أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا لإلغاء الطقس المسرحي














المزيد.....

لا لإلغاء الطقس المسرحي


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


علمنا أساتذتنا أن المسرح مكان مقدس وأن العرض المسرحي طقس له مهابته ومن يدخل إلى المسرح ويشاهد العرض يجب أن يخضع لتلك القدسية وأن يساهم في طقسيته وأن يفهم أن متعة المشاهدة تعتمد بالدرجة الأولى على الدخول في أجوائه، وان يبقى صامتأً ينتظر موعد بدء العرض الذي لا يتحقق سحره إلا بالمحافظة على المهابة وحسن التلقّي، أما ان تدخل بناية المسرح وتأخذ مقعداً في صالة المتفرجين في جو صاخب لأغانٍ معروفة تأتي من سماعات على جدران الصالة وبأعلى درجة من قوة الصوت وتدوخ من ضجيج المشاهدين الذين جاءوا قبلك، فإنك حتماً ستتعرض للضجر وتتمنى أن يبدأ العرض المسرحي عسى أن تتوقف الاغاني التي لا علاقة لها بالعرض، ويتوقف ضجيج المشاهدين الذين ملأوا الصالة، ولكن ماذا تفعل حينما يبدأ العرض وتسمع الموسيقى الصادرة من تلك السماعات والتصنيف الصادر من معظم المشاهدين الذين يجهلون قيمة الصمت قبل العرض واثنائه والذين يصفقون بحرارة لكل مشهد يشاهدوه مهما كانت قيمته الفنية، ليس لديك إلا الرغبة في مغادرة المسرح ولعن مشاهدي العرض، وماذا سيكون موقفك عندما تشاهد أن هذا العرض لا يختلف عن عروض شاهدتها من قبل وكأنه نسخة عنها، وإن هذا العرض يعتمد على وسيلة واحدة للتعبير هي الجسد، وليت هذا التعبير له دلالة أو معنى بل هو مجرد حركات مكررة تفتقر إلى المرونة والى الجاذبية، ليس أمامك إلا أن ترفض مثل هذه العروض الباهتة التي تفتقر إلى الفن والحرفية العالية، ثم تأتيك الطاقة الكبرى في أن تتخلل مشاهد العرض فترات صمت لا معنى لها ولا ضرورة، وأن أغلب المشاهد تؤدى فيما يشبه الظلمة أو بإضاءة ملونة خافتة، فلا ترى لا وجوه الممثلين ولا بعض اعضاء اجسادهم في حركتها وجمودها بين مشهد وآخر يتعالى تصنيف البعض من الجمهور ولا تدري لماذا؟ إذ لا ترى أية براعة فيها ولا أية دلالة تعززها ولا حتى لمسة من جمال في أدائها، وبالتالي لا نتائج تستخلصها إلا الغاء الطقس المسرحي أو تشويهه. وتأسف لأن ذلك يحدث في معهد لتعليم الفن المسرحي. ونأسف أيضاً لأن مثل هذه العروض المستنسخة إذا استمرت وإذا عمّت في الساحة المسرحية، ستبعد الجمهور عن الفن المسرحي وتخرب ذائقته.
لأغراض تعليم الفن المسرحي للمبتدئين لا ينبغي حرق المراحل والبدء من حيث وصل إليه الآخرون قبلنا والذين لديهم تراث مسرحي عريق، بل علينا ولأغراض التعليم أن نبدأ من البداية وأن نبين للطلبة كيف كان العرض المسرحي وكيف كان اداء الممثلين وكيف تطور عبر السنين وكيف تغيرت الاساليب حتى وصلت إلى الواقعية، ثم تم تجاوزها إلى المدارس الأخرى – الرمزية والتعبيرية وفروعها وما الفرق بين التوجه الأرسطي والتوجه البريختي، ولأغراض التعليم أيضاً، لا بد أن يتمرن الطلبة على القواعد والأصول قبل أن يقفزوا إلى كسرها والبحث عن اللا مألوف. على الكادر التدريسي في المعاهد والكليات الفنية أن يعلموا ويدرّبوا طلبتهم على الإلقاء الصحيح لكلمات النص المسرحي، قبل أن يشاركوا في مسرحية منطوقة بجوارها البليغ أو ذات التركيب الكلامي المعقد. عليهم أن يدربوهم على الحصول على جسد مرن مطواع، قبل أن يعرضوا مسرحية حركية تعتمد على التمثيل الصامت والرقص الدرامي، فإن لم يفعلوا ذلك، فإن حركاتهم سوف تفتقر الى الرشاقة والى التعبير الجسدي المؤثر.في الآونة الاخيرة لاحظت أن العديد من طلبة المسرح راحوا يقدمون عروضاً كوريو غرائية – الرقص الدرامي، ويبتعدون عن عروض المسرح الناطق، لاعتقادي أن هذه فيها صعوبة وتأخذ التمارين عليها زمناً طويلاً، حتى أن تلك أسهل في نظرهم ولا تأخذ تمارينها سوى بضعة أسابيع أو أيام، إضافة الى هذا وذاك، لا بد أن يتمرن الطلبة على تقاليد الفن المسرحي، وأن يحترموا جمهور المسرح واصحاب العرض المسرحي ، ويبتعدوا عن اثارة الفوضى والضجيج قبل العرض واثنائه، وأن لا يصفقوا للممثلين إلا بعد انتهاء العرض.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الشارع ظاهرة ثقافية يمكن تطويرها
- المخرج المسرحي مسؤوليته ومهمته
- مسرح الإناث وماهيته
- مسرحية (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ممثل الكوميديا بين الذات والموضوع
- المسرح والتداخل الثقافي
- عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان
- (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟
- مسرح الكاباريه السياسي
- العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
- مرة أخرى ماذا يعني (المسرح الشعبي) ؟
- مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما
- ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا لإلغاء الطقس المسرحي