أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والدراما الوثائقية














المزيد.....

المسرح والدراما الوثائقية


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


المسرحيات المكتوبة والمقتبسة وحتى المرتجلة مباشرة عن مصادر وثائقية أصبحت أحد ملامح الثقافات المسرحية العديدة خلال القرن العشرين. طّور الفيلم والراديو والتلفزيون بالأخص صيغاً وثائقية للدراما تتعامل بشكل متخصص بالقضايا المعاصرة. وتتضمن الوثائق المستخدمة في تلك المسرحيات التقارير الرسمية ووثائق المحاكمات ومقالات الصحف وأشرطة الأخبار السينمائية ومع أن العديد من الدرامات عبر التاريخ اعتمدت على الحقائق ، فأن المسرحيات الوثائقية أقرب كثيراً إلى المواد المصدرية وفي بعض الأحيان تتناول الوثائق نفسها مباشرة في عرض المسرحية وينبع ما هو وثائقي من الأيمان بالحقائق التي هي ميراث موضوعية القرن التاسع عشر. وأصبحت الوثائق موضع اعتبار كمصادر لا اشكالية معها عن الحقائق والمعلومات، وأصبحت المعلومة نفسها جزءاً من سيطرة السلطة الحكومية وأنظمة الأمم الصناعية. . وقد أضافت الكاميرا إمكانية واضحة لتسجيل الواقع الخارجي وأضافت عنصراً مهماً وانتجت ظهور الفيلم الوثائقي والتصوير الفوتوغرافي للوثائق ابتداءً من ثلاثينيات القرن الماضي.

وظّف (قسم التحريض والدعاية) في الاتحاد السوفيتي السابق فرق الفانيلات الزرقاء المسرحية في العشرينيات لتقديم مسليات جوالة سريعة الحركة ومنها (الجريدة الحيّة) ، وكانت تخطيطاتها الأولية تقدم الحقائق والمعلومات حول تقدم الثورة فكانت أول دراما وثائقية ، وقد انتشرت تلك الطريقة عندما تداولتها المجموعات الشيوعية والمؤيدة لها في أوروبا في العشرينيات والثلاثينيات. وأقام (مشروع المسرح الفدرالي) في اميركا (وحدة الجريدة الحيّة) وكانت مسرحياتها تخضع لبحوث وانتاج عمال مسرح وصحفيين غير موظفين. وتضمنت التحليلات المثيرة عن الكساد العظيم العروض المسرحية عن الزراعة وعن الإسكان (مسرحية بعنوان – ثلث الأمة عام 1938) وتطورت الدراما الوثائقية من خلال تجارب قام بها مبتكرون مسرحيون أمثال (ميرهولد) و(بيسكاتور) ، وللعلم فأن (بريخت) لم يستخدم إلا نادراً مادة فعلية بصورة مباشرة إذ أن استخدامه للفيلم السينمائي والشرائح والشعارات قد طورت الطرق التي يمكن بواسطتها استخدام الوثائق في العرض المسرحي. وكانت الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة قد أوقفت تقاليد المسرح السياسي الوثائقي.

عندما جاءت المرحلة الجديدة لتصعيد الوعي السياسي وخصوصاً ما حصل بعد انتفاضة الطلبة عام 1968) قد أحيّت تلك الصبغة، ففي برلين الغربية قام (بيسكاتور) بانتاج سلسلة من الانتاجات الوثائقية بما فيها مسرحيات حول (الهولوكوست) وكتب (بيتر فايس) مسرحية بعنوان (التحري) 1965 ، وفي بريطانيا انتجت (ورشة المسرح) مسرحية (أوه ، يا لها من حرب مجنونة) 1963 وهي مسرحية ملحمية تتعرض الى الحرب العالمية وقدمت نموذجاً لمسرح سياسي جديد . قامت (فرقة ماكغارث) وابتدأت بظهور ما سمي (مسرح الحقيقة) ومنها مسرحية (بيتر بروك) المعنونة (ٍUS) عام 1966 حول حرب فيتنام ومسرحية (نيت روك) للاميركية (ميغان تيري) عن تلك الحرب أيضاً وكذلك مسرحية (بيتر فايس) (فيت نام) ومسرحية (مينوشكين) المعنونة (الملاءة القتالة) 1971 ، وما زالت الصيغ الوثائقية مستعملة في البلاد المتطورة وخارجها وذلك كجزء من المعارضة السياسية ومنها على سبيل المثال مسرحية (بوال) المعنوّنة (الحلبة) ومسرحيته المعنونة (المنبر).

وأصبحت الدراما الوثائقية صيغة تلفزيونية مهمة وهي تختلف عن الدراما الوثائقية المسرحية حيث أن الواقع الاجتماعي المعاصر يتم تصويره عادة بدراسات للحالة الفردية بالاسلوب الايهامي الطبيعي السينمائي . ومثل تلك البرامج سببت اختلافات في الرأي وحفلت بأمثلة كانت قد صعدت الوعي العام بالقضايا الاجتماعية والسياسية في بريطانيا واميركا) ومنها برنامج (أغنية بريان) عام 1971 التي تناولت قضايا الصحة والإسكان بشكل معتبر.

ولا يفوتنا تحديد (بيتر فايس) للمسرح الوثائقي كما هي مهماته في أدناه:

1- يعتمد على التقارير الفعلية لا على ما هو مخترع.

2- موضوعاته اجتماعية أو سياسية.

3- لا يعتمد على التقارير الصحفية لاحتمال لجوئها الى تصريحات الجهات الرسمية.

4- يطرح الحقائق لغرض تقييمها ويتخذ موقف الإدانة.

5- لا يستخدم الشخوص البيئية وأجواءها بل المجموعات وظروفها.

6- يهزأ من بعض الشخوص بصورة كاريكاتيرية.

7- يستخدم وسائط متنوعة مثل الأغاني والجوقة والتمثيل الصامت والاقنعة والمؤثرات الصوتية.

8- لكي يكون فاعلاً ومؤشراً يجب أن يخرج من بنايات المسرح التقليدية ويذهب إلى المصانع والمدارس والملاعب والشوارع.

9- يقف بالضد من الأفكار العبثية.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - المسرح والدراما الوثائقية