أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نفسه














المزيد.....

العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نفسه


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام (2001) وضع احمد داود اوغلو كتابه الموسوم (العمق الاستتراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية) وهو الاسم المرادف لمصطلح العثمانية الجديدة الأيديولوجية التي نادى بها حزب العدالة والتنمية وسعى الى تطبيقها وهي قائمة على استرجاع الاستتراتيجية العثمانية والتي مفادها التغلغل في الدول العربية تمهيدا للسيطرة على القرار العربي والثروات العربية وان تكون تركيا هي التي تقود العالم العربي والإسلامي ومن المؤسف ان تقوم دويلة صغيرة مثل قطر بتبني ترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية اذ قام مركز الجزيرة للدراسات في العام 2010 بطبعه وكان قد اوكل لمؤلف الكتاب بتولي وزارة الخارجية التركية بعد وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة في تركيا.
وقد تحركت الدبلوماسية التركية الناعمة في العمل على رفع شعار (تصفير المشكلات) وقد نجحت هذه السياسة في بداية الامر واخترقت العديد من الدول العربية تحت ذريعة الاخوة الإسلامية وعودة تركيا الى التصالح مع الماضي وإقامة علاقات مع العرب ونبذ الفتور والانقطاع الذي أصاب العلاقات العربية التركية في فترة تولي العلمانيين الحكم في تركيا واستطاعت تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية وخلال السنوات (2010-2002) ان تقيم علاقات اقتصادية وتجارية مع العرب الذي رحبوا بعودة تركيا الشقيقة اليهم لكنهم لم يدركوا حجم الاطماع التركية والتي تهدد كيانهم واستقلالهم الا بعد اندلاع الثورات العربية في العام 2011 وكيف تحولت السياسة التركية من تصفير المشكلات الى افتعال المشكلات مع محيطها العربي وقبل الدخول في تحليل هذه الظاهرة لا بد من الإشارة الى ان نظرية العمق الاستتراتيجي التركية او العثمانية الجديدة ولدت ميتة لاعتبارات منها ان الدولة العثمانية عندما سيطرت على الدول العربية كان العرب في ذلك الوقت مهددين من قبل الاخطار الخارجية وتحديدا من القوى البرتغالية والهولندية والصفوية وهم من رحبوا بالعثمانيين علما بان الدولة العثمانية في ذلك الوقت كانت دولة مستقلة بقرارها على العكس من تركيا الحالية المكبلة بالاحلاف والمعاهدات مع الولايات المتحدة والعالم الغربي وكانت الدولة العثمانية آنذاك في اوج قوتها العسكرية والسياسية والمالية اما العرب اليوم فهم دول لهم ارتباطات وعلاقات مع القوى الكبرى وهم على وعي كامل خاصة بعد العام 2011 بان لتركيا أطماع في الأرض العربية وانكشفت العثمانية الجديدة وصار يصرح المسؤولين الاتراك بانهم يرغبون ان يأتوا على الاقدام للسيطرة على سوريا والعراق..... .
ان الشعب العربي والمثقفين العرب بدأوا ينظروا الى تركيا كدولة طامعة اثارت العديد من المشاكل والنزاعات في سوريا وليبيا والعراق ...... وتدخلاتها العسكرية في شؤون الدول العربية كما ان تركيا الحالية ليس لها مقومات (الدولة المركز) مثلما يدعي داود اوغلو هذا باعتقادي أوهام واحلام تصيب الاتراك عندما يشعرون بفائض القوة كما ان الولايات المتحدة الامريكية والقوى العظمى لديها مصالح مع المنطقة العربية ولا يمكن ان تسمح لتركيا باجتياز الخطوط الحمراء للمصالح الامريكية واليوم تمر تركيا بظروف قاسية جدا وخاصة الحياة المعيشية المتردية للشعب التركي وعدم قدرتهم على سد احتياجاتهم من الغذاء والدواء في حين ان اردوغان يصرح دوما بانه سيطلق مركبة فضائية الى القمر وانه في العام 2023 ستصبح تركيا دولة عظمى وهو مفتون بالمشاريع الدعائية الكبرى، لكن هذه السياسات ولدت الكثير من المساوئ ومنها رجوع تركيا الى الحكم الاستبدادي وتفرد شخص اردوغان في الحكم وتراجع حقوق الأقليات وخاصة الاكراد الامة المغتصبة حقوقها وهي التي ساهمت في كل لحضارات التي قامت بالمنطقة وكذلك ازدياد السخط الشعبي ومطالبة الشعب التركي برحيل اردوغان وتصدع المنظومة الديمقراطية التي بناه مصطفى كمال اتاتورك وخلفاؤه من بعده والذي كان اخرهم هو الرئيس التركي احمد نجدت سيزر (2000-2007) وهو اخر العلمانيين الاتراك.
وقد تحدث علي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق قوله بان اردوغان تعتقد ان تركيا هي (لعبة سيمز) فهو يتلاعب بكوادر الدولة وكذلك صرح باقي أحزاب المعارضة بخصوص السياسات الخاطئة التي نتجت عن سياسات حزب العدالة والتنمية واليوم اردوغان يحاول يحاول العودة الى المصالحة مع دول الخليج ومصر وهدفه في ذلك إعادة الليرة التركية الى وضعها السابق عن طريق الأموال الخليجية ولكن هذه الحلول ترقيعية لازمات لاحقة ستمر بها تركيا ان أرى بان العثمانية الجديدة التي يقودها اردوغان تلفظ أنفاسها الأخيرة وستموت وتدفن الى الابد فالتاريخ لا يعيد نفسه ابدا.
وهنا لابد من الإشارة الى انهيار مصطلح (العثمانية الجديدة) هو ليس فقط بسبب ما تمر به تركيا من انهيار لليرة التركية وسوء الأوضاع المعيشية وانما الأفكار والسياسات التي قام بها اردوغان هي التي أدت الى كشف زيف هذه الظاهرة خاصة وان المنظرين للعثمانية الجديدة اصبحوا معارضين لسياسة اردوغان وقاموا بتأسيس أحزاب ليبرالية اكثر منها إسلامية فكانت تركيا في السنوات الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية تحلم بعودة تركيا العثمانية لكنها اليوم بدأت تنشغل بتوفير الطعام والدواء لشعوبها وبدأت تقدم تنازلات في خطابها السياسي مع دول الخليج ومصر من اجل دعم اقتصادها مثل قطر والامارات ولكن هذه الحلول ترقيعية فالتاريخ لا يعيد نفسه ابدا.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
- أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية
- دور المؤسسات التعليمية الامريكية في تركيا (كلية روبرت الامري ...
- الروائي التركي اورهان باموك (1952- )
- الروائية التركية اليف شافاك (1971 - )
- الشاعر التركي محمد عاكف (1873م ...
- الشاعر التركي نجيب فاضل (1905م-19 ...
- الشاعر التركي توفيق فكرت
- الشاعر التركي ناظم حكمت (1902- 1963)
- أزمة الوجود التركي في شمال العراق وأثره في العلاقات العراقية ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نفسه