أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التصفيق في المسرح !














المزيد.....

التصفيق في المسرح !


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


من الأخطاء الشائعة في مسرحنا قيام الممثلين بالتصفيق للجمهور حال ظهورهم للتحية في نهاية العرض المسرحي، وكأنهم يصفقون لأنفسهم. المعروف هو أن الجمهور هو الذي يبدأ بالتصفيق بعد انتهاء العرض المسرحي وقبل ظهور الممثلين لتحيتهم وذلك لأظهار الأعجاب أو الاستحسان ويزداد تصفيق الجمهور ويستمر مدة أطول إذا كان العرض المسرحي مثيراً ومدهشاً ومستجيباً لتطلعات الجمهور. التصفيق جزء من مجموعة تصرفات يقوم بها الجمهور لها علاقة بأستقبالهم للعرض. ومن تلك التصرفات أيضاً وقوف الجمهور أثناء تحية الممثلين ومنها أيضاً أسماع كلمات الاستحسان مثل (برافو). وهناك تصرفات معاكسة تظهر عدم الاستحسان أو عدم الرضى بأصوات غير لفظية.
مثل تلك الإيماءات التي تصدر من جمهور المسرح لا تشترك بها شعوب العالم فهي خصوصية ثقافية لها تاريخها عند بعض الأمم، فالرومان القدماء مثلاً قاموا بتنظيم سلسلة من إيماءات الاستحسان مثل فرقعة الأصابع والتصفيق بالأيادي والتلويح بالمناديل.
يعتبر التصفيق ممنوعاً في بعض العروض الأسيوية التقليدية وخصوصاً عندما تستحضر تلك العروض بعض الأمور الدينية ومن تلك العروض الدراما الراقصة الهندية في مقاطعة كيوالا والتي تقدم عادة في المعابد. تتأثر عادة التصفيق في المسرح بالطبقة الاجتماعية التي تحضر لمشاهدة مسرحية ما وكذلك تتأثر بعرق الجمهور وجنسه وطبيعة هذه الأمة أو تلك وعلى وفق نظامها الاجتماعي. كما تتأثر تلك العادة بالظروف الزمانية والمكانية. فقد كان الصفير والصراخ الساخر شائعاً في المسرح الشعبي في القرن التاسع عشر في حين لا يستخدم هذه الأيام إلا في ملاعب الكرة ولا يحدث إطلاقاً في مسارح الدراما البورجوازية.
تستدعي تقاليد الهند الدنيوية لعروض التسلية التصفيق سواء حدث أثناء العرض أم بعد انتهائه. وفي العروض الراقصة الموسيقية الهندية يستخدم الجمهور بعض التعبيرات الصوتية كطقطقة اللسان بدلاً من التصفيق.
للتصفيق في المسرح الحديث دلالات تتعدى الاستحسان وتصل إلى حد مداخلة الجمهور سلبياً في موقف مسرحي معين. ومن الجدير بالذكر أن بعضاً من المبدعين المسرحيين من ذوي الابتكارات الأولى في العرض المسرحي قد التزموا بمبدأ الإيهام بالواقع، وكان الموسيقار (ريتشارد فاغنر) في مقدمتهم بل أنه تطرق في تطبيق هذا المبدأ وبناءً عليه منع تصفيق الجمهور خلال عروض أوبراته وكذلك عند انتهاء العرض وخروج المؤدين لاستقبال الجمهور لهم وذلك لاعتباره أن التصفيق سيخرب الجو السحري للعرض المسرحي وسيحول دون نقل الجمهور إلى الحالة الروحية فقد أراد أن يرفع الجمهور إلى المستوى المثالي الرفيع.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التصفيق في المسرح !