أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - لا لتكرار اخطائنا !














المزيد.....

لا لتكرار اخطائنا !


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اثبتت تجاربنا في السنوات الماضية عن الاحتجاج والتظاهرات وانتفاضتنا، إن هناك؛ ثمة شيء ما ينقصنا ويضعف موقفنا وفي النهاية كل الاحتجاجات ترجع الى نقطة البداية التي كنا فيها أي خاليّ الوفاض وبدون تحقيق المكاسب التي ضحينا من اجلها.. طالما هذا الضعف موجود وطالما لم نأخذ الدرس منه ونكرر الأخطاء الواحدة تلو الأخرى، فان العدو يقف مستقيما إي يكون شكله على هيئة حكومة المالكي، العبادي ، عبد المهدي او الكاظمي! وبإمكانه ان يرجع الجمهور الغاضب الى بيوتهم، وفي وقت لاحق تعود الاحتجاجات مجددا.
لقد بينت التظاهرات والانتفاضات في الميادين والساحات العامة نقطة إيجابية ويتعلم الثوار والجماهير دروس من البسالة والتحدي ويتعلم أيضا القوة والوحدة امام العدو الشرس والهمجي الطاغي بميليشياته وحشده القمعي .. ويتعلم بانه بدون التضحيات بالغالي والنفيس، لا يمكن طرح العدو أرضا وسحق مخططاته.. ولكن هذا ليس كافيا من اجل الإطاحة بالعدو نهائيا وعلينا ان لا نكرر اخطائنا وان نبدي من جديد ولكن باستعداد اكثر وبطرق مختلفة واشكال نضالية جديدة.
اول ما يتبادر في ذهننا لماذا الجماهير في مكان سكنها وفي مكان عملها لم تنخرط ولم تشارك في الاحتجاجات والتظاهرات والانتفاضات؟ لماذا ترى الجماهير قوتها فقط في الميادين والساحات ولم تراها في مكان سكنها وعملها؟ من أين يأتي هذا التصور؟ ولماذا لا ترفع سواعدها لمواجهة السلطة انطلاقا من مكانها مع عائلتها وأصدقائها وجيرانها واقربائها؟ هل هنالك معوقات في ذلك؟ ام بسبب قلة التجربة النضالية والتقاليد السياسية السائدة حتى الان؟
ان الجماهير في انتفاضة أكتوبر عام 2019 قدمت صور حية للصراع الطبقي. وتواجه الطبقات وصراعاتها وانقسامها الاجتماعي، ونزول الشباب العاطلين عن العمل ونزول النساء ونزول المحرومين والمعدومين والفقراء والجياع الى ساحات الاحتجاجات وهتفوا بأصواتهم المرتفعة، على السلطة بأكملها ان ترحل وان كل السياسيين بأشكالهم وأنواعهم المنخرطون في ما يسمى بالعملية السياسية مجرمين وعليهم ان ينالوا العقاب .. و هذا ما أدى الى سقوط حكومة عادل عبد المهدي وكذلك الى اجهاض تشكيل مثيلاتها.. وبالرغم من كل هذه القوة والجبروت، تمكنت الطبقة البرجوازية الحاكمة الالتفاف حول الانتفاضة والتدخل بمصيرها بأشكال أخرى وتمكنت من إجهاضها مرة أخرى. وتمحورت كل المطاليب بتغير راس الحكومة من موالين لإيران الى الموالين لأمريكا مع بقاء تناسب القوى بشكل طفيف.. وعندما أجهضت الانتفاضة لم تستمر الاحتجاجات العلنية كما في السابق واستمرت معاناة الجماهير المعطلة والمحرومة والنساء المضطهدات واستمرت الاعتقالات والاغتيالات السياسية لناشطي التظاهرات والمعارضين لأنظمة الاستبدادية الحاكمة ..
ان الدرس الذي يجب ان نتعلمه في تجربتنا الأخيرة هو الزحف والتمركز اكثر في محل سكننا ومحل عملنا والتركيز على تشكيل وتقوية شبكاتنا الاجتماعية في مناطقنا وتقوية الأواصر الاجتماعية والسياسية مع البعض وكذلك العمل من اجل فضح ازلام السلطة والمليشيات في مناطقنا والعمل من اجل عدم انخراط شبابنا وأولادنا وأقربائنا مع الميليشيات المسلحة والأحزاب الطائفية وإبعاد أطفالنا من تعليم الرجالات الدينية وتحريضهم الى الدراسة والعلم.. وهذا كله يتم فقط من مكاننا الأصلي أي من محل سكننا ومناطقنا ومحل عملنا الفعلي. في كل منطقة توجد لدى الجماهير معرفة بتاريخ الأفراد المليشيات وجرائمها وتوجد معرفة أيضا بالمناضلين والمحبوبين والثوريين والمدافعين عن الحريات وعن الفقراء والمظلومين .. ان تشكيل هيئاتنا وشبكاتنا بإمكانها ان تكبل يد السلطات وميليشياتها بان تضع حد لجرائمها واعتقال شبابنا وناشطينا .. وبإمكان هذه الشبكات ان تكون بؤرة سياسية وثورية لفرض ارادتنا على السلطة المليشياتية والطائفية وان تُفشل مخططاتها الإجرامية بحق المواطنين..
ان عدم يمركز قوتنا في أماكن إقامتنا وعملنا؛ هي نقطة الضعف المميتة التي عانينا بسببها طوال السنوات من نضالنا بالضد من الطائفيين والقوميين وبالضد من رجالات الدين وسماسرة دول الخليج وأمريكا وإيران .. وكانت الضعف الأكبر لعدم تقدمنا الى الإمام نحو تحقيق اهدافنا ومطالباتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية .. حان الان الوقت لنملئ هذا الفراغ وان نتحد اكثر وان نقوي صفوفنا اكثر وان نرفع استعداداتنا اكثر من اجل تحقيق اهدافنا.. علينا ان نعترف بان الساحات والميادين ليس كافية من اجل الإطاحة بالعدو أرضا، وانما في كل مكان ان نستعد للمواجهة وبأشكال مختلفة وبحذر شديد من مخططات الطبقات الحاكمة ان تندس بيننا وان تحرف مسارنا وطريقنا وان تفشل تحقيق اهدافنا، وهذا يتم فقط في رص صفوفنا بشكل مستقل عن السلطات والحكام وان نقوم بممارسة ارادتنا الحقيقية كأناس واقعيين وبمطالباتنا الشفافة بعيدة عن التعقيدات الدينية والطائفية والقومية وانما بإرادتنا ووجودنا الإنساني.
ان تشكيل الشبكات والهيئات الاجتماعية والتضامنية المختلفة في محلات السكن والعمل يبدأ من اليوم، وهو واجب نضالي وهو خطوة من اجل ان نتجاوز نقاط ضعفنا ومن اجل ان لا نكرر الأخطاء السابقة وان نكون مستيقظين لإفشال كل مخططات العدو وان نتقدم الى الإمام بكل خطواتنا لإنهاء الوضع المأساوي الحالي.. العمل المنظم والواعي هي الكفيل لإنهاء معاناة الجماهير و خلق الظروف الإنسانية اللائقة بالعيش الكريم.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والمجالسية.. بديلين طبقيين!
- الانتخابات ومستقبل امريكا!
- فرنسا والاسلام السياسي ، في الدفاع عن حرية التعبير!
- مهزلة الانتخابات الامريكية !
- الخطوة القادمة نحو الانتصار!
- إحذروا خدعة اخرى امقتدى الصدر!
- بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة اكتوبر !
- هدف زيارة الكاظمي لاقليم كوردستان!
- حان الوقت لنتجنب الأوهام
- شبكات التضامن الاجتماعي والقضاء على الميليشيات
- لبنان فوق صفيح ساخن!
- بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي.. مقابلة صفحة الحزب الال ...
- كيف نبني شبكاتنا الاجتماعية
- حول تشكيل شبكات التضامن الاجتماعي!
- بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !
- افول العالم القديم ومهامنا!
- كيف نحارب فايروس كورونا وفايروس المجاعة؟
- عالم ما بعد فايروس كورونا!
- أي نوع من التنظيم نحتاجه؟
- من أكتوبر ١٩١٧ الى أكتوبر ٢ ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - لا لتكرار اخطائنا !