أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العراق















المزيد.....

في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العراق


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى كومونة باريس!
الخطوات العملية نحو المجالس في العراق..
نحن على أبواب الذكرى المئة والخمسون لتجربة كمونة باريس العمالية. اول تجربة وحكومة عمالية في التاريخ والتي انبثقت منها اكثر الاطروحات الإنسانية في المساواة، واكثر الأنظمة الديمقراطية. هي حكومة المجالس التعبير الاكثر عن الإرادة المباشرة للمواطنين بدمج السلطتين التشريعية والتنفيذية في ان واحد وبطريقة مباشرة. وكانت اول طلوع فجر إنهاء استغلال الانسان للإنسان وبناء عالم أفضل ما تستحقه البشرية.. وكان ذلك في يوم الثامن عشر من شهر مارس ( آذار ) وانتهت في الثامن والعشرين من أيار (مايو ) بقمعها بأبشع الوسائل دموية من قبل الطبقة البرجوازية الفرنسية.
ان تجربة كمونة باريس في تاريخ الحركة العمالية والاشتراكية، باعتبارها تجربة عملية ومهمة واستلهمت الحركة العمالية العالمية الشكل والمفهوم والمحتوى الإنساني وأصبحت جزء من تقاليدها النضالية وكذلك الشكل العملي للحكومة العمالية كما راينا في الثورة الروسية ودولتها وسلطتها المتكاملة بقيادة البلاشفة. ومنذ ذلك الحين يعتبر النموذج اكثر راديكالية والاكثر تعبير عن سلطة الطبقات المحرومة. وكذلك راينا تكرار تجربتها في الثورة الإيرانية عام 1978 و تجربة الحركة المجالسية في كردستان العراق عام 1991.
ان لهذه التجارب من الحركات المجالسية في التاريخ قد تفتح افاق أيضا لحل المشاكل والمعضلات ما يعانيه العراق، وخاصة ما بعد الاحتلال وسلطة الأحزاب والمجموعات الطائفية والقومية للطبقة البرجوازية وجعل العراق برمته جهنم لا يطاق ولا يوجد مخرج. الا بآفاق إنسانية وهذا ما يزيد إلحاحنا نحو المجالس والحركة المجالسية والسلطة المجالسية واخراج المجتمع من المستنقع الطائفي البرجوازي الى بر الأمان. ومن هنا نشدد على أهمية هذه التجربة و تطبيقها العملي في ظرفنا الحالي مع مستجدات وأدوات جديدة وممكنة. وان احداها هي حلقات شبكات التضامن الاجتماعية والتي هي موجودة أصلا بشكلها غير الرسمي والمعلن. انها شبكات قد تم تطويرها عن طريق التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعية وخدمة الإنترنت العالمية..
اصبح معروفا للجميع بان أية احتجاجات او تظاهرات جماهيرية، سوف يتم ملاحقتها بأدلة مؤلفة من مشاهدات وصور وافلام عن المتظاهرين وشعاراتهم ومطالبهم وكذلك رد فعل السلطات القمعي و الوحشي واستخدامهم أنواع الأسلحة القتالية وكذلك نشر أكاذيبهم وتصريحاتهم المضللة والمخادعة ووعودهم الكاذبة .. كل هذا يتم توثيقه بالأفلام والوثائق والصور وينتشر بشكل سريع وعلى نطاق واسع. ولهذا اصبحت الشبكات المعدة من اجل التضامن، وسيلة مهمة وسريعة فورية لجمع الناس حول حقوقهم ومطالباتهم المشروعة. وان مهمة الاشتراكيين والحركة العمالية؛ كيفية الاستفادة من هذه الشبكات لأغراضها النضالية بالضد من الطبقة البرجوازية، وتنظيم الجماهير في هيئات ومجالس جماهيرية وعمالية للرجوع الى ارادتهم في تحقيق احلامهم الإنسانية.
الحركة المجالسية في العراق قد تخطو خطواتها الأولية والعملية عن طريق تنظيم هذه الشبكات الاجتماعية وتحويلها الى شبكات التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع في كل مكان وبين كل شرائحه. أي تقوية الأواصر الاجتماعية في الشبكات العمالية وللكادحين والطلاب والموظفين والجنود والفلاحين وباقي شرائح المجتمع المحرومة.. وكذلك شبكات في المناطق السكنية والمصانع . ان تقوية هذه الشبكات في المرحلة الأولى هي خطوتنا الأولية والعملية من اجل المشاركة الجماهيرية المباشرة في شؤونها ومن ثم ارتقاء هذه الشبكات وتحويلها الى نواة الحركة المجالسية كهيئات جماهيرية منظمة. ان هذه الرؤية وهذا البديل هو بديل عمالي وثوري واشتراكي أي البديل المجالسي والذي، اثبتت التجارب العالمية إنه من اكثر الأشكال ثورية لحسم السلطة السياسية. ولكن كما يقول ليون تروتسكي لا يجوز النظر الى هذا البديل بنظرة وعقيدة جامدة ومستنسخة وانما يجب ان تستخلص روحها من الظروف والشروط والمعطيات التاريخية والموضوعية لكل بلد ولكل زمان ومكان… أي بروحيتها الثورية ولكن وفق المعطيات والضرورة لتشكيلها.. اذا فرضت الظروف ان تتشكل اللجان الثورية كمهام أولية، قبل المجالس او إثناءها او بعدها حسب الظروف الموضوعية. وفي تجربتنا في العراق والتي لا توجد تجربة وتقاليد مجالسية، فان الشبكات في مراحلها الأولية هي الخطوة المباشرة نحو المجالس الحقيقية، أي نحو تشكيل نواة المجالس العمالية والكادحة والمحرومين في المجتمع. ولهذا علينا التركيز في المرحلة الحالية على بدايات وأوليات عمل المجالس أي العمل من اجل تقوية الأواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع و تقوية التضامن الاجتماعي بينهم كخطوة عملية أولى وملموسة من اجل خطوات اكبر مناسبة أكثر لإجابة عن المطالبات الجماهيرية.
ان تشكيل الشبكات المختلفة هي مهمة آنية وعلينا التركيز حاليا من اجل بنائها في كل الأوساط. وان ننطلق منها الى الخطوات العملية الأخرى حسب الظروف. ولكن كهدف نهائي نحو تشكيل كيانات مجالسية وتقوية هذه الحركة في المجتمع.
تجربتنا في كردستان العراق عام 1991 كانت بدأت قبله بتشكيل اللجان الثورية و لجان الانتفاضة ومن ثم تحول هذه اللجان الى نواة الحركة المجالسية في آذار 1991 وغدت جماهيرية، مما أقلق سلطة الأحزاب الكردية آنذاك " الجبهة الوطنية الكردستانية " وزرع الهلع فيها. وقاموا بقمع المجالس بكل الطرق المتاحة لديهم. ان كل هذه التجارب قد تجد طريقها بشكل ما أو اخر في العراق أيضا، وهذا ما نحتاجه ان نجد طريقة الى تشكيلها بشكل تسمح الظروف بإنشائها ، واعتقد أفضل وسيلة لهذا الطريق هي تقوية شبكاتنا الاجتماعية .
في ذكرى السنوية 150 لتجربة اول حكومة مجالسية ، علينا التركيز اكثر على هذا التقليد النضالي والعمالي والاشتراكي، وعلينا البدء بتشكيل نواتها الأولية من اليوم ان نفتح افاق الخلاص من الويلات والمآسي وما يعانيه المجتمع العراقي. عملية التغير من ظروفنا الحالية نحو الأفضل يجب ان تأتي من الأسفل، بين الصفوف الجماهيرية المحرومة، وهذا ممكن فقط عن طريق الحركة المجالسية .



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف عن فرقة الموت في البصرة، وحقائقها !
- بناء شبكات تغير حياتنا !
- لا لتكرار اخطائنا !
- الديمقراطية والمجالسية.. بديلين طبقيين!
- الانتخابات ومستقبل امريكا!
- فرنسا والاسلام السياسي ، في الدفاع عن حرية التعبير!
- مهزلة الانتخابات الامريكية !
- الخطوة القادمة نحو الانتصار!
- إحذروا خدعة اخرى امقتدى الصدر!
- بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة اكتوبر !
- هدف زيارة الكاظمي لاقليم كوردستان!
- حان الوقت لنتجنب الأوهام
- شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات
- لبنان فوق صفيح ساخن!
- بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي.. مقابلة صفحة الحزب الال ...
- كيف نبني شبكاتنا الاجتماعية
- حول تشكيل شبكات التضامن الاجتماعي!
- بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !
- افول العالم القديم ومهامنا!
- كيف نحارب فايروس كورونا وفايروس المجاعة؟


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العراق