أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما














المزيد.....

مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


في محاضرة للدكتور حسين علي هارف في اتحاد الأدباء العراقيين، تطرق المحاضر الى الفرق بين المسرحة الشعرية ومسرحة القصيدة، وضرب مثلاً عن مسرحة القصيدة في عرضين مسرحيين أعدهما (احسان التلال) عن قصائد للشاعر (عدنان الصائغ) وأخرجهما (غانم حميد) أواخر التسعينيات من القرن الماضي، بعنوان (هذيانات) ثم أشارت إشارات مختزلة وسريعة الى محاولات (قاسم محمد) أواخر السبعينيات وخصوصاً مع اشعار الشعراء الفلسطينيين عن المقاومة ومنهم (سميح القاسم) و(محمود درويش). وكان المفروض بالمحاضر وهو تدريسي وباحث أن يشير الى مقالتي المفصّلة عن الموضوع والتي نشرت في مجلة للشعراء الشباب عام 2013 وتطرقت فيها الى علاقة الشعر بالدراما وبالمسرح .
بالأصل اعتمدت كتابة الدراما على الشعر أيام الأغريق القدماء قبل خمسمائة سنة قبل الميلاد على يد (اسخيلوس وسوفوكليس دبوربرديس وارستوفانيس) وغيرهم واستمر الاعتماد على الاسلوب الشعري لقرون عديدة إلى أن ظهرت الواقعية، حيث اصبح لزاماً على مؤلف الدراما أن يكتب بالنثر محاكاة للكلام في الحياة اليومية ليكون أكثر اقناعاً للمتفرجين في المسرح. وعاد الشعر اسلوباً لكتابة الدراما عندما ظهرت الدراما الرمزية.
راح كتذاب الدراما العرب يحذون حذو من سبقهم في هذا المضمار من كتّاب اوروبا، فكتبوا مسرحيات بالنثر وأخرى بالشعر، ولعل أشهر من كتب مسرحياته شعراً (عبد الرحمن الشرقاوي) و(نجيب سرمد) من مصر و(الشواف) و(محمد علي الخفاجي) من العراق، ويجب أن لا ننسى تلك المسرحية الشعرية الملحمية التي كتبها الشاعر الفلسطيني (ثورة الزنج) وكانت تتنبأ بما سيحدث للأرض الفلسطينية واستلابها من قبل الصهاينة.
تقدم الدراما الشعرية عناصر الدراما (الشخصية والفعل والفكر) اختزالاً لطروحات (أرسطو) وتدخل (اللغة – الحوار) ضمن عنصر الفعل وعنصر الفكر، حيث انها المحركة للفعل ورد الفعل والمعبرة عنها وهي التي توصل الفكر الى الجمهور.
أما القصيدة الشعرية فتعتمد بالدرجة الرئيسة على السرد والوصف والبوح والتعبير عن دواخل الشاعر، وبهذه الصفات ربما تقترب القصيدة أحياناً من (المونودراما) أي دراما الشخصية الواحدة، ومن هنا دخل اولئك الذين حاولوا مسرحة القصيدة. وفي (المونودراما) تعبر الشخصية عن معاناتها في الحياة وعن ارهاصاتها وذكرياتها سواء بالسرد أم بالمناجاة (مونولوغ) أم بالاستذكار أو الاسترجاع، وقد ينبع الفعل الدرامي من تلك الاستذكارات، وافضل مثال لذلك ما جاء في قصيدة الشاعر (الكمالي) المعنونة (هموم مردان وحبيبته الفارعة).
لمروان (هو الشاعر نفسه) في هذه القصيدة هدف يبغي الوصول إليه وهنا يكمن (الفعل الدرامي) وهناك ايضاً (رد فعل) من خصوم (مروان) من هنا يحدث (الصراع) وهو جوهر الدراما. وعليه فإن هذه القصيدة تصلح لأن تتحول الى دراما ويسري عليها مصطلح (مسرحة القصيدة) بينما هناك قصائد كثيرة قد لا تصلح لأن تتحول الى دراما، ومنها على سبيل المثال قصيدة الشاعر (فوزي كريم) التي ينعي فيها الكاتب (نجيب الصائغ).
وتتولى الصور التي يرسمها الشاعر بكلماته وهي مجرد صور لا فعل فيها.
يمكن أن تُرسم ابيات هذه القصيدة كصور ملونة، ولكن لا يمكن أبداً أن تاخذ صيغة درامية مليئة بالفعل والصراع، ولا أدري ما الذي يدعونا لمسرحة القصيدة، وهناك لدينا الكثير من المسرحيات الشعرية؟!



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما