وحتى تُضبّب الموقف الحكومة الألمانية الجديدة ، للالتفاف على اصل المشكل الذي هو الموقف الحقيقي لبرلين من نزاع الصحراء ، وهو نفس الموقف عبرت عنه وزارة الخارجية الألمانية ، حين جددت التأكيد ، والمتشبث بنفس الموقف الاول من الصراع .. ولذكاء وخبرة الالمان القوية ، حتى يجنبوا الحكومة مواقف قد تجعلها في تناقض مع الدستور الألماني .. ومع المبادئ العامة للعلاقات الدولية ، وحتى يفتحوا ثغرة في جدار النظام المغربي ، للنفاد الى الوضع الذي كان قبل تأزيم العلاقات .. دفعت الحكومة الألمانية برئيس الجمهورية للتحرك ، من خلال تصريحات ، ومن خلال إشارات لا تسمن ولا تغني في شيء .. لان الذي يحكم في المانيا ، ليس رئيس الدولة الذي يحتفظ بدور رمزي . بل ان الذي يحكم هو الشعب الألماني ، من خلال الحكومة التي ينتخبها في الانتخابات التشريعية ، وهي الحكومة المكونة من الأحزاب التي تمارس الحكم الفعلي ..
ان وضع رئيس الجمهورية الألمانية ، هو وضع هش ، لأنه لا يتوفر على سلطة الضبط ، والنهي ، والزجر .. فوضعه هو اشبه بوضع ملكة هولندا ، وملك بلجيكا ، وملوك الدول الاسكندنافية .. بل هو وضع دون الوضع القانوني لملكة إنجلترا ، وملك اسبانية اللذان يملكان سلطات دستورية وتقليدية ، خاصة بالنسبة لإعلان الحرب ( إنجلترا ) ، وبالنسبة لإعلان الحرب ، والوحدة الوطنية للدولة الاسبانية .. والموقف الصريح الزجري ، والضابط القوي للملك ، هو من افشل انفصال إقليم كتالونية ، وسابقا افشل انفصال إقليم الباسك ..
فحين تفتح الحكومة الألمانية التي تقرر ، لرئيس الجمهورية الذي لا يقرر ، ثقوبا لتمرير مغالطات ، لان فاقد الشيء لا يعطيه ، فان التفسير الوحيد الذي بجب استخلاصه و، المعتم عليه بتصريحات رئيس الجمهورية ، هو تمسك الحكومة الألمانية الحالية بنفس الموقف المعبر عنه ، من حكومة Angela Merkel الذي هو الرفض الصريح لمغربية الصحراء ، والرفض الصريح لاعتراف Trump بمغربيتها ، وهو الاعتراف الذي تراجع عنه John Biden ، بسبب الضغط القوي من برلين ، ومن مدريد ، وامستردام ... وهنا لا ننسى ان الغربيين يتعاملون كحلفاء ، عندما يخص الامر طرفا ليس عضوا بالاتحاد الأوربي ، وليس عضوا بحلف الناتو / الأطلسي ... فهل سيتخلى Biden عن حلفاءه ، ليدعم اعترافا يعلم Biden ، انه كان مجرد مقلب لإخراج العلاقات الممتدة ما قبل سنة 1956 ، بين النظام السلطاني المغربي ، وبين دولة إسرائيل .. والدليل قناعة Biden من خلال موقف تل ابيب ، الذي لا يعترف صراحة بمغربية الصحراء ، ويتستر وراء المشروعية الدولية .. فهل واشنطن اكثر معنية باعتراف ، او باتفاق لم تحترمه الدولة المعنية إسرائيل ، عندما تتحفظ على الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء ..
لذا فموقف الحكومة الألمانية ، عندما ترك رئيس الجمهورية الذي لا يحكم ، ولا يقرر ، يلوح ، ويرسل إشارات ، ويلقي تصريحات تتجاوز اختصاصاته ، وهو ليس له اختصاصات بالمرة .. فلان الحكومة التي تتصرف بمنطوق الدستور ، الذي يفرمل اختصاصات السلطات بترتيب المسؤوليات .. وهنا فرئيس الجمهورية الألمانية ، وهو المدرك لحقيقة وضعه الذي ينظمه الدستور ، واغماض عين الحكومة التي تحكم وتقرر .. اكيد سيكون قد جاء بناء على تشاور بين الحكومة التي هي الدولة ، التي هي الشعب ، وبين رئيس الجمهورية الرمز ، طالما انّ اشاراته ، وتصريحاته المذغدغة لحواس ، ومشاعر النظام السلطاني ، رغم انها من اختصاص الحكومة .. فهذه تكون قد اغمضت العين عنها ، ما دام ان الهدف هو ارجاع العلاقات بين النظام السلطاني المغربي ، وبين المانيا ، دون ان تتنازل الحكومة عن اختيارها الأول ، الذي اتخذته منذ سنة 1975 ، او منذ سنة 1960 ، ونحن لا نعرف ماذا تقصده وزارة الخارجية الألمانية في خرجتها ، عندما اكدت ، وتشبثت بالموقف الأول . هل هو موقف 1960 ، او موقف 1975 .. لان هناك فرق بين الفترتين ، وبين المرحلتين ، وبين الفاعلين القدامى ، والجدد المتطفلين .. ففي سنة 1960 ، كان النزاع ثنائيا ، ولم يكن ثلاثيا ، او رباعيا .. والنظام السلطاني هو من كان وراء مطلب حل الاستفتاء ، الذي كانت نتيجته تعني ، امّا العودة الى المغرب ، وامّا البقاء تحت السيادة الاسبانية ، ولم يكن هناك حل ثالث يدعو الى الانفصال ، والى تأسيس دولة جديدة بالجنوب المغربي .. لكن من يعرف العقلية الألمانية ، والغربية المناصرة للصهيونية ، فالمقصود موقف سنة 1975 ، وليس موقف سنة 1960 .. فالجزائر في سنة 1960 ، كانت لا تزال مستعمرة فرنسية ، ولم تصبح دولة لأول مرة في تاريخها ، الاّ بعد استقلال 1962 ، وجبهة البوليساريو التي لم تكن في سنة 1960 ، تأسست في سنة 1973 ، والجمهورية الصحراوية أسسها النظام الجزائري في سنة 1976 ..
اذن ليس هناك اشكال حين يرسل رئيس الجمهورية إشارات ، او يدلي بتصريحات لا تمس في شيء الدستور الذي يركز الحكم في الحكومة ، وليس في رئاسة الجمهورية التي وضعها شبيه بالوضع القانوني لملكة هولندا ، وملك بلجيكا ، وملوك الدول الاسكندنافية .. كما انه وضعه القانوني شبيه بوضع رئيس الدولة الإسرائيلية كرمز ، وليس كسلطة ، لان السلطة ، والحكم بيد الحكومة ..
وخلاصة ، فالحكومة الألمانية لا تزال تتمسك بنفس موقف 1975 ، ولا تزال تعادي مغربية الصحراء ، كما عادت اعتراف Trump بها .. وهو نفس موقف الدولة الاسبانية ، وموقف فرنسا ( صديقة ) السلطان / مصالحها .. وهو موقف الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية .. وروسيا الاتحادية ، والصين ، وبريطانيا العظمى ..
فكفى من تحويل الهزائم الى انتصارات .. وفي الغرق في الكذب .. لإخفاء الفشل ، وسببه ، والمسؤول عنه ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الاسبانية توشح وزيرة الخارجية السابقة السيدة أرونشا گ ...
- من الخائن الحقيقي . هل محمد السادس ، أم محمود عباس ؟ سكيزوفر ...
- الجمهورية الصحراوية بعد تصريح ( وزير الاراضي المحتلة والجالي ...
- هل النظام السلطاني معزول ، أم ان الامر مجرد اعادة ترتيب الصف ...
- معارضة الخارج .. هل سيعيد النظام الجزائري ، ضبط آليات تعامله ...
- الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغ ...
- جماعة العدل والاحسان ومشروع الخلافة الاسلامية / بمناسبة مرور ...
- جبهة البوليساريو غاضبة من استئناف الاتحاد الاوربي ، قرار الغ ...
- المدير العام للبوليس السياسي
- الملك محمد السادس ابن الحسن العلوي . هشام بن عبدالله العلوي ...
- أولى نتائج وبوادر التعاون ( الاستراتيجي ) بين البوليش الشياش ...
- هل التطبيع بين النظام السلطاني المغربي ، وبين الدولة الصهيون ...
- هل فشلت زيارة وزير خارجية السلطان ناصر بوريطة الى واشنطن ؟
- هل يتعرض النظام الجزائري لمؤامرة ؟
- الحزب السياسي
- جبهة البوليساريو خسرت الحرب ، فخسرت قضيتها ، وعليها ان تعترف ...
- هل بدأ الإلتفاف على قرار محكمة العدل الاوربية ..
- من كومونة باريس الى كومونة الرباط
- تحليل خطاب الملك بمناسبة مرور ستة واربعين سنة من انطلاق المس ...
- النظام الجزائري . استعراض للعضلات ، ام تحضير للحرب ..


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - جمهورية ألمانية الديمقراطية .