أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - العالم على وشك كارثه إنسانية!














المزيد.....

العالم على وشك كارثه إنسانية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقد مؤتمر قمة الديمقراطية بصورة افتراضية، وهي القمة التي دعى لها جو بايدن رئيس أمريكا يومي التاسع والعاشر من ديسمبر. ولم تكن روسيا والصين مدعوتان لهذا المؤتمر بحجة ان أنظمة هذه الدول تتعارض مع مفهوم الديمقراطية والنظام الديموقراطي. والهدف المعلن لهذا المؤتمر هو الدفاع عن مفهوم الديمقراطية والشكل الأنسب للنظام السياسي العالمي وبنيته الاقتصادية. ولكنه في الحقيقة مؤتمر تحالفات عالمية لمواجهة القوة الاقتصادية الصينية الصاعدة، والتي تتسارع وتيرة صعودها امام انزلاق وهبوط الاقتصاد الأمريكي ومكانته العالمية.

ان تعريف المؤتمر بانه "تحدي الديمقراطية للاستبدادية" هو اكبر كذبة تخفي في طياتها خطر المرحلة العالمية التي يمر بها النظام الراسمالي العالمي واحتمال المواجهات السياسية والعسكرية بين الأقطاب المتصارعة. ان تشديد العقوبات على الدولة الصينية واقتراب الناتو الى حدود روسيا وتضخيم مشكلة أوكرانيا وتسليح الجيش الاوكرانى والمناورات العسكرية للناتو بالقرب من نقاط الأهداف الاستراتيجية الروسية، وكذلك مناورات أمريكا في بحر الصين الجنوبي بالقرب من حدود الصين الشعبية هي اكبر دليل على خطورة هذه المرحلة واحتمال نشوء مواجهات عسكرية خطيرة في حل الخلافات السياسية والاقتصادية في عالم الراسمال الحالي ... وان ابراز الديمقراطية مرة اخرى وفرضها بالقوة ليس الا محاولة أخرى تقوم بها أمريكا بقيادة بايدن لكسب الحلفاء الى جانبها في معركتها الاقتصادية والسياسية مع الصين.

ولكن العالم الراسمالي الواقعي يلهث وراء الأرباح، وانى يكون سهلا ان يستثمر وان يربح فهذه هي الطريقة النموذجية. واليوم يعد النموذج الصيني بالنسبة لاكثرية الراسماليين الطريقة الناجحة والملائمة للتراكم ولا قيمة لانتهاك حقوق الانسان او ماشابه ذلك في حسابات الأرباح. حتى ان بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا لا تعير اهتماما لقيم الديمقراطية بقدر إيجاد موضع قدم في النظام العالمي الذي هو في طور الإنشاء والتكون.

ان خوف أمريكا والغرب من النموذج السياسي والاقتصادي الصيني، وبشكل اقل الروسي، لتنامي الراسمال والسيطرة على الأسواق ومناطق النفوذ، وكذلك نمو القدرة العسكرية الصينية والروسية والقدرة على ادخال احدث التقنيات والتكنولوجيا الذكية في الصناعات العسكرية هي اكبر خطر على أمريكا والغرب. وان تقبل هذه الوضعية بالنسبة أمريكا هي بمثابة حياة او موت نظامها السياسي والاقتصادي والذي هيمن على العالم بعد الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا… وان النموذج الغربي الديمقراطي، حسب اعترافات المثقفين البرجوازيين انفسهم، وصل الى مطافه الاخير من حيث نمو الأرباح وتتفاقم ازمته يوم بعد يوم على الرغم من اعمال ضخ الدم في عروقه باستمرار. ولكن في المحصلة لا يستطيع ان يواجه نموذج تدخل الدولة في كل تفاصيل حركة الراسمال.

بالنسبة للصين، ان نموذجها الاقتصادي ونظامها السياسي واغراق الأسواق بالبضائع الصينية، وضخ رساميلها في تنمية أسواق الدول "النامية" في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، كما استطاعت حتى الان ان تكسب ثقة الدول والمستثمرين، بالإضافة الى التاريخ غير الاستعماري للصين في العالم وعدم تورطها في الحروب العالمية تعد عوامل قوة لهذه الانطلاقة الصينية العملاقة. وان هذا النموذج لادارة الراسمال العالمي له الفرصة والحظوظ لان ينافس وبنجاح بقية النماذج الديمقراطية الغربية. ولهذا، نرى اقتراب روسيا وبعض الدول الأخرى من الصين وبناء علاقات سياسية واقتصادية معها للوقوف بوجه امريكا.

ان ازمة أوكرانيا، وقبل ان تكون بمواجهة روسيا، هي في الحقيقة محاولة لمواجهة الصين، ويحاول الغرب ان يضغط على روسيا عسكريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها لكي تبتعد عن عقد اتفاق استراتيجي مع الصين. وان في المقابل يتم تحشيد الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية واحتمال احتلال اوكرانيا هي نقطة انطلاق صراع نحو مواجهات عسكرية ضارية، والتي قد تؤدي في دورها الى حرب نووية مدمرة. وان هذا هو الخطر المحدق الذي قد يسود الأجواء العالمية في بداية السنة الجديدة. واذا استطاعت القوى الراسمالية العالمية فرض هذا الصراع بالقوة على المجتمع البشري، سيمر مستقبل الأجيال البشرية بنفق مظلم وثمة احتمالية ان تُدفن كل الحضارة الانسانية وان تسود البربرية مكانها…

ان القوة البشرية فقط من باستطاعتها ان توقف عجلة هذه البربرية، وان تقف في وجهها و تفشل كل مخططاتها. ان هذه القوة الإنسانية المتنامية هي في نهوض وعلى دراية بخطر المرحلة الحالية، وخاصة في ظل وباء كورونا الذي خيم على حياتها ومعيشتها. ليس سهلا على امريكا ان ترى افول شمسها وسيصاحب هذا الافول، دون شك، الدمار والوحشية من اجل إبقاء أمريكا لمكانتها. ولكن هذا ليس سهلا، وانما يتوقف على صراع القوة المنتجة وعلاقاتها وصراعاتها في المجتمع. وان أية طريقة تحاول فيها ان توقف عجلة تطور المجتمع لابد لها من ان تستخدم القوة المفرطة والدموية في صراعها. وان هذا هو الخطر الذي علينا لجمه بقوتنا الإنسانية والطبقية في انحاء العالم.

ان معرفة اوضاعنا الحالية ومعرفة الصراع الطبقي في المجتمع ومعرفة التوازن والإمكانيات الطبقية هي مفتاح للنصر في المواجهة وإيجاد الطرق المناسبة لايقاف هذه البربرية للراسمالية وحروبها وويلاتها ومآسيها … وان ادراك خطر مرحلتنا و تطور مسارها وكذلك إيجاد سياسة واقعية في مواجهتها هي مهمتنا الحالية، مهمة الشيوعيين والتحررين في انحاء العالم قاطبة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوضاع بعد الانتخابات في العراق ، ومهمة الثوريين!
- ازمة المهاجرين ، أم المهاجرون في الازمة ؟
- من يستطيع الاحتفاظ بالسلطة في السودان؟
- العراق ما بعد الانتخابات!
- الاحزاب السياسية بين بين الاقوال والاعمال!
- النفاق… في ضوء مؤتمر السلام والاسترداد في اربيل!
- بديل آخر أمام الانتخابات البرلمانية في العراق!
- الانتخابات أم الاحتجاجات ؟!
- تونس ، ثورة في الثورة ان انقلاب على الثورة؟
- حول رحيل امريكا من افغانستان!
- موت رامسفيلد وانقطاع كهرباء في العراق!
- اسس وضرورة ظهور الشيوعية العمالية!
- من اجل مقاطعة الانتخابات في العراق!
- بحث عن الحقيقة فيما بعد الفاجعة! بصدد وقف الاقتتال في فلسطين ...
- يجب ايقاف المجزرة بحق الفلسطينيين!
- الاول من ايار ... يوم التحدي!
- خطورة مرحلتنا الحالية وكيفية مواجهتها!
- حاجتنا لمن، للبربرية ام للاشتراكية ؟
- في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العرا ...
- الكشف عن فرقة الموت في البصرة، وحقائقها !


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - العالم على وشك كارثه إنسانية!