أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 1















المزيد.....

لنقرأ ماركس وانجلز معا 1


ثامر الصفار
(Thamer Alsafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 00:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لنبدأ خطواتنا الاولى
كتب كارل ماركس، وهو في سن السابعة والعشرين، في أطروحات عن فيورباخ، أو موضوعات عن فيورباخ، «أن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة تتقوم في تغييره».
ورغم أطروحته هذه، أمضى ماركس وصديقه «عازف الكمان الثاني» كما يحلو لفريدريك إنجلز وصف نفسه، حياتهما في تفسير العالم، حيث قاما بمليء آلاف الصفحات، عاما بعد عام. ليصل حجم أعمالهما، المنشورة في حياتهما فقط، وليس جميعها، 50 مجلدا، بمعدل 600 صفحة لكل مجلد منها (Marx-Engels Collected Work) أو ما يعرف اختصارا MECW.
لنحسبها سوية: إذا قرأ شخص ما 50 صفحة في الساعة، وبمعدل 8 ساعات يوميا فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من ثلاثة أشهر ليتصفحها بالكامل. وأنا افترض هنا إنه متفرغ للقراءة وليس لديه أي عمل آخر، ولكن، لو كان يقرأ في وقت فراغه فقط، لأستغرق الأمر سنوات عدة. وحتى لو نجح في تكريس نفسه لمجرد معرفة تفسيرات ماركس وأنجلز للعالم، فلن يتبقى له سوى القليل من الوقت لتغيير أي شيء، ناهيك عن تغيير العالم بأسره. المسألة صعبة كما ترون، لا بل إنها مستحيلة.
الأسوأ من ذلك، ثمة العديد من كتابات ماركس (خاصةً ماركس – على الأقل ان أنجلز يكتب عموما بأسلوب أكثر مباشرة) تكون فيها قراءة 50 صفحة في الساعة، وفهم أي شيء على الإطلاق أمر غير وارد. على سبيل المثال، في نهاية الفصل الأول من كتابهما المشترك العائلة المقدسة أو نقد النقد النقدي، وهو مؤلف يتضمن جدال هجائي هجومي ضد صديق ماركس السابق، الفيلسوف الديني الألماني برونو باور، كتب الاثنان ما يلي:
من ترجمة الدكتور رزق الله هيلان، ومراجعة أنطون مقدسي
«ومن البدهي - والتاريخ الذي يثبت كل ما هو بدهي، يثبت كذلك ما يلي - أن النقد لا يتحول الى جمهور لكي يبقى جمهورا، بل لكي يخلص الجمهور من طبيعته الكثيفة كجمهور، وبالتالي من اجل إلغاء اللغة الشعبية لدى الجمهور بدمجها في لغة النقد النقدي النقدية».
ونفس الفقرة من ترجمة حنا عبود، ومراجعة الدكتور فؤاد أيوب
«من الواضح وضوحا ذاتيا – والتاريخ الذي يثبت كل شيء واضح ذاتيا، يثبت هذا ايضا – ان النقد لم يصبح جمهورا ليبقى جمهورا، بل ليعتق الجمهور من كثافته الضخمة، أي ليرتفع بالطريقة الشعبية في التكلم الى اللغة النقدية للنقد النقدي»
«بدهي»؟ «واضح»؟ كيف؟ ثلاثة أسئلة ستقفز الى ذهننا، ثم سنقول لأنفسنا كما تقول الفنانة ألاء حسين (...حظي).
لكن الحال ليست هكذا دائما. نعم، كتابات ماركس وانجلز تتسم بسعتها وبتعقيد وصعوبة مواضيعها، لكنها غير محصورة لقلة قليلة من الخبراء والمختصين ممن يمتلكون الفرصة لفهمها. فالكثير من أعمالهما كانت، ولاتزال، تمثل تحديا، لكنها واضحة بما يكفي ليفهمها أي شخص تقريبا (أي شخص يرفض الرأسمالية، أي شخص يرغب ببناء جنته على الأرض)، وهي قادرة على ان تجعلنا ننفجر ضاحكين أو باكين. حسبنا قراءة كلام ماركس ضد لويس بونابرت ودفاعه عن الكمونيين في الحرب الأهلية في فرنسا.
أذن، لنشارك لينين سؤاله «ما العمل؟»
لحسن الحظ، فإن جبل ماركس ليس مخيفا كما يبدو للوهلة الأولى.
يمكننا ان نطرح من الأعمال الكاملة MECW التي ذكرناها آنفا (الحقيقة أنها غير كاملة لأنها تضم فقط الأعمال التي نشراها في حياتهما)، اثنا عشر مجلداً، وكذلك أجزاء كبيرة من مجلدات أخرى، تضم الرسائل بينهما، أو مع طرف ثالث، رغم ان هذه الرسائل تحتوي على رؤى رائعة وتستحق القراءة، ولكن يجب القول أيضا، إن ماركس وإنجلز كانا يكاتبان بعضهما البعض كل يوم تقريبا، وأحيانا يرسلان رسالتين يوميا. وبالتالي، فإن آلاف صفحات المراسلات بينهما، كانت غالبا أشبه برسائل الفيسبوك التي تصلنا في وقت متأخر من الليل. أنتم أحرار طبعا في قراءتها جميعا، لكنني أعتقد أنه من الآمن تخطي الجزء الأكبر حاليا على الأقل. علاوة على ذلك، هناك مئات الصفحات من قصائد الحب ومسودات المسرحيات الرومانسية وحتى رواية كتبها ماركس عندما كان مراهقا، يمكننا تركها جانبا.
ثم هناك حقيقة ان ماركس كان - تذكروا أن هذا كان قبل أيام الكتابة والتنقيح السهل على الكمبيوتر - يقوم بنسخ صفحات كاملة من فلاسفة واقتصاديين آخرين، ثم كتابة تعليقات طويلة على هذه المقاطع، التي كان يستخدمها لإعداد المقالات والكتب في صيغتها النهائية. وكان يحتفظ بدفاتر خاصة بذلك. هذه كلها تضم أدلة مهمة تجيب على سؤال: كيف طور ماركس أفكاره؟ لكن الكثير منها لم تكن بهدف النشر مطلقًا، إنها لتوضيح الأمور لنفسه هو. خذوا مثلا كتاب الغروندريسة، المتكون من سبعة دفاتر تغطي حوالي 800 صفحة، استخدمها ماركس من أجل إعداد مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي. ان قراءة الغروندريسة تقدم رؤى إضافية لكل من يرغب في فهم تطور فكره الذي وضعه في تحفته رأس المال، والأخير أكثر من كافٍ على الأقل بالنسبة للشخص غير المتخصص.
سأحاول تقديم نوع من الدليل، أو الخيط المرشد، في مقالات قصيرة، لقراءة أعمال هذين المفكّرين الثوريين العظيمين. ولن يكون هدفي هو التعليق على كل كلمة، بل سأسعى الى تقديم إطار، تاريخي - نظري، للتغلب على بعض العقبات التي تقف في طريق فهم أفضل، وتقدير أعمق، لأهم أعمال ماركس وإنجلز.
في حال الرغبة في معرفة المزيد عن حياة ماركس وإنجلز، الشخصية والسياسية على حد سواء، والاطلاع على تاريخ أهم الأحداث العالمية والشخصية خلال فترة كتابتهما لأعمالهما، فإن أفضل مكان للبدء هو كتاب كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث لميخائيل هاينريخ، دار المدى.
سنبدأ أولا بالحديث عن جورج فريدريك هيغل، وأعتقد أن بالإمكان اكتساب فكرة جيدة عن الديالكتيك بمجرد قراءة الفقرات الأربع الأولى من مقدمة كتابه فينومينولوجيا الروح أو ظاهريات الروح. تذكروا: لا ألم.. لا مغنم.
ان ماركس وإنجلز هما نتاج عصرهما، وبالتالي، ربما هناك من يقول ان بعض أفكارهما قد شاخت، لكن لنتذكر دائما، انهما عاشا وناضلا خلال فترة المراهقة لعصر لا يزال يشكّل حياتنا اليوم - عصر الرأسمالية. وهكذا، فإن إدراكنا لكيفية فهمهما لما كانا يواجهان، والنظريات التي وضعاها لوصف الرأسمالية ونقدها، والاستراتيجيات التي توصلا إليها للخلاص منها، كل ذلك، لا يزال يحتفظ بحيوية وأهمية مدهشة في عصرنا.
يكفي مثال واحد. إذا كنا نرغب في اكتساب رؤية أعمق للثورات والانتفاضات التي جرت ولا زالت تجري في تونس ومصر والعراق، لنقرأ كتاب ماركس الثامن عشر من برومير لويس بونابرت. بالطبع، ثمة أكثر من قرن ونصف، والبحر الأبيض المتوسط بمياهه الزرقاء، يفصل باريس عام 1848 عن تونس والقاهرة عام 2011 وعن بغداد منذ عام 2015، لكن ماركس فهم، ما لم يفهمه آخرون، ما الذي يوحد مثل هذه المواقف عبر المكان والزمان.
لهذا السبب لا يزال بإمكاننا تعلم الكثير منه، لهذا تستحق قراءة ماركس وإنجلز، الجهد المبذول. فلنقرأهما معا.



#ثامر_الصفار (هاشتاغ)       Thamer_Alsafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالعربية لأول مرة مراسلات ماركس – فيرا زاسوليج
- الدين، الدولة المدنية، والديمقراطية
- مفهوم - الانسان الكامل- لدى ماركس
- ماركس - انجلز المؤلفات الكاملة البدايات والمصير
- ثامر الصفار - باحث ايكولوجي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئ ...
- في ضوء نتائج مؤتمر باريس حول المناخ
- المفهوم المادي عن التاريخ - قراءة ايكولوجية 1
- ربيع عربي – صيف أوروبي – خريف أميركي أتناقض ثان للرأسمالية ؟
- أمولة التراكم
- ماركس وجيمس اندرسون: حول التباين في خصوبة التربة
- بناء الاقتصاد الوطني العراقي/ قوانين السوق ام التخطيط الاجنم ...
- الاساس الاقتصادي لازمة البيئة العالمية
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 3
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 2
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 1
- الماركسية والايكولوجيا: ماركس-دارون-ابيقور 4
- بمناسبة الذكرى 160 لصدوره - البيان الشيوعي: قراءة إيكولوجية
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-دارون-ابيقور 3
- الماركسية والايكولوجيا: ماركس- دارون- ابيقور 2
- الماركسية والايكولوجيا- ماركس-دارون-ابيقور 1


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز معا 1