أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!














المزيد.....

ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


ما يقدمه المسرحيون العراقيون الشباب هذه الأيام ومن خلال متابعتي لأعمالهم خرجت بملاحظات تدعو للتأمل والنقاش. وأولى هذه الملاحظات، أنهم تعلموا من ما يشاهدونه في (الانترنيت) من العروض الأجنبية اكثر مما تعلموه من الذين علموهم في معاهد وكليات الفنون الجميلة وأقسامها المسرحية من نظريات وتقنيات، والدليل على ذلك، أن ما يقدمونه من اعمال مسرحية لا مرجعية عراقية لها، بل إنهم لا يريدون أن يعترفوا بالإبداعات المسرحية العراقية التي قدمها روّاد الفن المسرحي ومن بعدهم، اولئك الذين تتلمذوا على أيدي أساتذة مثل (حقي الشبلي) و(جعفر السعدي) و(إبراهيم جلال) و(جاسم العبودي) و(بدري حسون فريد) وآخرين. الملاحظة الثانية، كما يبدو لي من سلوك عدد من المسرحيين الشباب، أنهم يعتبرون أن الأجيال المسرحية السابقة قد عافها الزمن واصبحت أعمالهم من الماضي. وأن الحاضر يطلب التجديد ويرفض التقاليد، وكأنهم لا يعرفون أن المسرحيين في العالم المتحضر والمتقدم ما زال يعتزّ بالموروث المسرحي، ومازال وسيبقى يقدم مسرحيات كتبها مؤلفون من القرون الماضية امثال (سوفركل) و(كورني) و(هوغو) و(شيللر) و(هوبتمان) و(اسبن) و(سترندبرغ) و(جيكوف) و(غوركي) و(تورجنين) و(تولستوي) و(بيرانديللو) و(لوركا) و(موليير) و(غوتزي) و(ميلمر) و(اونيل) و(وليامز)، وأن أعمال شكسبير الخالدة لا تغيب يوماً عن مسارح العالم.ثالث الملاحظات، هي أن اغلب المخرجين الشباب التزموا بنوع واحد من العروض المسرحية، تلك التي تعتمد على الحركة وفيزياء الجسد. والتي سموها (دراما الجسد) مرة و(الرقص الدرامي) مرة أخرى و(الدراما الراقصة) مرة ثالثة. وهي عروض خليط من رقص الباليه والتمثيل الصامت (المايم mime) والرقص التعبيري والحركات الاكروباتيكية والسويدية، وكان الفن المسرحي المعاصر أو الجديد يتمثل بتلك العروض، ولا يدرون بأنها في عالم المسرح لا تشكل إلا الهامش، حيث ما زال الفن المسرحي العريق يعتمد على الكلمة وعلى النصّ المسرحي الذي يكتبه فطاحل الكتّاب ويخرجه فطاحل المخرجين في العالم امثال (بيتربروك) و(بيتر هول) و(لوبيموف) و( بينه بيسون) و (روبرتو جولي) و(ريجارد ششنر) و(ابرايان ينولشكين) وعشرات غيرهم. وأنهم إن استعانوا بمصمم الرقص (كوريوغرافر) فإنما لأن المسرحية الناطقة تقتضي وجوده.الملاحظة الرابعة، كما تبدو لي هي أن معظم المسرحيين الشباب لا يقتربون من نصوص المؤلفين الأجانب العظام ولا من نصوص المؤلفين المسرحيين العراقيين المقتدرين لكونها تصعب على التحليل وعلى التفسير وتحتاج لإنضاجها وتقديمها على خشبة المسرح وقتاً طويلاً وجهداً مضاعفاً، في حين أن الدراما الراقصة كما اعتقد، لا تأخذ في تمارينها إلا الوقت القصير والجهد القليل، واكبر دليل على ذلك، إن احدى المجموعات المسرحية الشبابية، كانت تروم المشاركة في مهرجان مسرحي في احدى البلدات العربية، ولاعتذار احدى الممثلات عن تلك المشاركة، مما دعا المخرج الى أن يستعين بممثلة من تلك البلدة لتحل محلها، وان تتهيأ للعرض خلال يوم واحد أو يومين، فتأملوا!؟ الملاحظة الخامسة، هي استخدام البعض من المخرجين الجدد تقنية الصور المنعكسة على الشاشة لترافق العرض المنطوق أو العرض الصامت ويسمون ذلك (الداتاشو) Data show واعتقد انهم لا يعرفون معناها، ولا يعرفون وظيفتها وضرورة استخدامها. هذا اضافة الى استخدامهم غير المبرر والمكرر للدخان الاصطناعي بمناسبة وبغير مناسبة. ومع كل ذلك، فلا أريد أن أبخس حق البعض من المسرحيين الشباب، ومن إبداعهم ومن قوة مخيلتهم، فهناك التماعات تظهر بين الحين والآخر، وسيأتي اليوم الذي يدركون فيه أن الرجوع الى النصوص المسرحية الرصينة افضل لإنعاش مخيلتهم بدلاً من تمسكهم بنوع معين من العروض المسرحية التي تشوبها الاستنساخ والتكرار، وفي التكرار جمود وموت حتمي، كمل فعلت فرق (الكوميديا دي لارتا) في ايطاليا بعد أن استنفدت الموضوعات الحياتية المرتجلة وشخصياتها النمطية، فلجأت الى كتاب المسرحية لتزويدها بنصوصهم وكان (كارلو كوتزي) هو أول اولئك الكتاب بمسرحيته الشهيرة (تورا ندوت).



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي
- لا مسرحية بدون (بروفة)
- عبد المطلب السنيد يودع غربته الثانية
- بأي شيء (ماكو مثلنا) ؟
- مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2
- الثرثرة ضد الإبداع !


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!