أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الاحزاب السياسية بين بين الاقوال والاعمال!















المزيد.....

الاحزاب السياسية بين بين الاقوال والاعمال!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7037 - 2021 / 10 / 4 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب السياسية بين الأقوال والأعمال !

عادل أحمد

ثمة مفهوم دارج يقول: ليس دائما كل ما يصرح به المرء عن نفسه صحيحا، وانما يجب ان ننظر الى الأعمال والمواقف لكي تظهر الحقائق. وهذا أيضا ينطبق على السياسة والأحزاب والحكومات كذلك. فليس الشعارات والأقوال مهمة بقدر الاعمال والمواقف السياسية اليومية والوقوف بجانب الجماهير ومطالبها وكل ما يتعلق بالحياة والمعيشة..
إذا امعنا النظر الى الأحزاب السياسية كافة في العراق، ونقارن ما يقولونه وما يفعلون في الواقع، لرأينا الأهداف الحقيقية ما وراء الأقوال والشعارات والتلاعب بأحاسيس الجماهير من اجل تحقيق مصالحهم الطبقية . ان شعارات جميع الأحزاب الدينية الشيعية هي الدفاع عن المستضعفين والفقراء وان جميع الخطابات والأقوال هي تحريض الناس ان تستذكر موقعة الحسين ومقتله والظلم الذي تم بحقه ، ولكن في الواقع ان جميع هذه الخطابات هي من اجل السيطرة على العقول والمشاعر، لاضطهاد الجماهير عبر الكلمات والشعارات الطنانة. اثبتت أعمال الأحزاب الشيعية منذ سقوط حكومة البعث والى يومنا هذا، عكس ما يقولونه وعكس الشعارات وما يرفعونه من لافتات.. ان الظلم الذي أوقع بحق الجماهير المصنفة بالشيعية لا يوصف، وان الفقر والبطالة والجوع من جهة والسجن والاعتقالات والتعذيب والقتل والاغتيالات من جهة أخرى هي النصيب الأكبر للجماهير هذه. وان الاحتجاجات والتظاهرات تواجه بالقمع المسلح وان الناشطين وفعالي الاحتجاجات يواجهون الاغتيالات والاعتقالات والتهديد لا لشيء إلا مطالبة بالحقوق والعيش بكرامة وعدم قبول الأوضاع المأساوية ، وان انتفاضة أكتوبر هي اكبر دليل على عدم قبول هذه الأحزاب من قبل أكثرية الجماهير المحرومة، ولو كانوا على قدر من المسؤولية وبجانب المظلومين بما نسبته واحد بالمئة لكانوا قد استقالوا وتركوا المناصب وكراسي السلطة وعدم الاستمرار بتشديد المعاناة الفقراء والمستضعفين كما يدعون. وان جميع هذه الأحزاب والتيارات وحشودها الشعبية ومرجعيتها هي في الواقع موجودة من اجل استغلال الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والمحرومة ولتراكم الأموال الهائلة، من الثروات والأموال لصالحهم ولصالح من يخدمونهم.. وان الجماهير المحرومة لا تقبض شيئا غير الكثير من المعاناة والمأساة. اذا ما يفعلونه في الواقع هو بالضبط عكس مصالح أكثرية المجتمع. ولهذا من الضروري ان نرى أعمالهم طوال ما يقارب العقدين من الزمن لكي يكون لدينا الصورة الحقيقية لأهداف والمقاصد الحقيقية لهذه الأحزاب وليس بكائهم على قتل الحسين قبل 1400سنة لتحريك مشاعر الفقراء للظلم، لنرى الظلم اليوم وليس في التاريخ القديم…
وان الأحزاب القومية هي ليس بحال احسن من الأحزاب الشيعية في هذا المجال. وان التلاعب بالمشاعر القومية الوهمية و الاستنجاد بالقوم والأمة وتعظيمها في حالة حاكميتها كما فعل حزب البعث والان الأحزاب المغلفة بالتيار الإسلامي السني الشريك بالسلطة السياسية في العراق، او القوميين الأكراد كما يحركون مشاعر الظلم القومي والمسألة القومية … ان جميع هذه الأحزاب، كما تدعي وكما تقول في خطاباتها وشعاراتها بان من يعيش تحت ظل حكمهم، سوف يجد الفخر والعز والكرامة والعيش الكريم والرفاه… ولكن التجربة، وأعمال كل هذه الأحزاب القومية الكوردية والعروبية تقول شيئا اخر نرى الفقر والجوع والبطالة، في قطب يمثل غالبية المجتمع المحروم والغارق بالمعاناة، ونرى قطب آخر غارق أيضا لكن بالثروات وامتلاك كل ما يقع بأيدهم ما بين السماء والأرض، ان اعمال كل هذه الأحزاب هي التعبير عن حقيقة مقاصدهم وأهدافهم ومصالحهم وليس الأقوال والادعاءات والشعارات الفارغة . ان الاعمال اليومية والمواقف السياسية هي الأكثر تعبيرا عن جوهر سياسات الأحزاب هذه.
وهناك أحزاب أخرى تدعي بانها إصلاحية مثلي التيار الصدري، وان بعض تكتيكاتها أي مشاركتها في الاعتراضات بالضد من الحكومة او سحب وزراءهم في بعض الأحيان او التهديد بمقاطعة الانتخابات كما ورد في تصريح مقتدى الصدر قبل ثلاثة اشهر، لرأينا أعمال هذا التيار اليومية ومشاركة السلطة منذ اليوم الأول بما يسمى بالعملية السياسية بقوة ونالت الحصة الذهبية في نهب ثروات المجتمع، ولديهم الوزارات والإدارات المالية والكمركية اذا لم يكن اكثر من بقية الأحزاب المشاركة في السلطة فهي ليس أقل منهم. وعلى غرار كل هذا يدعي بانه يقوم بالإصلاحات في الحكومة. وان كل الادعاءات بالإصلاحات هي في الواقع إصلاحات من اجل المزيد من الحصة ومزيد من نهب الثروات لصالح هذا التيار وليس لصالح الجماهير الفقراء. ان الحياة في منطقة الثورة (الصدر) والتي هي معقل هذا التيار التي في حالة لا يرثى لها وان الفقر والجوع والبطالة مستشري في أوسع اشكالها على الرغم من حصة هذا التيار في تقسيم المحاصصة كبيرة جدا. اذا كل ما يقوله هذا التيار عن الإصلاحات هي اكبر كذبة في السياسة لان ما يقوله عن الإصلاحات مع ما يفعله من الإصلاحات حتى في عقر داره تبين الحقيقة والواقع الحال لأهداف إصلاحاتهم والتي هي في الواقع إصلاح الحصة من النهب ومن السرقة ومن تراكم أمواله عن طريق مشاركة اكثر في السلطة السياسية.
واليوم نحن على اعتاب الانتخابات البرلمانية في العراق بعد أسبوع تقريبا ، علينا ان نميز كل هذه الأحزاب مع ما يقولون ومع ما يفعلون في الواقع وان نجمعهم جميعا بأحزاب الطائفية الشيعية والسنية وأحزابها القومية بشطريها العروبية والكوردية في السلة الواحدة وهي سلة امتصاص الدماء الجماهير المحرومة وان عمليتهم السياسية هي بالضد من مصالح جميع العمال والكادحين والمعدومين في المجتمع. وان نرفض ليس فقط انتخاباتهم ومقاطعة انتخاباتهم وانما كل العملية السياسية لديهم وان نرتكز على ارادتنا وقوتنا ووحدتنا في كنس جميع هذه الأحزاب كنسا بحيث لم يبقي شيئا منها من أثر، وان نبني على أنقاضها سلطة تكون اكثر تعبيرً بالقول وفعلا عن مصالحنا ومصالح أكثرية المجتمع وان هذا يتحقق فقط بإرادتنا المستقلة والموحدة وان لا نسقط في فخ الشعارات والخطابات الفارغة لهذه الأحزاب أحزاب الطبقة الغنية. علينا ان نقرن دائما الأقوال بالأفعال في جميع ميادين الحياة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق… في ضوء مؤتمر السلام والاسترداد في اربيل!
- بديل آخر أمام الانتخابات البرلمانية في العراق!
- الانتخابات أم الاحتجاجات ؟!
- تونس ، ثورة في الثورة ان انقلاب على الثورة؟
- حول رحيل امريكا من افغانستان!
- موت رامسفيلد وانقطاع كهرباء في العراق!
- اسس وضرورة ظهور الشيوعية العمالية!
- من اجل مقاطعة الانتخابات في العراق!
- بحث عن الحقيقة فيما بعد الفاجعة! بصدد وقف الاقتتال في فلسطين ...
- يجب ايقاف المجزرة بحق الفلسطينيين!
- الاول من ايار ... يوم التحدي!
- خطورة مرحلتنا الحالية وكيفية مواجهتها!
- حاجتنا لمن، للبربرية ام للاشتراكية ؟
- في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العرا ...
- الكشف عن فرقة الموت في البصرة، وحقائقها !
- بناء شبكات تغير حياتنا !
- لا لتكرار اخطائنا !
- الديمقراطية والمجالسية.. بديلين طبقيين!
- الانتخابات ومستقبل امريكا!
- فرنسا والاسلام السياسي ، في الدفاع عن حرية التعبير!


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الاحزاب السياسية بين بين الاقوال والاعمال!