أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا مسرحية بدون (بروفة)














المزيد.....

لا مسرحية بدون (بروفة)


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


في صفحة الثقافة المسرحية في صحيفة (المدى) تعرّض الباحث (أحمد شرجي) الى متعة المخرج العراقي (جواد الأسدي) في بروفاته للمسرحيات التي أخرجها سواء مع (منظمة التحرير الفلسطينية) أم مع جهات منتجة أخرى، وكأن (الأسدي) هو المخرج المسرحي الوحيد الذي يجد متعة في تمارينه لأية مسرحية يخرجها.
المخرج المتمكن والمبتكر لا بد أن يجد مثل تلك المتعة خلال التمارين وذلك لأن المتعة تلك تأتي من الاكتشاف حيث أن مرحلة التمارين هي فرصة لأكتشاف أسرار النص المسرحي سواء في مجال (الظروف المعطاة) أو في مجال (الفعل الدرامي) أم مجال العثور على (ثيمة) المسرحية أم في مجال الوصول إلى أبعاد الشخصيات الدرامية وعلاقاتها ودوافعها وأهدافها.
قد تأتي متعة (البروفة) من تحليل النص المسرحي بعد تفكيكه وإعادة بنائه ويسري التحليل في مناطق مختلفة وأبرزها تحليل معاني كلمات النص الظاهرية والخفية، وتحليل أنغام تلك الكلمات حيث أن للانغام تأثيرها في ابراز معانيها، وتحليل ايقاع الجمل حيث للايقاع تأثيره أيضاً في إبراز المعاني وايصال المشاعر.
وتتأتى متعة (البروفة) من اكتشاف كل ما يفيد في ايصال رؤية المخرج الى المتفرج وأكتشاف كل ما يثير اهتمام المتفرج وكل ما يثير دهشته وبالتالي متعته وهنا لا تقتصر متعة (البروفة) على المخرج وإنما على الممثلين وعلى الفنيين العاملين في المسرحية ومن ثم على متلقي تلك المسرحية. إذن تتمثل متعة (البروفة) في الاكتشاف والمخرج الذي لا يعمل وفق مبدأ الاكتشاف لا يمكن أن يكون ناجحاً.
ولا تقتصر متعة البروفة على الاكتشاف فقط وإنما تتماداها الى ايجاد البدائل ولإيجاد البدائل علاقة بالاكتشاف وليس هناك من مخرج مبتكر لا يبحث عن البدائل والمخرج الذي يكتفي بما هو جاهز إنما هو نفير أو قاصر.
وتتأتى متعة البروفة أيضاً عندما يجلس المخرج في أحد مقاعد المتفرجين وينظر إلى عمله عن بعد وبذلك يحقق ما سمي (المسافة الجمالية) حيث لا يستطيع المخرج المنغمس في عمله أن يكتشف عيوباً أو نواقص هذا العمل ولا يكتشف مدى تأثيره في المتفرج. ومن العيوب أو النواقص عدم تحقيق الايقاع المناسب لكل مشهد من مشاهد المسرحية، والايقاع المناسب للعرض المسرحي ككل.
من حق (جواد الاسدي) أن يتغنى ببروفاته لأنها تجلب له المتعة – متعة الاكتشاف وايجاد البدائل ومن حقه أن يؤلف أكثر من كتاب بهذا الخصوص لأنه أراد أن يثبت القيمة الحقيقية لتمارين المسرحية وفوائدها لكي يعطي دروساً لأولئك المخرجين الذين لا يعطون للبروفة الاهمية نفسها التي يعطيها هو لها، أو لأولئك المخرجين الذين يستسهلون العمل بالبروفة ولا يعطوه الوقت المناسب فالذي يستسهل والذي يستعجل الأمور لا يمكن أن يعتبر مخرجاً بالمعنى الحقيقي لمهمته. وبلا شك في أن (جواد الأسدي) تعلم أهمية البروفة ومتعتها من المخرجين الأساتذة الذين عمل معهم سواء خلال دراسته في بلغاريا أو خلال عمله في فرقة المسرح الفني الحديث في مسرح بغداد. وبدون بروفة طويلة الأمد متجمعة في التحليل والمتطلعة الى الاكتشاف لا يمكن أن ينتج عنها مسرحية ناجحة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !


المزيد.....




- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا مسرحية بدون (بروفة)