أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!














المزيد.....

هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


تضطر دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة أحياناً إلى تقديم عروض مسرحية فيها أنفاس المسرح التجاري الذي يبغي الربح المالي أكثر من الربح الفني وتفعل ذلك لكي تتمكن من الصرف على أعمال مسرحية جادة وذلك لأن وزارة الثقافة لم تفكر في دعم الفرقة الوطنية للتمثيل، وهي فرقة الدولة، مالياً لكي تستطيع إنتاج مسرحيات بمستوى فكري وفني مرتفع، كما هو الحال في معظم الدول المتقدمة في الفن المسرحي. لتداخلات إدارة دائرة السينما والمسرح في إحدى السنوات السابقة عندما شرعت قانوناً يعتبر هذه المؤسسة الفنية شركة تجارية تعتمد في انتاجاتها على التمويل الذاتي ويومها كانت تقدم أعمالاً مسرحية متدنية بغية استدراج جمهور غفير لمشاهدتها وبالتالي تحصل جراء ذلك على مردود مالي كبير. وهي اليوم تكون مضطرة إلى سلوك السبيل نفسه فتقدم بين الحين والآخر مسرحيات تسميها كوميديا شعبية كي تغري جمهوراً واسعاً لمشاهدتها وبذلك تعوّد هذا الجمهور الواسع على ارتياد المسرح الوطني كي يتسلى بمشاهدة ممثلات وممثلين يضحِكونهم ويعتقدون بأن المسرح هو هذا الذي يشاهدون عروضه السلبية المضحِكة وليس غير وإن عدداً من الممثلين في هذا النوع من المسرحيات أصبحوا نجوماً في عالم الفن المسرحي من جهة أخرى تقدم الفرقة الوطنية للتمثيل أعمالاً مسرحية يقال عنها كونها جدية أو جادة وأغلبها يسودها الغموض والإبهام والتشويش بحجة التجديد والخروج على المألوف ونبز تقنيات المسرح التقليدي. ويأتي لمشاهدة مثل تلك الأعمال عدد محدود من المتفرجين وفي الغالب من متذوقي الفن المسرحي ودارسيه ونادراً ما يأتي لمشاهدتها غير أولئك. وهكذا تزداد رقعة وحجم جمهور مسرح التسلية وتتقلص رقعة وحجم جمهور الفن المسرحي الأصيل وبذلك تتحجم الذائقة بعكس ما يحدث في البلاد المتقدمة حيث تتسع رقعة جمهور الفن المسرحي وتتقلص رقعة جمهور مسرح التسلية أو تبقى على حالها.
الآن والعراق مقدمُ على تشكيل حكومة جديدة وبعد أن تخلصنا من هجمة همجية شرسة من إرهابيين جهلة ومقدمٌ على أعمار ما دمره أولئك البغاة اللبنية المادية والعمرانية وللبنية البشرية فأعتقد بأن واجب الحكومة القادمة أن تضع في خطتها التنموية الإعمارية ما يؤدي إلى إعمار المادة والبشر في آن واحد. ولعل الفن المسرحي الملتزم والرصين واحد من أهم وسائل التنمية البشرية فهو بالاضافة إلى كونه الوجه الحضاري البارز للبلد فهو إحدى وسائل التهذيب والتثقيف والتوعية. اننا على هذا، نتمنى أن تضع وزارة الثقافة في الحكومة الجديدة جزءاً من ميزانيتها مخصصاً لدعم الفرقة الوطنية للتمثيل لكي لا تضطر إلى ارضاء رغبات جمهور العامة بأعمال مسرحية تحجم ذائقتهم، كما انني أدعو الحكومة الجديدة إلى أن تعيد الاعتبار لدائرة السينما والمسرح كمؤسسة لا تعتمد على التمويل الذاتي بل على التمويل المركزي وبذلك تساهم في رفع مستوى الأعمال السينمائية والمسرحية كما كان البعض منها في العهود السابقة.
وبعد هذا أدعو وزارة الثقافة والآثار والسياحة في الحكومة الجديدة أن تتخذ من الفن المسرحي مرفقاً سياحياً يعتمد خطة لتقديم أعمال مسرحية عن حكايات ألف ليلة وليلة وأخرى عن ملحمة كلكامش لتصبح تقليداً سنوياً يُقبل للمشاركة فيه ومشاهدته جمهور من العرب والأجانب، فالحكايات والملحمة من التراث الأدبي لبلدنا العزيز المتقدم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي
- كلمة يوم المسرح العالمي 2019 للمخرج الكوبي (كارلوس سلدران)
- نظرة تقويمية لأيام قرطاج المسرحية
- مسرحية (البستوكة) مثال للمسرح الكوميدي الهادف
- الفن المسرحي في بلادنا يتراجع
- وكأنه أول مهرجان مسرحي وطني


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!