أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟














المزيد.....

ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


المسرح البورجوازي ظاهرة ثقافية برزت خلال قيام البورجوازية الأوربية في القرن الثامن عشر، وعلى وفق اللغة الماركسية تدل (البورجوازية) على المالكين الشرعيين وعلى المدراء والمتحكمين في الدولة من التجار والصناعيين والرأسماليين والذين يحلون محل الارستقراطيين كطبقة في التحكم بوسائل الانتاج، على اية حال فإن المسرح البورجوازي استمر في جذب اعداد كثيرة من المجموعات الاجتماعية وخصوصاً الطبقة المتوسطة بأنواعها، سواء كانوا حرفيين أم كهنوتيين أم تقنيين أم خدميين. ومن خلال تأكيده على الحرية والديموقراطية يتحدى المسرح البورجوازي تدميرياً النظام المطلق للارستقراطية. وبالضد من الكلاسيكية الجديدة الفرنسية لكورنيه وراسين وتأكيدهما على الحبكة والوحدات الثلاث والمواقف التراجيدية وقضايا الشخصيات الملكية، فتؤكد الدراما البورجوازية التشخيص وخصوصاً (البروتاغونست) اللا ارستقراطيين وكشف ما هو فاضل من السلوك المدني ومعالجة قضايا خاصة بطريقة تجلب التعاطف وإثارة العواطف والتحرك باتجاه الايهامية الواقعية وبواسطة استخدام النثر بدلاً من الشعر في عام 1737 دعا (ديدرو) وهو الناطق بأسم الدراما الجديدة، إلى ايجاد جنس درامي يحتضن الكوميديا الجادة وشمول خصال وواجبات الإنسان والتراجيديا البورجوازية التي تعاملت مع المصائب العائلية. وكانت من مصادر الهاماته مسرحية (تاجر لندن) لليلو عام 1731 وبحكايتها عن رجل أعمال شاب يسرق من أجل الحصول على صداقة مومس ويحكم عليه أخيراً بالإعدام . بارتباطه مع ما يحرك العواطف يتقبل المسرح البورجوازي التعبير عن الذات والحساسية كمصدر للحقيقة، ويكشف ترويجه للتعاطف ما هو مشترك لدى البشرية بغض النظر عن المرتبة وتتكشف طرق تعزيز الاشباع العاطفي للشخصية لدى المشاهد، حيث يتم ابعاد المتفرجين من الطبقة العليا عن المسرح وتقوية ابهامات وجود الجدار الرابع وإطفاء أضواء العالم والتركيز على المسرح المغلق واضاءته الموجهة على الممثلين وجميع الطرق التي تدعو الى التحول من التمسرح الى العرض الواقعي – كما اعتمده (غاريث) مبكراً يمكن تفسيره كونه تراجعاً من عالم المجموعة إلى عالم خاص كما لو كان تدويناً لشفرات البورجوازية ومجاملتها. وهناك كشف آخر لتلك الشفرات وجدت في دور المسارح في القرن التاسع عشر وفي حالة جلوس المتفرجين بالذات في مقاعد المقدمة وكذلك الديكور الباذخ يؤكد هدوء وانضباطية المتفرجين، خلال القرن التاسع عشر أصبح المسح البورجوازي تدريجياً قوة محافظة وحيثما جذبت (الميلودراما) عدداً كبيراً من جمهور البروليتاريا تم التحكم بجمهور المسرح من قبل ملتزمي المسرح البورجوازي . حدد الكثير من الطليعيين المرتبطين سياسياً في القرن العشرين، عملهم بالضد من المسرح البورجوازي حيث رفض الرمزيون والتعبيريون التضمينات الموضوعية للواقعية لصالح التلخيصات الذاتية، فمسرح القسوة ثار ضد الجسد المنضبط للممثل والمتفرج المتمدن، وعارضت تشكيلات الجناح اليساري، مثل المسرح التحريضي، البنى المكيّفة سلعياً والكهنوتية للمؤسسات التجارية. وعلى أية حال، فإن القليل من تلك المشاريع نأت بنفسها عن تأثيرات المسرح البورجوازي بقواه الرأسمالية. وكان اخراج مسرح بريخت وبيسكاتور الملحمي المضاد للمسرح البورجوازي حالة من تلك الحالات، حيث أن المسرح الغربي قد اتصف بالانتقائية من ناحيتي الشكل والمحتوى، فإن عنوان المسرح البورجوازي يشير أكثر إلى الأحداث المسرحية التي تهيمن عليها اساليب الرأسمالية والعلاقة بالانتاج وليس بنوع معين من انواع الدراما وعروضها، ومن الناحية الوصفية التي تدل على المؤسسات الثقافية المملوكة للبورجوازيين أو التي يتحكم بها البورجوازيون وأولئك الذين يتبنون شفراتها وقيمها فإن (المسرح البورجوازي) مصطلح يمكن أن يسري على اغلبية الأحداث المسرحية في المجتمعات الرأسمالية هذه الأيام.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الكاباريه السياسي
- العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
- مرة أخرى ماذا يعني (المسرح الشعبي) ؟
- مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما
- ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية
- المؤتمر المسرحي في البصرة
- مسرح الشتات
- التصفيق في المسرح !
- جمهور المسرح ونظرية التلقي


المزيد.....




- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟