أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!














المزيد.....

ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


عبر تاريخ المسرح في العالم حدثت تغيرات في المفاهيم وتحولات في الأساليب وتنوعات في التيارات والمدارس الفنية، وعلى وفق التغيرات والتحولات التي تحدث في المجتمعات في مجالات الاقتصاد والاجتماع والسياسة تجد لها انعكاسات في حاجات الإنسان ومتطلباته المعيشية والفكرية. وعندما حدثت الثورة الصناعية في أوروبا وتحوّلت المجتمعات من الريفية إلى الحضرية وانشئت المعامل الكبيرة التي اجتذبت جماهير العمال الغفيرة وتغير الوضع السكاني وأخذ الانسان يبتعد تدريجياً عن الخرافة والمثل العليا التي آمنت بها المجتمعات من قبل وراح يتفهم الواقع المعيشي ومتطلباته . فتغيّر مسار فكره وحلّت قيم جديدة في ذهنه وانعكس كل ذلك على مضمون وشكل العمل الفني عموماً والمسرحي على وجه الخصوص. وأصبح عامل اقناع المتفرج بما يرى ويسمع من الضرورات لذلك أصبحت محاكاة الواقع بتفاصيله وتحقيق مبدأ الايهام به من الضرورات أيضاً.
مع ظهور الواقعية لم تغب التيارات الفنية القديمة عن الساحة المسرحية بل بقي لها مساندوها ومتذوقوها كما لم تمر على حياتها مدة طويلة حتى ظهرت تيارات جديدة أخرى لتأخذ دورها في العمل الفني كالرمزية والتعبيرية وظهر تيار المسرح الملحمي والمسرح الوثائقي ومسرح اللامعقول والحبل على الجرار. وعلى الدوام كان هناك من يعارض التيارات الجديدة بل ويحاول منع أصحابها من المزاحمة. ففي فرنسا مثلاً كانت مسرحيات النرويجي (أبسن) محرّمة لكونها خارجة على التقاليد والأعراف السائدة، في حين حاول مؤيدو التجديد أن يتبنوها ويعرضوها على الجمهور وكان (اندريه انطوان) من أولئك المجددين ، ففي عام 1883أسس فرقة مسرحية سماها (فرقة المسرح الحر) مستعيراً الاسم من قول لفيكتور هوغو وكان معظم أعضاء الفرقة من الهواة وراح (انطوان) يغرد خارج سرب المسرح الرسمي – المسرح السائد أواخر القرن التاسع عشر في فرنسا وفي باقي بلاد أوروبا وتبنى في برنامجه المسرحيات التي كانت مرفوضة من الفرق المحترفة ومنها مسرحيات ابسن وهوبتمان وزولا ولكي يتخلص من سوط الرقابة فقد راح يقدم عروض مسرحياته في أماكن منزوية غير بنايات المسرح التقليدية وبذلك تحرر من الشروط المفروضة على عروض المسرح الرسمي ومنها تقديم المسرحيات الكلاسيكية أو الرومانتيكية وبأشكال مسرحية تبتعد بنسبة أو أخرى عن الحياة الواقعية والتي التزم بتقديم تفاصيلها على خشبة المسرح في جميع عناصر الانتاج المسرحي ابتداءً من التمثيل البعيد عن التكلف والاصطناع والمبالغة من الاداء الصوتي والجسماني ومروراً بالدقة التاريخية للازياء والمناظر وانتهاءً بالاضاءة وتبرير صدورها من مصادر طبيعية او اصطناعية وكل ذلك استناداً إلى مبدأ (الايهام بالواقع) وتأكيد وجود (الجدار الرابع) في الفرقة المسرحية. وسمي مسرح انطوان ايضاً (المسرح المستقل) لكونه استقل عن مسار المسرح الرسمي السائد في اشكاله ومضامينه وقد ظهر له مناصروه وحين شكل الالماني (اوتوبرام) والانكليزي (جي تي غراين) فرقتين تنتهجان النهج نفسه الذي سارت عليه فرقة انطوان في فرنسا، سميت تلك الفرق بالمسرح المستقل لأنها استقلت حتى عن فرقة الدولة او الفرق التي ترعاها وتمولها الحكومات وكانت الفرق المسرحية الأهلية في العراق كفرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح الشعبي مشابهة لفرق المسرح الحر أو المستقل الاوروبية.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!