أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - محنة الثقافة .. محنة المثقف














المزيد.....

محنة الثقافة .. محنة المثقف


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


سأوجز لكم أنواع المثقفين في العراق والبلدان العربية, حسب توصيف المفكر الإيطالي غرامشي.
المثقف العادي التقليدي الذيلي الوصولي .. وهم كثر
المثقف الانتهازي المتذبذب الخانع والذي بلا موقف .. وهم أكثر
المثقف العضوي الفاعل المعارض المعارك الشرس .. وهم قلة قليلة جدا لكنهم الأكثر فاعلية وموقفا وشرفا .. ولهم بصمة مميزة في الحياة الثقافية .. وهم وحدهم أيقونات الفكر والمعرفة والتغيير .. أما المثقفون التقليديون والانتهازيون والخوافون فيذهبون إلى مزبلة التاريخ في كل مكان وزمان.

ترى من هو المثقف الأكثر خطورة ونذالة ؟ هو الذي دينه ديناره .. وربه من يبذخ عليه بالدنانير, هو ذلك المثقف التابع, المهادن, المؤدلج, المسيس, المدجن, المراوغ, المنافق, المزيف, المرتشي, الذي يسوغ خطاب السلطة والقطيع والغوغاء بلا أدنى حياء.
هذا المثقف أكثر خطورة ونذالة من الشخص الجاهل, والسياسي المتاجر, ورجل الدين الدعي, كونه يفوقهم دهاءً وخبثا ونفاقا وزيفا.

الثقافة العربية وضمنها العراقية, ثقافة جبانة خانعة ذيلية ذليلة إلا في ما ندر, تهرول خلف الحاكم والسلطان والمسؤول والمختار, لتساند الباطل وتدحض الحق, ولتجمل القبيح وتقبح الجمال, ثقافة قابلة للبيع والشراء في سوق النخاسة مقابل سعر زهيد.
مثقفون كبار باعوا أقلامهم وحروفهم وضمائرهم بالدينار أو الدرهم أو الدولار .. وفق العملة الرائجة, فيا لبؤس الثقافة الهزيلة .. ويا لرخص المثقف المأجور.

الأدباء عبر التاريخ هم أكثر النخب سفالة ونذالة وتذبذبا وتأرجحا بين الحق والباطل, وهم أكثر جبنا وخضوعا وخنوعا وتزلفا وتسافلا من سواهم وهم أكثر تفننا في التكسب والاستجداء, ثلاثة أرباعهم كذابون منافقون مخادعون متملقون, والكثير منهم مداحون قداحون صداحون متسولون, يتقشمرون بورقة كارتون (شكر وتقدير) أو بمكافأة حقيرة سقيمة, وغالبا ما يطأطئون رؤوسهم لأي زعيم رقيع أو وزير وضيع أو مدير صقيع, يتمسحون بأكتافه ويمتدحونه زورا وبهتانا, طمعا بالجاه والدنانير وخصوصا الشعراء, ولنا في المتنبي العظيم والجواهري الكبير وعبد الرزاق عبد الواحد الفطحل أسوة سيئة.

مثلما هناك (عتاكه) بسطاء يعتاشون على قوت يومهم من خلال بيع وشراء المواد والأجهزة المستعملة والمعطوبة ومعظمهم (مغلبانية) محتالون, هناك (عتاكه) السياسة وهم أكثر حيلة ومكرا ودهاءً, وأشد تزلفا ونفاقا وادعاءً, يطوون المراحل طيا ويتسيدون المشهد.
أما (عتاكه) الأدب والفن والاعلام, فمختلفون عن هؤلاء, فهم قوم عاطلون ابداعيا, تجدهم في كل محفل ومهرجان ومأدبة, يتبارون فيما بينهم, يتزلفون لهذا وذاك بلا حياء, طبالون زمارون (رواقيص) يصلون لمأربهم سريعا, وهم من يتحكم في كل الانتخابات النقابية سواء في اتحاد الأدباء أو نقابة الصحفيين أو الفنانين, كونهم الأكثرية (من القطيع) التي تشترى ذممهم بحفنة دنانير أو منصب تافه.
هؤلاء (العتاكه) هم فيلق من المرتزقة الذين يصولون ويجولون ويأتمرون بأمر من يجود عليهم بقليل من الفتات.

أما (اللوكيون) المتملقون فأشد مكرا وسفاهة ونذالة من الساسة الفاسدين المفسدين وهم دائما يتقدمون على علية القوم يقدمون المتأخرين ويأخرون المتقدمين يمسحون الأكتاف والأقدام ويبوسون الأيدي ويجيدون مهارة الشعراء المداحين في الثناء والتزلف ويحصدون الثمار قبل أوانها وينعمون بكل سهل يسير, ويمشون خلف كل سيد ومدير .. اللوكي كائن أملس ناعم حقير.
أعتقد إن الجواسيس والخونة والمرتزقة, أشرف من المثقفين الذين بلا موقف ولا شرف, كون المثقف ضمير الوطن وحين يموت الضمير يغدو الوطن فندقا بائسا.

يشهد الله والتاريخ والثقافة العراقية, أنا صلاح زنكنه صنعت اسمي بدم كلماتي.
لم أهادن ولم أتزلف, لكنني بصقت على المهادنين والمتزلفين, ويوم كان صوتي يلعلع في فضاء الثقافة العراقية, كان جرابيع الثقافة يلعقون أحذية المسؤولين في الزمن الأجرب.
أخيرا كبير احترامي للأدباء والمثقفين الحقيقين, أصحاب الكلمة الصادقة والموقف المشرف والصوت الهادر.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الكراهية
- المنحى السردي في شجرة الحروف
- مقامة الكيروسن بين المخيلة والواقع
- حلول الولادت ومسخها
- فنطازيا رأس الحصان الطائر
- ما لم يقلهُ النقاد في (ما لم يقلهُ الرواة)
- محطات الطفولة والكهولة في (هي والبحر)
- المتنطعون
- ثقافة الطفل
- الإسلام وثقافة العوام
- موظفون ثقافيون
- من أرشيفي القديم 15
- سماحيات 24
- مسؤولية الكتابة
- اللغة المتعالية
- مسؤولية المثقف
- الفدرالية وازمة المصطلح
- بنية الحكاية في (تيمور الحزين)
- # الأدب و الفعل الإنساني # حين تتوقف الكتابة أمام اللغز الأب ...
- # شاعر وقصيدة # دع أمريكا تكن أمريكا


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - محنة الثقافة .. محنة المثقف