أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان














المزيد.....

عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


بديهي القول بأن لكل كيان حضاري أعمدة ترفعه وتبقيه شامخاً وعندما تُزاح تلك الأعمدة يتهاوى الكيان حتماً، وللمسرح في العراق كيانه الذي يبقى شامخاً منذ أربعينيات القرن العشرين وحتى الألفية الثانية وبقى كذلك رغم الهزات التي تعرض لها البلد طوال تلك السنوات، سواء نتيجة للانقلابات السياسية أو للحروب العقيمة التي دفعه اليها الحاكم المستبد، وكانت تلك الأعمدة تتوارث وتتجدد وتقوى وتترسخ عبر الأجيال.
كان (حقي الشبلي)، و(يحيى فائق) و(محمود شوكت) يمثلون أعمدة الجيل الأول . وكان (ابراهيم جلال) و(جعفر السعدي) و(جاسم العبودي) و(صفاء مصطفى) يمثلون الجيل الثاني، وكان (بدري حسون فريد) و(سامي عبد الحميد) و(سعدون العبيدي) و(يوسف العاني) و(عادل كاظم) و(طه سالم) يمثلون الجيل الثالث. وكان (محسن العزاوي) و(فاضل خليل) و(صلاح القصب) و(محيي الدين زنكنة) و(جليل القيسي) يمثلون الجيل الرابع. ومنذ وصل الأمر إلى الجيل الخامس خلال الثمانينيات أخذ الكيان المسرحي بالتزعزع رغم وجود بعض الأعمدة التي راحت تسنده وتمنع انهياره أو تهاويه ولكن تصدعه بدا للعيان، فقد ضعفت نتاجاته وتناقصت مواهبه وضعفت ادارات مؤسساته وخصوصاً بعد الهزة الكبيرة التي تعرض لها العراق عام 1991 وبداية الألفية الثانية.
وأشير هنا إلى بعض مظاهر التصدع التي تعرض لها كيان المسرح في العراق.
أولاً : انخفض مستوى التعليم المهني لفنون المسرح بسبب غياب الكادر التدريسي المقتدر والمعلم . أما جراء التقاعد أو الوفاة أو الهجرة.
ثانياً: غابت الفرق الخاصة (الأهلية) عن الميدان والتي كانت تتنافس في انتاجاتها محققة المستويات الفنية والفكرية العليا، حتى مع انتاجات فرقة الدولة (الفرقة القومية للتمثيل) وحدث ذلك الغياب نتيجة لتفرق اعضاء تلك الفرق وهجرة العديد منهم خارج البلد وغياب الدعم المادي من الجهات المسؤولة لكي تواصل تلك الفرق عملها وبسبب فقدان حتى مقراتها مثل (مسرح بغداد) و(مسرح الستين كرسي).
ثالثاً: تقلص أعمال الفرقة القومية للتمثيل والتي سميت (الفرقة الوطنية للتمثيل) ولا أدري ما الفرق بين التسميتين وكان الأصح تسميتها (فرقة المسرح الوطني National Theatre ) كما هو المسمى في جميع الدول المتقدمة مسرحياً. وما تقدمه الفرقة الوطنية من أعمال لا تعتمد على أعضاء الفرقة الأساسيين وهم كثير بل على مسرحيين من خارج كادر الفرقة وهذا أمر يثير الاستغراب.
رابعاً : عدم وجود خطة سنوية وبرنامج واضح لعروض الفرقة الوطنية تتضمن مسرحيات عالمية مشهورة ومسرحيات عراقية لمؤلفين معروفين ومسرحيات عربية لمؤلفين كبار كما كان الحال في الستينيات والسبعينيات وما يعرض في المسرح الوطني من مسرحيات يعتمد على الصدفة والمبادرات الشخصية.
خامساً : عدم دعوة مخرجين وممثلين ومصممين ضيوف من الرواد أو المشهود لهم بالخبرة والقدرة كما تفعل جميع فرق الدولة المسرحية في العالم.
نعم تم ابعاد أو إزاحة الأعمدة المتسلحة بالأسلحة الفنية، فأبقت على الكيان المسرحي راسخاً وحلت محلها أعمدة أخرى ضعيفة التسليح أو لنقل ناقصة التسليح، مما يدعو إلى الخشبة من تهاوي الكيان أو الخشية من بقائه مضعضعاً مع وجود بعض الأعمدة الواعدة، ونخشى أن تُزاح حتى هذه البقية فينهار الكيان.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟
- مسرح الكاباريه السياسي
- العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
- مرة أخرى ماذا يعني (المسرح الشعبي) ؟
- مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما
- ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان