|
بعد كل محاولات التحرر من القهر ، يضربن بأقدامهم الأرض --- ، ويقولون عودوا
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 15:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ أن تغمض أي امرأة 👁-- عينيها ، ستجد ذاكرتها تحتفظ بتاريخ طويل من القهر الذكوري ، لكن عندما تفتحهما ، سرعان ما تعتقد 🤔-- أن الوقوف خلف الرجل هو أكثر أمانًا ، بدايةً ، لا بد أن يكون واضحاً ، من الرغم ، من إرتقاء المرأة في الغرب إلى درجات🪜--مختلفة ومتنوعة من الحرية ، إلا أن المجتمعات الغربية مازالت تعاني بطرق متعددة وحديثة الابتكار من القهر والتميز ، وهذا يسمى المسكوت عنه هناك👈-- ، والحقيقة الأخرى ، أن مهمها حشدت المرأة على مرّ العصور من أدوات تجميلية وتطرفت في الإنفاق على تجميل نفسها ، يبقى النبي يوسف باعتراف زليخة وسليلاتها يحتفظ بنصف جمال البشرية حتى الساعة ، وبالرغم أيضاً ، من أن الجنس الناعم الذي يمتد تاريخه إلى حواء ، إلا أن كذلك ، فالتاريخ الفانتازي لم يسجل سوى بضعة نساء علقوا به ، كحواء المكية ، شريك أصيل في بناء البيت العتيق ، واسيا زوجة فرعون المصرية وأم بالتبني للنبي موسى ، وايضاً هاجر وسارة من الجزيرة العربية زوجات النبي إبراهيم ، والأخيرة أم النبي إسماعيل ، وكذلك ، مريم الفلسطينية وزنوبيا السورية وكيلوا باترا المصرية ، وبالطبع لاحقاً خديجة وفاطمة الزهراء زوجة وابنة النبي محمد ( صلى ) ، ومع توقف ✋-- 🛑-- رحلة ظهور الأنبياء توقف معهم ظهور النساء الكونيات ، وهذا بالطبع له علاقة في ميل المجتمعات البشرية إلى تذّكير الحياة أكثر فأكثر ، أي أن وبالمعنى الحقيقي لحكاية البشرية ، لم تتحصل المرأة على حقوقها الادمية إلا مع ظهور الأنبياء أو في الأحداث الكبرى مثل الابادات ، وهذا ما اثبته المجتمع الغربي الذي نهض حديثاً وأصبح يقوم على حرية الفرد ، حتى الآن ، وعلى الرغم من مرور ثلاثة قرون على الأقل من تحرير المرأة ، لم تتمكن من أكتساب مكانة كونية كما حصل سابقاً .
هو ليس مجرد إعترافاً ابداً ، ولا يصل لدرجة الشماتة التى تدحضها الأعراف الأخلاقية العتيقة ، فالمرأة كانت عنصر مهم في شتى مجالات الحياة ، ليست فقط في السياسة أو أنها كانت عنصر فاعل من أجل الضغط على جهات تختلف مع جهة آخرى سياسياً ، بل المرأة كانت تاريخياً ركيزة في تقارب الناس من بعضها ، بل كما يقال ، هي الاحتكاك الحركي قبل السكوني الأغور ، تماماً كما كانت سبب رئيسي في المجتمعات الضيقة في إشعال الخلافات والصراعات والحروب الصغيرة أو الكبرى ، وفبلئذ على سبيل المثال ، إذ ما أخذنا العراق 🇮--🇶-- نموذجاً قبل أفغانستان ، كونه بلدًا موضوع تحت الأنظار ، ويعيش حالة شديدة السخونة ، فمنذ الاحتلال الأمريكي للعراق ، تغير تصنيفه من بلد ديكتاتوري إلى ديمقراطي ، حيث أصبح هناك إنتخابات 🗳-- حرة وتعددية سياسية وحرية الرأي والنشر معاً ، ويتم تقديم المرأة العراقية 🇮--🇶-- على أساس أنها نموذج للدمقرطة الجديدة عبر مكونات الدولة ، وعلى الرغم من كل تلك المزاعم ، حتى الآن ، بمقدور أي عائلة أن تقرر تزويج فتاتها من رجل يكبرها بأربعين عاماً ، فقط من أجل إنهاء إشكال معين ، وتحت ما يعرف هناك 👈-- ، أي في العراق 🇮--🇶-- ، بالزيجة الفصلية ، أي الزواج الفصل ، وهو عرف يصل إلى حد القانون ، قد أقرته العشائر العربية سابقاً ، تحديداً في منطقة الجنوب لفض النزاعات ، يعني بالمحصلة إذا شخصين اختلفوا على ملكية دجاجة 🐔--تجاوزت جدار أحدهما ، سيكون الحل الأخير من خلال الزواج الفصلي ، في المقابل ، الدولة عجزت تاريخياً من الحد منه ، لأنها 🇮--🇶-- كانت ومازالت حتى اللحظة منقسمة بين ثلاثة سلطات ، الأولى المركزية ، والأخرى العشائرية ، والأخيرة الدينية النجفية ، وبعد الاحتلال أضيف إلى ذلك سلطة الميليشيات ، واحدة ☝-- نجفية والأخرى قمية ، أي أنها تتبع مدينة قم ، والتى ساهمت بشكل كبير في تهميش واضطهاد المرأة من خلال دفع المجتمع في سلب أبسط حقوقها كما يحصل في جواز المتعة ، على الرغم أن المرأة في هذه المجتمعات سجلت مساهمة ملموسة حقاً 😟-- في حقول الزراعة وتربية المواشي والخياطة والطعام المنزلي .
يدعونا التاريخ البشري ، وهو لا سواه ، قبلئذ لا يغلي 🥵-- مع ذلك ، خصوصية التأكيد على أن ما حصل ليس سوى جريمة حرب كبرى ، وبالتالي ، فإن الكوارث وحدها كفيلة✋-- في إحداث متغيرات جوهرية ، كانت واقعة إحراق وقتل رجال أثينا فرصة نادرة للنساء أن يتصدرنا الكلام والقيادة ، بل اتيحت لهن الفرصة لسرد المأساة ، وكانت المرة الأولى التى دفعت الناس لإعادة النظر في النظام المعبدي كعتاب على الآلهة التى لم تستجب لنصرتهم عندما أبقت سفن 🚢-- العدو في البحر دون أن ترسل رياح تحرقها ، بل منذ تولى الملكة زنوبيا مقاليد الحكم ، أثبتت أن الحياة والسلطة ليستا لهما علاقة بنوع الجنس بقدر أن القصة تتعلق بالرؤية ، فهناك امرأة حلمت برؤية معينة أوصلتها إلى أن أصبحت طبيبة 🥼-- ، أما في المقابل ، قد يجد المرء رجلاً يتسول لقمة عيشه في الشارع لأن الرؤية غائبة من قاموسه الشخصي ، لقد استطاعت زنوبيا بامساكها بالسلطة والترمّل أن تثبت جدارتها في الحياة والحكم معاً ، لكن الحقيقة الأخرى ، ما كان لها ذلك لو لم يغادر زوجها الحياة ، أو لو كان أبنها في سن يتيح له إدارة الحكم ، لهذا ، دون أدنى شك ، تحولت زنوبيا إلى مثل أعلى على مر العصور بين نساء العالم ، عندما أصابت الروم والفرس بهزات عسكرية متكررة ، لتصبح مصر 🇪--🇬-- واسيا الصغرى تحت حكمها ، في المقابل ، لاقت المرأة من القهر التاريخي ما يجعلها تذوب حتى التلاشي ، ففي واقعة ☝--أربكت المجتمع المدني الحديث ، تعرضت زوجة النبي محمد ، ( صلى ) عائشة إلى أكبر اضطهاد وظلم في التاريخ النسوي ، لكنها صمدت بصمتها وبوثوق أن الحق لا بد أن يظهر ، ليس لأنها تعلم مسبقاً أنها تعيش في نظام مبني في تكوينه على الظلم ، بل لأنها عرفت أنها في ظل نظام يتشكل حديثاً على العدل ، لقد أظهرت الواقعة بصراحة 😶-- حجم إنحياز الرجل إلى ظلم المرأة دون أن يعطي نفسه مساحة لمحاكاة العقل ، وعلى الرغم من تبرئة القرآن لها بشكل واضح وجلي ، إلا أن منتسبو المذهب الشيعي مازالوا يطعنون بشرفها ويتمسكون بالراوية التقليدية للمذهب .
هنا 👈-- يتيح المجال أن نستحضر وقائع حتى لو جاءت متأخرة ، لكنها أستولدت مقاومة فريدة ، كان تحرير المرأة في الاسلام هو بمثابة وعي نادر بين البشرية ، لأنه رفض الوقوف عند هوامش المجتمع وأخذ بأيدي المقهورين والمظلومين إلى مصاف التقدير والعلم والتكريم ، ومن ثم الثورات الغربية ، دفعت لاستيقاظ ضمائر ملايين البشرية ، بالفعل ، تحولت المعركة بين المرأة والرجل من الخلاف حول الجسد إلى التفكير ، وبالتالي ، كلما تراجع التعليم بين أوساط النساء ، ينعكس ذلك على سلوك النساء اليومي ، فتصبح رهينة لحركاتها الخاصة ، ويرتفع ارتباطها بمفهوم كونها صنيعة الرجل ، وهنا👈--يوجد فارق ، فالصحيح أنه لا يشار له بدقة ، فالفارق يبقى بين التكوين الخاص للمرأة وحقها في التعليم والتفكير ، فعلى سبيل المثال ، ليس مطلوب منها تغير صوتها الذي كما هو معروف بخصوصيته الناعمة ، لكن ايضاً ، مطلوب الاستماع 👂-- لافكارها وإحترام ما تطرحه ، وقد قال الرسول عن زوجته عائشة ، خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء .
ما يجري في أفغانستان الراهنة ، لا يقتصر عليها فحسب ، لقد انقضت 20 عاماً على وجود حلف الناتو هناك من أجل تغير النظام والمجتمع ، وعلى رغم من الأموال التى قدمت من أجل تغير الأنماط والسلوك، إلا أن الأغلبية الساحقة مازالت تعيش حياة محكومة بالتقاليد وليس بالدين ، بل أكثر من ذلك ، ما حصل في طروادة آثينا 🇬--🇷-- ، يشير ☝-- أن الإبادات والاحتلالات البشرية لبعضهم البعض ، قديمة قدم الزمن ، لم يكونوا الهنود أو الفلسطنيون أول الضحايا ، بل أيضاً في إشارة ملفتة نستحضرها من التاريخ ، لم يكن قصاص الرجم بالحجارة شيء حديث أو خاص بدين أو قومية معينة ، لأنه كان دارج في النظام اليوناني القديم ، كيف لا ، وقد كانت فهيكايا أقنعت فيلاس ملك 🤴--اسبرطة برجم زوجته هلين علناً .
وعلى الرغم من أن المرأة تدعي في كثير من الأوقات ، أنها قادرة على ترجمة نفسها كشريك متساوي مع الرجل ، يظل الوداع الطروادي الشهير ، يشير ☝--على مسألة جوهرية لا يمكن تجاهلها ، وأن ليس كل ما يقال ، هو بالضرورة حقيقة 😳-- أو صحيح ، ففي وداع نساء أثينا القديمة لأموات طروادة ، وقفوا النساء وقفة واحدة ☝-- ، ثم ضربوا بأقدامهم الأرض 🌍-- ، منادين أزواجهم بأصوات عالية ، رافضون الفقدان والإبادة ، الصحيح أيضاً ، أنهم متيقنات بعدم عودتهم ، لكن ظلوا ينادوهم ، عودوا من موتكم حتى لو كان ذلك على حساب حريتنا . والسلام ✍--
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا 😟 يعني وصول الإيراني إلى الحدود الجنوبية في سور
...
-
من التأسيس إلى الوصية
-
من التأسيس إلى ترك وصية قابلة إلى تفسيرات متعددة( أوصيكم ألا
...
-
وصلت الأمور إلى نتيجة مسؤولة / فوجب الانسحاب ...
-
بموافقة حزب البعث السوري / سوريا احتلت إيرانياً بالمجازر ...
-
عودة الإمارة سيكسبها طابعاً تقليدياً ، تريدوها منطقة مزدحمة
...
-
البطريرك بشار بطرس الراعي 🇱🇧 يقول باختصار /
...
-
دستور الفرنسي 🇫🇷 لعام 58 هو المناسب لتونس
...
-
من حاصبيا إلى الأحواز / الخوف من سياسة التفريس ...
-
نيرويون بيروت / حرقوها وعلى أطلال النترات عزفوا الموسيقى
...
-
التخفي من أجل 🙌 اجتذاب الشعب / غميضة القذافي الابن /
...
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸...
-
وزيرة السعادة / تونس 🇹--------🇳-------- الخض
...
-
الحلاقة أرحم على التوانسة 🇹🇳 من الديمقراطين
...
-
حرية القضاء في تونس 🇹🇳 وصنع التوازن بين القو
...
-
التغير في مصر 🇪🇬 من محمد علي لعبد الناصر / و
...
-
إلى المستشارة الالمانية صديقتي أنغيلا ميركل 🇩㇊
...
-
الديمقراطيون أصيبوا بعقدة 🪢 من الأسد ، عقدهم .
-
الدبلوماسية لا تعتمد على حسن النوايا / وقاموسها لا يعترف بشي
...
-
أعلى الكلام من أجل 🙌 النهوض والتعنت المدمر ...
المزيد.....
-
ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر
...
-
جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك
...
-
مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح
...
-
مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا
...
-
وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا
...
-
خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري
...
-
من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
-
إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
-
رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
-
وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|