أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 19















المزيد.....

لنقرأ ماركس وانجلز معا 19


ثامر الصفار
(Thamer Alsafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 12:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تحذير ماركس

في الأيديولوجيا الألمانية وجدنا ان ماركس وانجلز قد كتبا: «ان الشيوعية ليست بنظرنا حالة يجب أن تنشأ، وهي ليست مثالا أعلى يجب على الواقع أن يتكيف معه. نحن نسمي الشيوعية، الحركة الحقيقية، الفعلية، التي تلغي الحالة الراهنة للأشياء. وإن شروط هذه الحركة تخلقها المقدمة القائمة الآن». فما القصد من ذلك؟
للوهلة الأولى، تبدو هذه الجمل تشديدا من قبلهما على تفاقم خلافهما مع التفلسف الذي لا ينتهي للهيغليين الشباب (وكذلك مع المخططات الطوباوية للاشتراكيين الحقيقيين). لكن يبدو أن هناك شيئًا آخرا هنا. لقد رأيناهما للتو يعرّفان الشيوعية على أنها مجتمع يحررنا من تقسيم العمل. فهل هذا هو النموذج المثالي؟ أم أنهما يقصدان أن أي إجراء يتخذه العمال - أي «حركة حقيقية» - هو «الشيوعية»؟
لقد رأينا عند كتابته عن إضراب العمال في سيليزيا عام 1844 ان ماركس قد استنتج ما يلي: «مهما كان الإضراب العمالي محدودا [من حيث رقعة مساحته]، فإنه يحتوي في ذاته على روح عالمية». وفي هذا القول نوعا من المبالغة الخطيرة لمقدار الوعي الذي ينشأ من معظم النضالات في ظل الرأسمالية. إذن، هل يمكننا ببساطة أن ننسب هذه المبالغة الى محدودية التجربة الشخصية لماركس وإنجلز، آنذاك، في نضالات الطبقة العاملة الفعلية؟
أعتقد أنه من المغري الإجابة على السؤال بهذه الطريقة، والقول ببساطة إنهما سيكتسبان قريبًا خبرة نضالية أكبر خلال ثورة 1848. ولكن، هناك نقطة أعمق هنا تستحق الدراسة.
ان ماركس وانجلز يحذران هنا من خطر تحويل أكثر وجهات النظر ثورية إلى إيمان ثابت ربما لا يتوافق مع «الحالة الراهنة للأشياء». فاذا لم نتمكن من جعل الفكرة، بغض النظر عن مدى جودتها، من الارتباط بـ «المقدمة القائمة الآن» - أي الظروف الاجتماعية الحقيقية - فأننا نفصل الأفكار (حتى الأفكار الصالحة) عن القوى الاجتماعية (حتى لو كانت محتملة فقط) القادرة على تحقيقها. وهذه نصيحة، أو تحذير، تستحق ان نتذكرها دائما.
ان من الواضح أن ماركس وإنجلز يتوقعان، بالتأكيد، قيام العمال، قريبا، بخلق هذه الحركة الحقيقية للنضال من أجل الشيوعية. ولكن لماذا يعتقدان أن العمال سيفعلون ذلك؟ يقدم ماركس وإنجلز نوعين من الإجابات. الإجابة الأولى هي إجابة إنسانية، تؤكد على الرفض الأخلاقي للظلم وعدم المساواة من قبل العمال الذين «تُفرض عليهم ظروف حياتهم».
الإجابة الثانية كانت سوسيولوجية وبنيوية: «ان البروليتاريين في الوقت الحاضر، المنعزلون تمامًا عن كل نشاط ذاتي، هم وحدهم فقط، القادرون على تحقيق نشاط ذاتي خاص بهم، كامل، وغير مقيد، يتمثل في الاستيلاء على مجموع القوى المنتجة وفي تطوير مجموع القدرات التي ينطوي عليها هذا. ان جميع حالات الاستيلاء الثورية السابقة كانت مقيدة ومحدودة ... لا يمكن للأفراد التحكم في المعاشرة الكلية العصرية، ما لم يتم التحكم فيها من قبل الجميع ... لا يمكن تحقيق هذا الاستيلاء إلا من خلال الاتحاد».
وبالتالي، سيدرك العمال أن لا مخرج لهم، وبأنهم لا يستطيعون الهروب من ظروفهم كأفراد - مع استثناءات نادرة. وسيدركون انهم في حالة اغتراب جذري في مواجهة «مجمل القوى المنتجة»، مما يدفعهم إلى حل المشكلة من خلال العمل الجماعي «الذي يتم تحقيقه من خلال الاتحاد». هذا هو جوهر توقع ماركس وإنجلز لنمو وعي الطبقة العاملة إلى وعي مناهض للرأسمالية.
الأفكار الحاكمة
من النافل القول إن أرباب العمل لن يجلسوا مكتوفي الأيدي أثناء حدوث ذلك. كما يشير ماركس وإنجلز:
«إن أفكار الطبقة الحاكمة في كل حقبة هي الأفكار الحاكمة: أي أن الطبقة التي هي القوة المادية الحاكمة للمجتمع هي في نفس الوقت القوة الفكرية الحاكمة ... ان الأفكار الحاكمة ليست أكثر من تعبير مثالي عن العلاقات المادية المهيمنة».
مثال واضح عن هذه الحالة هو هيمنة الأعلام الرأسمالي وقدرته على زرع الكثير من الأفكار التي تعبر فعلا عن «العلاقات المادية المهيمنة» (الفردانية، الاعتماد على الذات، الاعتماد على الأهل، من جد وجد، إلخ). لنعترف ان الرأسماليين أذكياء، فالبطالة والمنافسة، مثلا، لا علاقة لها بالنظام الرأسمالي، وليست هي سمة من سماته، وفقا لما يطرحونه، بل بسبب أن هناك عددًا محدودًا من الوظائف ذات الأجور الجيدة، التي يُجبر العمال على التنافس عليها بفعل تواجد العمالة الأجنبية في هذا البلد، أو بسبب هجرة العمالة الى ذلك البلد، أي تغذية الأفكار العنصرية بين الطبقة العاملة ذاتها.
هذا هو السبب في التزام السياسيين الليبراليين ووسائل الإعلام بإصلاح "شامل" للهجرة - أي السيطرة على العمالة المهاجرة ومراقبتها. انهم يقبلون «العلاقات المادية المهيمنة» الأساسية ويضبطون أفكارهم لتلائم الحدود التي يضعها رأس المال.
كيف يتوافق هذا مع ما قاله ماركس وإنجلز، سابقا، عن بنية الرأسمالية ذاتها التي تدفع العمال إلى رؤية بنيتها المقموعة؟ هنا، يشيرون إلى النقطة المعاكسة - أي أن بنية الرأسمالية ذاتها توفر إطارًا لقبول الأفكار الحاكمة.
إذن ما الذي حدث لـ «الحياة تحدد الوعي»؟ لنتذكر الأطروحات على فيورباخ - حتى المعلم يجب أن يكون متعلمًا. لا يمكن أن يحدث هذا إلا في سياق النضال الثوري - الممارسة، كما يشرح ماركس وإنجلز:
«من أجل ولادة جماهيرية لهذا الوعي الشيوعي، ومن أجل نجاح القضية نفسها، لابد من تغيير الناس على نطاق واسع، وهو تغيير لا يمكن أن يحدث إلا في حركة عملية، ثورة؛ هذه الثورة ضرورية، ليس فقط لأنه يستحيل الإطاحة بالطبقة الحاكمة بأي طريقة أخرى، بل أيضًا لأن الطبقة التي أطاحت بها لا يمكنها إلا في الثورة أن تنجح في تخليص نفسها من كل الخساسة القديمة وتصبح مؤهلة لتأسيس المجتمع من جديد».
هنا يتضح جوهر نظريتهما عن الثورة الشيوعية. إنها خطوة رقص معقدة لابد من إتقانها. فالرأسمالية تتمتع بقوة خيالية على جميع الجبهات. وأي فكرة لأخذها على حين غرة، أو مواجهتها بمجموعة صغيرة من أجل السلطة، هو محض خيال. فقط «الغالبية العظمى من الناس»، شغيلة اليد والفكر، لديها القدرة الاجتماعية المحتملة لتحديها، لا لكثرة أعدادنا فقط، بل لأننا مصدر كل الأرباح الرأسمالية.



#ثامر_الصفار (هاشتاغ)       Thamer_Alsafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 18
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 17
- الإجراء الملموس في الظرف الملموس
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 16
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 15
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 14
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 13
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 12
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 11
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 10
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 9
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 8
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 7
- لنقرأ ماركس وانجلز 6
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 5
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 4
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 3
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 2
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 1
- بالعربية لأول مرة مراسلات ماركس – فيرا زاسوليج


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 19