أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الطقس والمسرح














المزيد.....

الطقس والمسرح


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


منذ ثمانينيات القرن العشرين أظهر، التعاون بين ضوابط الأنثروبولوجيا وتركيزها على تسجيلاتها الطباعية للأعراق البشرية وطقوسها والدراسات المسرحية واهتماماتها النظرية بالأداء، وصعوبة فصل أساليب الطقس عن الأداء المسرحي. حاولت دراسات صقل الأداء، بوجه خاص، أن تؤسس إطاراً نظرياً لتأثير الطقس في المنظور الهجيني وفي ذات الوقت اعتباره رجع الصدى الواسع للانتاجات المسرحية وشبيهاتها. ويرجع هذا التطور إلى العمل المنضبط ذاتياً لاثنين من المفكرين: الأول، عالم الأنثروبولوجيا (فيكتور تيرنر) الذي وظّف مفاهيم الدراما في العمليات الطقسية التي تستذكر وتجدد أو تعالج بنى وأزمات الواقع الاجتماعي، والثاني، هو الناقد والمخرج المسرحي (ريجارد ششنر) الذي استكشف ووحد الطقوس غير الأوروبية والتطبيقات المسرحية في عمله التطبيقي والنظري. كانت مساهمات الاثنين تستدعي التنظير لأصول المسرح من قبل أساتذة معهد"كمبردج"للانثروبولوجيا (جين هاريسون وغيلبرت موراي وفرانسيس كورنفورد) الذين أفترضوا أن التراجيديا قد أشتقت من تقديم القرابين للاغريق القدماء، والكوميديا من المسرح الديونيسي الصاخب والمسماة (الفاليفوريا). وتؤكد طريقتهما في البحث عن السلالة في علم الوراثة بأن المسرح قد أقتبس الكثير من الحقل الديني التقديسي وحدّيثه وهو ما كان مؤثراً بقوة في القرن العشرين، وأدى إلى معارضة من خلال المقارنة الأكثر عمومية بين المسرح والطقس حيث ينكشف الفعل الاجتماعي الذي يتشكل كعنصر شكلي أدائي واضح للعيان وفقاً لفكرة (بريخت) عن (مسرح الحياة اليومية) والتي توسعت في نظرية (ايرفنغ كوفمان) الاجتماعية، بيد أن التشابه بين الطقس والمسرح لا يكمن فقط بالجوانب الشكلية إذ اقترحت جميع النظريات الانثروبولوجية بأن الطقس يحمل صفة التأثير الاتصالي الرمزي. وعلى وفق هذه النظرية فإن العمليات الأدائية ليست من سمات التقليد والاستنساخ والتكرار فقط بل قوة تشكيل وإعادة تشكيل الواقع. وبالاستعارة من (نظريات الكلام) لأوستن وسيريل فقد أدعى بعض المعلقين بأن ما هو أدائي يمكن أن يكون قوة مؤثرة تشكل الواقع وتغيره. ويسري هذا الرأي على الطقس والمسرح. تقليدياً يفترض بالعروض المسرحية أن تعمل ضمن الإطار المفاهيمي للتظاهر أي الواقع المفترض (كما لو إنه واقع).
بينما يشتغل الطقس بطريقة لها تأثيرها الفعلي في الواقع المعيشي. وطالما أن الطقس والمسرح يخضعان للتمرين يكون التمييز بين العروض المسرحية والأفعال الطقسية اعتباطياً ومع هذا هناك اختلافات مهمة بينهما. وعلى سبيل المثال فأن التغيّر في التلقي يعتمد المقاصد والتوقعات التي يقترب منها العرض: ففي المسرح يتوقع الممثل والمتفرج أن يخلقا ويحصلا على التسلية من الحدث وحسب وعندها لا تكون النتائج الروحية نفسها كما في الاحتفال الطقسي حيث يتوقع كل من القس والمصلي التحوّل والأنغماس وحتى هذا بقيّ موضع خلاف ونقاش.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الطقس والمسرح