أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...















المزيد.....

رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ يبدو أن في هذا البلد ، ولا خلاف ، أنه دار ديمقراطي تعددي ، وأياً كانت المظنة حول النظام ، كان قد شهد في كثير من المراحل ، انتخابات حرة ونزيهة وفترات متقطعة من حرية الرأي والتعبير ، لكن سرعان ما يعود إلى المربع الاستعصاء من الشفاء الاستبدادي والفسادي ، وفي الماضي كان قد قيل وهو ايضاً أمر شائع اليوم ، بأن السياسي قد يستطيع خداع 🧐--- الناس بعض الوقت ، لكنه لا يستطيع أن يخدعهم كل الوقت ، وإلتزاماً بالحديث المتداول بشكل واسع بين الناس ، والذي ينبه بضرورة تجنب نبش مساوىء الموتى ، بل الحديث الرائج يحث الناس على القول ( أذكروا محاسن موتاكم، وكفُّوا عن مساوئهم ) ، وبالرغم أن حكمه يصنف بالضعيف عن الشيخ الألباني ، علامة الحديث ، فإننا في هذه السطور سنلتزم ونكتفي باستخدام الآية القرانية والتى تقول ( إنا لله وانا اليه راجعون ) ، أيضاً سنقف قليلاً عند المعنى البسيط لكلمة ( خزي ) التى جاءت في حوار بين الرسول محمد ( صلى ) وابا ذر الغفاري حول ضرورة أبتعاد الأخير عن تولي أي مسؤولية بالكامل ، وليس الحكم فحسب ، فالنبي قال له ( يا أبا ذر ، إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تَأمَّرنّ على إثنين ، ولا تَولَّينَّ مال يتيم ) ، أي أن حتى مسؤولية شخصين لا يصح لك أن تتولها ، وهذا يفسر لماذا صار أبا ذر الغفاري يشتهر في المشي وحيداً والابتعاد عن السلطة والناس ، حتى قال فيه رسول هذه الأمة ( رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ) ، وبالتالي ، المعنى التصويري لكلمة ( خزي ) التى جاءت بالحديث النبوي ، بالطبع عن الأمانة ، على أنها يوم القيامة خزي وندامة ، أي أنها فضيحة ، لأن الإنسان يومها ستتولى أيديه وأرجله وجلده بالتكلم عنه ، نيابة عن لسانه ، وهو يوم حاسم قاطع لا يقبل التضليل أو التزوير أو التحوير أو الفرار من كل ما صنعه المرء ، نعم 🙌--- 👏--- 👍--- ، لا أحد غيرهم سيكونوا شهداء على ما اقترفه الإنسان ، لهذا وصف 😥--- ذاك اليوم بالخزي وفضيحته بجلاجل ، وهنا 👈--- مع وفاة الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة ، طفى على مشهد الرحيل سجال هستيري 😭--- بين السلطويين والناس ، بل أنتقل إلى وسائل الاجتماعية كالنار في الهشيم ، تنوعت السجالات ، منها تلفيقية وأخرى سخيفية وايضاً ضحلة ، حول تاريخه النضالي أو حكمه ، وبين كل ذلك ، هناك حقيقة 😱--- لا يمكن إنكارها ، تقول بأن القبر يناديه ويقول له ، تعال على مهلك وعلى أقل من مهالك ، لا يوجد أحد اليوم يمكن أن تستعين به ، وكل الأعلام التى نكست بقرار سلطوي وليس شعبي لا يمكن لها أن تحجز بينها وبين المساءلة ، لأن الشعب كان قد خلعه خلعاً بيئياً قبل أن يكون سلطوياً ، بل تمكنوا ايضاً زرعه في أرض خالية احتراماً للمرض وليس لتاريخه ، وعلى الرغم أنه كان يطرح أفكاراً غير قابلة للهضم شعبياً ، تماماً كالتي كانت سائدة في الحقب الرومانتيكية وغير الواقعية وليست سوى بالعبثية ، لقد اشتهر بالفعل في القول ، ( أنه الجزائر 🇩---🇿--- برمتها ، وكانت العبارة دالة على قدرته بتحكمه المطلق ، بالطبع بعد ما تخلص من هيمنة الاستخبارات العسكرية للجيش ، إلا أن تبين أن الشعب هو وحده الجزائر 🇩---🇿--- .

حضرني أثناء أعلن وفاة بوتفليقة ، مشهد الحراك الشعبي الضخم ، كانت حقاً 😟--- انتفاضة شعبية شاملة ، ثم تساءلت ، على ماذا 🤬--- ، وكيف إذنً ، وعلامة 🪧--- ، وعلى أي علامة تُنكس الأعلام على رحيله ، طالما كان هو لا سواه ، قد أقعد الجزائر 🇩---🇿--- تماماً عاجزة بعد إصابته بجلطة دماغية قبل ستّ أعوام من خلعه ، وبات البلد يحكم من رجل قعيد من على كرسي متحرك وشبه عاجز عن الكلام ، ولكي يضمن إستمراره في الحكم ، اختزال البلد على عائلته والمقرّبين منه ، الذين بدورهم عززوا وطوروا ركائز الفساد في كافة المستويات ، فأصبحوا من ولدوا واقفين ، يموتون عرجى ، والذين أمضوا أعمارهم في طوابير الانتظار أمام المستشفيات أو المواصلات أو المخابز أو طابور الموت ، في تزايد مستمر ، وكل ذلك ، لأن كانت سيرة بوتفليقة السياسية حاشدة بالمواقف النضالية ، تماماً كما هو حال ملايين الجزائرين الذين قضوا بالحرب أو بالتعذيب أو افنوا اعمارهم مطاردون، وكما يعرف عنه ، بالفعل لقد ألتحق في حرب الاستقلال ضد فرنسا في عمر يافع ، الذي أتاح له قربه وولائه للرئيس بومدين ضد بن بله تولي منصب وزير الخارجية وهو في منتصف العشرينيات ، ودون أدنى شك ، لقد لعب دور مؤثر في تجمع دول عدم الانحياز بعد استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962 ، ويسجل له وقوفه مع الثورة الفلسطينية في بداياتها وحتى سجل له موقف نادر عندما قدم دعوة لياسر عرفات عام 1974م من القرن الماضي لإلقاء كلمة أمام الجمعية العام للأمم المتحدة وفي خطوة كانت تشير☝---عن خطوة أولى من واشنطن للاعتراف بالفلسطينيين ، وبالتالي ، المشهد في أول الأمر ، كان الاعتقاد بأن ظهور أبوعمار في قاعة الأمم المتحدة بقرار من الجزائر 🇩---🇿---. لكن بعد ذلك ، تبين أن بوتفليقة لعب دور تشي جيفارا عندما أعاد صعود ياسر عرفات إلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لنفسه ، فالأمريكيون كانوا قد رتبوا الأمر بالاتفاق معه وهو بدوره انتهز الفرصة التى رفعت من رصيده الوطني والقومي .

وكذلك هنا 👈--- ذروة التطابق بين تماس تاريخي في السيرة ، هو مذهل 🤩--- وعجيب ومحزن تماماً ، لقد أضطر الجيش في السابق كما هو في الحاضر ، أن يطوي حقبة بوتفليقه ، تحديداً في الفترة التى غادر ✌--- فيها الحياة الرئيس بومدين ، أقدم الجيش على إبعاده بشكل تدريجي من واجهة الدبلوماسية الجزائرية ومن ثم من الحزب حتى أتهم بالاختلاس والفساد ، فحكاية الفساد معه ليست بالشيء الجديد ، بل اكتمل ذلك عندما تمسك بالخلود ، والذي نقله إلى مرحلة كان فيها أشبه بالرئيس الصوري ، وخاضع تماماً للمقربين منه ، وأخيراً وتحت ضغط شعبي عارم وفريد في حياة الجزائر 🇩---🇿--- ، تمكن الجيش بالفعل على إجباره بالتنحي تماماً عن الرئاسة والعدول عن قرار ترشحه إلى ولاية جديدة ، وهذا الحدث التاريخي ، كان من المفترض للشعب الجزائر والقوى الحزبية أن يقدموا على صنعه عندما فرض على البرلمان تعديل الدستور من أجل 🙌--- ولاية ثلاثة ، فالدستور كان يمنع لأكثر من ولايتين ، فعلاً ، استمر 👍--- من على سريره وبالكرسي المتحرك وبخطابات يتلوها أشخاص مقربين عنه بالولاية الثلاثة والرابعة ، بل أراد لكي تكتمل المهزلة ، الخوض الانتخابات لولاية الخامسة وهو مريض غير قادر على الحركة والكلام ، بل لو قدر القدر له ولاية خامسة ، كان يمكن أن يطالب في لحظاته الأخيرة كما فعل نابليون الشغوف بالحكم حتى الموت ، أن يلبس لباسه العسكري ويساق إلى ساحة الشهداء ، لكي يموت بها وفيها ، وكل ذلك حصل لأن السيد بوتفليقة وطني وثورجي ، لقد دفعّت ثورجية بوتفليقة الشعب الجزائري ويلات من التدهور والانحطاط ، أكثر ما دفعّ الاحتلال الفرنسي الجزائريين ، فالأخير بدافع نشر التنوير والمنطق ، والأول بوطنيته وثورجيته .

وفي العودة إلى واحدة☝---من كبريات الثورات البشرية على الإطلاق ، يصح جذب 🧐--- الانتباه والتذكير ايضاً ، ومن الواضح أن المفهوم لثورة الإخراجية ، يبدو متعثر 🥴--- ، أقصد بالمصطلح ، بالطبع إذا جاز اختصاره هكذا ،( اخراج الناس من المظلومات إلى النور ) ، كانت الثورة للمتدين البسيط ، الكلاسيكي أو المتنور ، سواء بسواء في الواقع ، بسيطةُ 💁--- ولا تحتاج إلى كثير من الجهد لكي يعلم المخرج كيف يحافظ على موقعه في التنوير ، لأن ببساطة ، الحكاية تكمن في محافظة المرء على العهد ، كالذين شهدوا معركة بدر 🌕--- ، فالذين نجوا من الموت حافظوا على دماء من ماتوا فيها ، ولم يخونوا دمائهم ، تماماً كما هو عكس ما حصل في الثورات المعاصرة ، وفي مقدمتها الثورة الجزائرية 🇩---🇿--- ، فأمثال بوتفليقة ، لقد خان دماء رفاق السلاح عندما مد يده على المال العام وأمعن في هدم الدولة ومعاناة الشعب ، وكانت حكمته في السياسة تشير☝---، لكي يبقى المستبد في الحكم عليه أن يبقي الناس الذين تحولوا إلى أعدائه على قيد الحياة ، حتى يستمر سبب بقاءه على كرسي السلطة .

أما الطريف بالنعوات التى نعت الرئيس المخلوع شعبياً ، أنها قالت عن بوتفليقة بأنه كرس حياته في خدمة الشعب ، وهنا المراقب يتساءل ، وسؤاله في الحقيقة 😳--- نابع من الدهشة ، فإذا كان الشعب الجزائري 🇩---🇿--- قد نزل للشوارع وعلى مدار شهور طويلة تكبد 😣--- معاناة النزول والبقاء في الميادين من أجل 👍--- 🙌--- إسقاط رئيس أجّبر البرلمان على تمديد مدته الرئاسية وعاث في البلاد فساداً ، إذن عن أي تكريس يتحدثون الذي كرسه المخلوع ، إلا اللهم ، إذا كانوا يعتقدون🤔--- كما كان بوتفليقة يعتقد🤔--- ، بأن الشعب الجزائر 🇩---🇿--- ، هو فقط عائلته وحاشيته ، وهنا لا يمكن للمرء سوى أن يبصم بالعشرة ، ويقول هكذا ، بأن من نكس الأعلام على وفاته ، بالفعل ، هو فقيدهم الذي كرس حياته لهم ، ولهم فقط ، لأنهم كانوا بالنسبة له ، هم الشعب فقط ، فأستحق الراحل راية اللصوص ، أما راية الجزائريين ، فهي مرفوعة فوق البيوت وعلى شواهد قبور شهداء جبهة التحرير . والسلام ✍---



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
- زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
- صراع داخل البيت ...
- درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة ...
- ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة ...
- الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
- الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني ...
- حصاد دامي كفيل بتحريك الرمال ...
- بعد كل محاولات التحرر من القهر ، يضربن بأقدامهم الأرض --- ، ...
- ماذا 😟 يعني وصول الإيراني إلى الحدود الجنوبية في سور ...
- من التأسيس إلى الوصية
- من التأسيس إلى ترك وصية قابلة إلى تفسيرات متعددة( أوصيكم ألا ...
- وصلت الأمور إلى نتيجة مسؤولة / فوجب الانسحاب ...
- بموافقة حزب البعث السوري / سوريا احتلت إيرانياً بالمجازر ...
- عودة الإمارة سيكسبها طابعاً تقليدياً ، تريدوها منطقة مزدحمة ...
- البطريرك بشار بطرس الراعي 🇱🇧 يقول باختصار / ...
- دستور الفرنسي 🇫🇷 لعام 58 هو المناسب لتونس &# ...
- من حاصبيا إلى الأحواز / الخوف من سياسة التفريس ...
- نيرويون بيروت / حرقوها وعلى أطلال النترات عزفوا الموسيقى  ...
- التخفي من أجل 🙌 اجتذاب الشعب / غميضة القذافي الابن / ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...