أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الطقس والمسرح 2














المزيد.....

الطقس والمسرح 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


ويصر بعض المنظّرين في فن التمثيل على أن المسرح كما هو الطقس، يمكن أن يحوّل التجربة وبالتالي يحوّل الواقع. ومثل هذا الافتراض كان حاضراً من بداية التنظير للدراما، أي منذ أدعاء (أرسطو) بأن التطهير هو المركز المهم للتراجيديا. وهناك مثال آخر نجده في الكتابات الألمانية الكلاسيكية ما بعد كتابات (شيللر) تلك التي أكدت القوة الأبتكارية للمحاكاة.
النظريات الحالية عن الطقس مثل مقاربة (همفري وليدلاو) في كتابها المعنون (النموذج الأصلي لأفعال الطقس) عام 1994 تستلزم أو تصر على أن الفعل الطقسي يبقى لا معنى له طالما أن مقاصد الممثل والمتفرج غير معروفة: والمعروف هو التزامهما بالطقس وأداءهما للفعل وتأييدهما لاشتراطاته التقليدية ومع ذلك فأن التسمية المشتركة موجودة في جميع النقاشات حول المسرح والطقس وأن فعالية أي فعل أدائي تعتمد على قوة تأثيره على المتلقي، وهذا يدعو للتساؤل عن المفاهيم المؤطرة التي تميز بين المسرح والطقس. وقد افترض (ششنر) وهو من أبرز المنظرين للأداء، حدوث التوقعات وإزالة حواجز الواقع والتجربة، مشيراً إلى إمكانية حدوث تغيّر في الواقع المعيشي من المسرح وفي الطقس. تعشقت الاراء حول المسرحية الطقسية مع المقاربات الأولى للطليعيين بما يخص التمثيل وبالذات ما اقترحه (أرتو) في كتابه (المسرح وقرينه) عام 1938 مع دعوته إلى إعادة تفعيل الممارسة المسرحية بواسطة (السحر الطقسي) ذلك الذي كان له تأثيره الهام في مطبقين أمثال (غروتوفسكي).
يتربط الفعل الادائي وبواسطة تحويله للمؤدين ولسياق الوظائف الاجتماعية، ويدمج عوالم المسرح بعوالم الطقس بقدر ما يفصلهما ويميز هذا عن ذاك. وإذا حدث التحوّل نتيجة الأداء الفعلي فلا يمكن التنبؤ به. في الأداء في المسرح وفي الطقس هناك محاذير بالنسبة للمؤدي صاحب القدرة على ابتداع الالوهيات والشخصيات الخيالية كالموتى أو أشباحهم ويمكن الحكم عليها وفقاً لمعيار معلوم بالنسبة لجمهور متكيف ثقافياً. وقد تكون نتيجة الطقس العلاجي شفاء الشخص المريض ولكن قد يفشل في ذلك وهذا لا يقلل من نسبة نجاح الطقس.
على وفق ما ذكره (بروس كابفرر) في كتابه (عيد السحرة) عام 1997 فأن أحد المحققين لهوية الفعل الطقسي بشكل خاص هو تشكيل العالم الفعلي والواقع غير المحتمل والمعاكس لما هو فعلي. إذا كان الأمر كذلك فأن كلا العرضين الطقسي والمسرحي يمثلان وقائع تخصهما ويشكلانه وهي عوالم متخيلة تنشأ وفقاً لمنطقهما. وتصبح الوقائع الفعلية أو المتخيلة حقيقية وتحويلية للحياة الفعلية ما يؤدي جسدياً حتى لو كان الجسد قد تدرب بوسوسة وفقاً للافكار المتنوعة كونياً. بواسطة الاداء فان الطقس والمسرح يخلقان ويشكلان عالماً لا يمثل الواقع المعيشي والنموذج المثالي له بل واقعاً منفصلاً عنهما.
ان ابتداع ما سماه (تيرنر) مكاناً وزماناً عند البداية يمكنان المسرح والطقس تحويلاً متوقعاً أو مطلوباً للواقع وتعتمد فعلية الحدث المؤدي على الطبيعة الغامضة لبدايته وعلى حافة الواقع مما يمكنه لأن يصبح صيغاً جديدة مبتدعة و متشكلة للتلقي والأدراك. وما هو غامض في ما هو أدائي يجعله خطراً بالنسبة للقوى المتأسسة الدينية والدنيوية وتجعل من (اللعب) مسألة حياة أو موت. ولكن يجب أن لا ننسى بأن الفعلية لا تحدث في المكان والزمان المحددين للطقس والمسرح وعالمهما الذي يخلقانه والذي يجب أن يتغذى من واقع محتمل للعالم الفعلي.
ونحن نمارس العالم الفعلي كمصدر لأداء فعلي مع خطورة إفساد ما هو أدائي.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الطقس والمسرح 2