أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الفاشية والمسرح














المزيد.....

الفاشية والمسرح


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


يستخدم مصطلح (الفاشية) هنا لتغطية الحركات القومية المتطرّفة والمضادة للحركات المتحررة في القرن العشرين، تلك الحركات التي ساهمت بتأسيس الانظمة الدكتاتورية والتي نقلت أيديولوجيتها بواسطة العرض المسرحي. هذا ما حدث على نطاق واسع في إيطاليا وألمانيا ولحد ما في إسبانيا وفرنسا.
عندما خطف (موسوليني) السلطة في إيطاليا عام 1922 لم يتدخل بقوة في العمل المسرحي الذي كان تجارياً في التوجه وملتزماً بنظام (الممثل – المنّظم) حتى الثلاثينيات مقدماً تسليات كما كانت في الحقب الزمنية السابقة. في عام 1930 أسس (موسوليني) (جمعية الاستعراضات) معلناً عن قانون جديد للرقابة وذلك عام 1931 وفي عام 1935 أسس (مفشية المسرح والموسيقى) في وزارة الصحافة والدعاية وتحوّلت بعد ذلك إلى وزارة الثقافة الشعبية ومع قيام موظفي موسوليني بإعادة تنظيم المسرح الايطالي ومؤلفيه ومخرجيه وممثليه فقد استمروا في انتاج عروض لا تحمل إلا القليل من علامات الموضوعات السياسية. كان تدخّل الدولة أكثر نجاحاً خارج دور المسارح التقليدية وفي عام 1929 تم تأسيس فرق مسرحية جوّالة وكان لها جمهورها من غير ذلك الذي يرتاد البنايات المسرحية ولعدم اهتمام تلك الفرق بالدراما الفاشية فقد كانت معظم مسرحياتها كوميدية. وبالمثل فقد تم افتتاح مسارح في الهواء انطلق تستوعب الجماهير وتحفزها ، عام 1938 في روما وفي مدن ايطالية أخرى هيمنت الاديرا على برامجها.
وكانت الحالة في المانيا التي حكمها الحزب القومي الاشتراكي مختلفة عن ما حدث في ايطاليا وعندما صعد (هتلر) إلى السلطة أمر باعادة تنظيم جميع المؤسسات الثقافية وأسس وزارة الرايخ لتنوير الناس والدعاية للنظام من 13 مارس عام 1933. وكان قانون مسرح الرايخ 1934 قد دلَّ على وجود نظام رقابي من ضمن جميع الأنشطة الثقافية التي تكون خاضعة للفحص وجميع الفنانين خاضعون للمراقبة. وكانت نتيجة ذلك هجرة عدد كبير فناني المسرح (حوالي أربعة آلاف) الى خارج المانيا رغم نجاح السلطة الجديدة بتحقيق السيطرة الكاملة على شخوص وبرامج 291 مسرحاً إلا أنها لم تنجح في ايجاد وسائل لايجاد دراما مرغوبة من قبل سلطة الرايخ الثالث. وفي النصف الثاني من الثلاثينيات برز عدد من المؤلفين الذين كتبوا مسرحيات تتماشى والأهداف السياسية للنازية إلا انها لم تكن متماشية مع رغبات الجمهور وبالتالي فقد كانت برامج المسرح الألماني خلال مرحلة حكم الحزب النازي تشمل المسرحيات الكلاسيكية والمسرحيات الكوميدية أو الفالس.
في تلك المرحلة حاول عدد من الدراميين والنقاد والفنانين تطوير جماليات وتطبيقات مسرحية فاشية وقد فشلوا بصورة عامة في تحقيق ذلك في المسارح التقليدية وفي مدى واسع من الاستعراضات ذات الطبيعة العبادية التي حققت تمثيلاً رمزياً للفاشية كمذهب ديني علماني يجذب الجمهور المسرحي الواسع والذي يبرهن على أنه قوة آسره منقطعة النظير وأقوى من الدعاية المطبوعة وكانت هناك شراكة مع الطقوس في ابتداع مجتمعات مكونة من أفراد ومحاولة أثارة الحياة اليومية الى طمأنينة داخلية مع رضى ذاتي وموطن للانتماء وإذ اثبتت الميثولوجيا الفاشية الحبكة ونشرت سياسة التعصب المذهبي ، فقد اصبحت الاحتفالات الطقسية كالطقوس الدينية وحققت اتحاداً شمولياً متماسكاً للنظام الجديد.
ثم بناء المواكب الكبيرة والاجتماعات الجماهيرية المبنية دراماتيكياً والأحداث السردية والمدعومة بقوى عاطفية متصاعدة والتي حققت استجابات عميقة واستخدمت كأداة مؤثرة لربط الجماهير بالقائد الفاشستي. ثم رفع منع ظهور (هتلر) للناس في بافاريا عام 1927 وأقام الحزب القومي الاشتراكي أول اجتماع هناك عام 1929 والذي أصبح فيما بعد حدثاً سنوياً . وتعاقب مهرجان نورنبرغ الاجتماعات الجماهيرية وساعات من الاحتفالات الاستذكارية والمواكب الاستعراضية والمناورات العسكرية والسلبيات العامة والتي راحت تستمر لأيام عديدة. وقد تم تثبيت البطولي والدرامي للاجتماعات على اشرطة السليلوبر من قبل (ليني ريفنستال) في فيلمها المعنون (انتصار والأرادة) 1934 والذي اظهر نوعاً إنموذجاً لاجتماعات خارج القاعات واستمرت حتى عام 1939.
وهكذا وظفت الفاشية في ايطاليا والمانيا وفي غيرها من بلدان العالم والفن المسرحي لخدمة مبادئها وأهدافها وهذا هو الذي حدث في العراق ايام النظام البائد، ولكن الذي حدث أيضاً هو خروج الكثير من العروض المسرحية من قبضة النظام الاستبدادي وربما حاولت انتقاده أحياناً وأذكر منها هنا (الى إشعار آخر) ، (الكفالة) لفرقة المسرح الفني الحديث.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي
- كلمة يوم المسرح العالمي 2019 للمخرج الكوبي (كارلوس سلدران)
- نظرة تقويمية لأيام قرطاج المسرحية
- مسرحية (البستوكة) مثال للمسرح الكوميدي الهادف
- الفن المسرحي في بلادنا يتراجع
- وكأنه أول مهرجان مسرحي وطني
- مسرحنا بحاجة إلى جمهور واسع متذوق !
- وصار المسرح ضرورة حياتية
- الدراما تورغ وليس الدراما تورجيا
- في مسرحنا لم يعد هناك مكان لأعمال كبيرة
- إيجابيات وسلبيات مهرجان (أيام مسرحية عراقية)
- مسرحيون راحلون


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الفاشية والمسرح