أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما














المزيد.....

تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


يضع (أرسطو) الشخصية في المرتبة الثانية عند تحديده لمكونات التراجيديا ويبدو لي أن الافضل وضعها في المرتبة الاولى بعد الحبكة لأعتقادي أن الشخصية هي التي تكوّن حبكة المسرحية بأفعالها.
وفي السرديات عموماً فإن الشخصية هي شخص موصوف ضمن قصة سواء عن طريق الوصف أو بواسطة الكلام المباشر، وفي الدراما يُشير مصطلح (الشخصية) إلى الشخوص التي يمثلها الممثلون,
وفي كلتا الحالتين ليس ضرورياً أن تكون الشخصيات كائنات بشرية بل يمكن أن تكون وسائط حساسة كالآلهة والحيوانات ومخلوقات غريبة وحتى نباتات حية أو حتى مواد منزلية، وفي العديد من المسرحيات الحديثة كمسرحيات تشيكوف فأن الشخصية أكثر أهمية من الحبكة، ومع إن الشخصية مصطلح شمولي فأن معناها يتغيّرَ عبر الزمن وبقي محتواها ملتبساً.
نفهم الشخصية الدرامية كتمثيل لشخص مفرد سواء كان حقيقياً أم مُتخيلاً... ولكل شخصية سيرة وخصائص ذاتية.. جسمانية وسلوكية ولكل شخصية رغبات وأهداف ومعتقدات، قد لا يحددها النص المسرحي بالكامل وقد يجسدها الممثل بأدائه.
وإذا كان كل من اسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيديس قد كتبوا مسرحيات عن (الكترا) فأنهم أبدعوا ثلاث شخصيات مميزة. ونذكر بأن أية ممثلة تمثل شخصية تلك المرأة ستعطي لها خصائص مختلفة عن تلك التي تعطيها ممثلة أخرى.
وعندما مثلت أنا شخصية (الملك لير) أعطيته خصائص مختلفة عن الخصائص التي اعطاها الممثل المصري (يحيى الفخراني).
أصبح محتوى مصطلح (الشخصية) أكثر وضوحاً في نهاية القرن التاسع عشر عندما ابتدع مؤلفو المسرحيات المُحدثين مثل (أبسن) و(سترندبرغ) و(تشيكوف) شخصيات درامية لها خصائص مميزة ذات دوافع مركبة ومعقدة لها خلفياتها النفسانية المتطورة.
أكدت طريقة ستانسلافسكي على ذلك المحتوى وذلك بدعوة الممثلين إلى ان يبحثوا عن الظروف المعطاة التي تمر بها الشخصيات. وتعرضت تلك النظرة عن الشخصية خلال القرن العشرين إلى هجمات النقّاد الجدد بدعوى أنه لا وجود للشخصيات خارج نطاق النص المسرحي، وبرأيّ النقاد الماركسيين (الشخصيات تتحدد وفق الظروف الاجتماعية الاقتصادية أكثر من الدوافع النفسانية).
ويعتقد المنظرون ما بعد البنيويين (بأن الخصائص الذاتية لم تظهر في المراحل السابقة من تاريخ المسرح)
هنالك وجهة نظر أخرى حول استيعاب الشخصية كونها نوعية أكثر من أن تكون ذاتية، فالشخصيات ليسوا مايكونون بل ما يمتلكون من خصائص. على سبيل المثال فقط يتصف الشخص بالشجاعة أو بالخيانة أو بالخسة والدناءة، تبنت المسرحيات الأخلاقية في القرون الوسطى وبشكل واضح المحتوى النوعي ولم يكن فيها معلومات عن الفردية بل اعتمدت على الاسماء المجردة مثل (كل انسان) و (النائب).
وبالمثل فأن التقاليد المسرحية تُعّرف عدداً محدوداً من انواع الشخصيات المتكررة، فالمسرحيات الكوميدية الاغريقية قدمت مجموعة من الشخصيات التقليدية مثل (الخادم المراوغ) و(المتحذلق الغبي) و(الجندي المتفاخر)، وهذا ما حصل في مسرحيات فرق الكوميديا دي لارتا في ايطاليا فهنالك (الأرلكينو) و(البانثالون) و(الرونورا)و(الكابيتانو) والمعروف أن هنالك ممثلين متخصصين بتمثيل تلك الشخصيات وإنتقلت الشخصيات النوعية إلى القرن العشرين.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما