أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - حول رحيل امريكا من افغانستان!














المزيد.....

حول رحيل امريكا من افغانستان!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول رحيل أمريكا من أفغانستان !

عادل أحمد


دخلت أمريكا الى أفغانستان واحتلتها قبل عشرين سنة بحجة الحرب على الإرهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر! واستطاعت ان تجمع حولها في هذه المهمة حلف ناتو العسكري. وكانت حصيلة هذه المهمة إقصاء حركة طالبان الإسلامية الإرهابية عن السلطة وإحلال أطراف إسلامية وقومية أخرى مكانها. وقتل آلاف من أبناء افغانستان وكذلك من الجنود الأمريكيين والبريطانيين والكنديين وانفاق مئات المليارات من الدولارات لهذه المهمة. واليوم انسحبت أمريكا ومعها الحلف ناتو من أفغانستان وتركت ورائها الصراع العسكري بين طالبان والحكومة الأفغانية القائمة بمساعدة أمريكا. وتمت هذه العملية باتفاق وصلح مع حركة طالبان .
واليوم وبعد عشرين سنة من هذه العملية ، تعود المعادلة الى مكانها السابق أي الصراع على السلطة بين الأطراف المتحاربة ، طالبان من جهة وبقية المجاهدين من جهة أخرى. وسوف تعود ومعها الحرب والاقتتال وكذلك بروز جماعات اكثر وحشية لقتل الناس وفرض أجواء الحرب والقتال مرة أخرى على الشعب الأفغاني ... فقط بشرط واحد وهو تغير مكانة أمريكا وفشل سياساتها واحدة تلو الأخرى، وفقدت مكانتها العالمية كقوة عسكرية بلا منازع بعد بروز اقطاب عالمية أخرى وخاصة الصين والتي على مشارف بان تصبح اعظم قوة اقتصادية على الإطلاق وإمكانية ان تصبغ القرن الواحد والعشرين بمقدراتها الاقتصادية العالمية، وان تغير كثير من معالم النظام الرأسمالي العالمي، بهيمنتها التي لا تقف عند حد…
قلنا قبل عشرين سنة بان "الحرب على الإرهاب" ما أعلنته أمريكا ليس شيئا الا حرب بين أطراف الإرهاب, بين إرهاب الدولة بقيادة أمريكا وبين إرهاب الإسلام السياسي من اجل الصراع على السلطة ولا شأن له بعقاب القاعدة أوطالبان الإسلامية بحق المواطنين، وانما هي تقليم أظافر الأطراف الإسلامية العاملة خارج مصالح أمريكا والدول الغربية ومعاقبتها لكي تتلاءم وتتوافق مع مصالح هذه الدول الإمبريالية … واليوم يتسنى لنا ان نرى ما قلناه قبل عشرين سنة عن أفغانستان والحرب على الإرهاب وما أعلنته أمريكا. كيف كنا على صواب في دقة تحليلنا السياسي ومعرفة الأوضاع السياسية العالمية بعد 11 سبتمبر ومعرفة الأطراف الداخلة في هذا الصراع، معرفة طبقية وعمالية والتي كنا وحيدين تقريبا داخل جميع الحركات الاشتراكية العالمية نؤمن بهذا التحليل بعد ان وقف اليسار العالمي الى جانب الإسلاميين بالضد من الإمبريالية الامريكية بتبريراته السخيفة والسفسطة الانتي- الإمبريالية … وهكذا تعود الأوضاع في أفغانستان مرة أخرى تحت طاولة وحكم الإرهابيين الإسلاميين المتأقلمين سياسيا بان لا تمتد أياديهم الى المصالح الامريكية في المنطقة واكثر من هذا بان تخدم مصالح أمريكا في المستقبل…
ان تكرار هذا السيناريو على العراق ممكن ووارد أيضا. ان الصراع الأمريكي والإيراني في العراق والمنطقة قد يتطلب أمور كهذا أيضا اذا وصلت الى مكان بان تصبح القوة الإسلامية الشيعية الموالية لإيران عائقا امام سياسات الامريكية وخاصة في صراعها مع الصين وروسيا في الشرق الأوسط والمنطقة الى نقطة المواجهة المباشرة… فان ترك العراق يأتي بإرجاع القوميين العرب وفي مقدمتهم بقايا الحزب البعث الفاشي الى السلطة، قد يكون من احد الأمور الممكنة. نحن نرى بوادر من هذا النوع تقريبا وخاصة مساعدة أمريكا لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي والتيار القومي الناشئ بعد الانتفاضة أكتوبر، قد نلمح الرجوع الى هذا السيناريو من قبل أمريكا في العراق. ان تاريخ صعود جميع التيارات الإسلامية الشيعية الى الحكم في العراق جاء بمساعدة أمريكا بعد احتلال العراق ويمكن أيضا الاستغناء عن خدماتها بنفس الطريقة...
وفي كردستان العراق قد يحدث تغييرا سياسيا أيضا على الرغم من الاستقرار السياسي النسبي بالنسبة لأمريكا والذي يتجسد باعتماد حكومة إقليم بكلا الجناحين الطالباني والبرزاني على أمريكا ولكن هذا لن يدوم اذا تغيرت معادلة القوة واذا تغيرت سياسة أمريكا تجاه العراق والمنطقة. فلا إقليم كردستان يبقى ولا الصيغة الحالية في الحكم تبقى مثلما لم يبقى أي شيء بعد احتلال العراق وسقوط البعث… كل هذا يبقى على مدى وصول الصراع الى نقطة حرجة.
ان الدرس الذي واجب ان نتعلمه هو عدم تلاقي مصالح أمريكا والغرب والدول الإمبريالية مع مصالح الجماهير من العمال والكادحين والفقراء في اي بقعة من العالم بل وبالعكس متعاكسة. لا الحرب على الإرهاب في أفغانستان ولا الحرب بالضد من الديكتاتورية والاستبدادية في العراق كانت تخدم الجماهير المحرومة، بل وتفاقم الأوضاع نحو الأسوأ … وهذا ما نتوقعه دائما من مصالح الدول الرأسمالية .
ان التوقع من سياسات أمريكا والدول الغربية هو توقع غير صحيح ومخيب للآمال ولهذا لا يمكن التصديق لا بحججهم ولا بمبرراتهم السياسية وانما علينا ان تتعقب مصالحهم ومكاسبهم الحقيقية في كل عملية وليس مصالح ومكاسب الجماهير العمالية والكادحة. وان الاعتماد يجب ان يكون فقط على ارادتنا وقوتنا الموحدة والتي تعكس مصالحنا ومكاسبنا … ان تجربة أفغانستان بعد عشرين سنة ورجوعها الى أحضان طالبان والمجاهدين الإسلاميين، تجربة حية تمر امام اعيوننا ويجب ان نستخلص الدرس من هذه التجربة وان نتعلم كيف نبني مستقبلنا بأنفسنا وبعيداً عن أيادي الإمبريالية وأسيادهم في المنطقة. وان لا نبني أحلامنا بتوهمات وانما بواقع حالنا وبواقع إمكاناتنا وبواقع تجاربنا…



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت رامسفيلد وانقطاع كهرباء في العراق!
- اسس وضرورة ظهور الشيوعية العمالية!
- من اجل مقاطعة الانتخابات في العراق!
- بحث عن الحقيقة فيما بعد الفاجعة! بصدد وقف الاقتتال في فلسطين ...
- يجب ايقاف المجزرة بحق الفلسطينيين!
- الاول من ايار ... يوم التحدي!
- خطورة مرحلتنا الحالية وكيفية مواجهتها!
- حاجتنا لمن، للبربرية ام للاشتراكية ؟
- في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العرا ...
- الكشف عن فرقة الموت في البصرة، وحقائقها !
- بناء شبكات تغير حياتنا !
- لا لتكرار اخطائنا !
- الديمقراطية والمجالسية.. بديلين طبقيين!
- الانتخابات ومستقبل امريكا!
- فرنسا والاسلام السياسي ، في الدفاع عن حرية التعبير!
- مهزلة الانتخابات الامريكية !
- الخطوة القادمة نحو الانتصار!
- إحذروا خدعة اخرى امقتدى الصدر!
- بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة اكتوبر !
- هدف زيارة الكاظمي لاقليم كوردستان!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - حول رحيل امريكا من افغانستان!