أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ممثل الكوميديا بين الذات والموضوع














المزيد.....

ممثل الكوميديا بين الذات والموضوع


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


الممثل في المسرح وفي السينما وفي التلفزيون يحمل صفة الأزدواجية المتمثلة بأدائه، فهو نفسه الأداة التي يعبّر بها عن صفات الشخصية التي يمثلها، وهو أيضاً مادة التعبير عن تلك الصفات وبهذا يختلف عن الفنانين الآخرين – الرسام والنحات والموسيقي الذين تنتقل أداتهم عن مادتهم الفنية، فالرسام له الألوان وله الفرشاة وهو له اللوحة التي يرسم عليها الصورة التي يختارها، والنحّات له الطين والحجر والنحاس وغيرها وله الأزميل الذي ينحت به منحوتته، والموسيقي له الآلة التي يعزف عليها والمعزوفة التي يؤديها أو يؤلفها، ويمكن القول أن الراقص والمغني مثل الممثل يحملان صفة الأزدواجية. للممثل ثلاث مهام رئيسة في العمل المسرحي أو التلفزيوني أو السينمائي: الأولى، هي محاكاة الهيئة الخارجية للشخصية التي يمثلها وتشمل هذه الهيئة جميع الصفات الجسمانية والصوتية والسلوكية. الثانية، هي محاكاة الحياة الداخلية للشخصية، ويقصد بذلك تبني غرائز واحاسيس ومشاعر وانفعالات تلك الشخصية. الثالثة، هي ايصال أفكار ورؤى المؤلف أو المخرج الى المتفرج. والممثل الكوميدي يهتم في الغالب بالمهمة الأولى أكثر من المهمتين الثانية والثالثة، وما يهمه بالدرجة الأولى هو اضحاك المتفرج بما يفعله من تغييرات جسمانية وصوتية وما يستخدمه من تقنيات لذلك الغرض، وعليه فهو يقدم ذاته على موضوعة المسرحية أو بالأصح فإنه يستخدم ذاته لتأكيد موضوعة المسرحية. إذا كان الممثل بصورة عامة يتحمل مثل هذه الأزدواجية – ذاته وموضوعة العمل فإن الممثل الكوميدي لا يفكر بها بل المهم عنده هو ذاته أن يهتم بتقنياته الجسمانية والصوتية والنوع وشكل الحركة التي يؤديها لكي تضحك المتفرج وبنغمة الصوت وايقاع الكلام الذي يثير الضحك من غير أن يفكر بإيصال مشاعر وعواطف الشخصية التي يمثلها، ومن غير أن يفكر بأبعاد تلك الشخصية اللهم إلا بالمظهر الخارجي لها.وبناءً على ما جاء أعلاه بوصف الممثل الكوميدي بالنمطي بمعنى أن تمثيله من جميع الأعمال التي يشارك فيها يأخذ اسلوباً متشابهاً مهما اختلفت الشخصيات التي يمثلها نسبياً. وتأتي صفة النمطية من اهتمام الممثل الكوميدي بذاته وبتقنياته الخاصة المقصودة للإضحاك، واكبر دليل على ذلك الممثل النابغة (شارلي شابلن) فقد كان نمطياً في جميع افلامه الصامتة، حيث رأيناه يكرر حركاته وايماءاته في هذا الفيلم أو ذاك ونضرب مثلاً آخر عن نمطية لدى الممثل الكوميدي في شخص الممثل المصري الراحل (اسماعيل ياسين) إذ نراه يكرر التقنيات نفسها في الصوت والجسم في جميع الأفلام التي شارك فيها. النمطية في أداء الممثل الكوميدي سلاح ذو حدين، فمن جهة تكون هذه الصفة لديه هي المحببة لدى الجمهور الذي اعتاد أن يراها في جميع الأعمال واذا لم يؤدها في عمل معين فقد لا يُضحك، ومن جهة أخرى تكون هذه الصفة عاملاً من عوامل الملل، فالتكرار يدعو الى الملل والتكرار يدعو الى الاستنساخ والى الجمود والجمود يعني الموت، وتتحول النمطية من صفة محببة إلى أخرى كريهة. وهنا لا بد من التأكيد على أن الممثل الكوميدي باعتماده على ذاته وتقنياتها انما يحبس نفسه في نطاق النمطية، علماً بأن تلك التقنيات قد تستنزف يوماً ما وتصبح ثقلاً على كاهل الممثل وتخرج عن مجال الابتكار والإبداع.
ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة والوصول الى النتيجة أعلاه، هو مشاهدتي للممثل الكوميدي (إياد راضي) وقد ظهر أخيراً في برنامجين تلفزيونيين لقناتين مختلفتين في المصدر وفي التوجه (الشرقية) و(العراقية) وقد ظهرت بوادر النمطية في ادائه في كلا البرنامجين وتحولت نمطية ادائه الى ما يدعو الى الملل والى الاستنساخ بدلاً من الجاذبية والابتكار مع علمنا بأن (إياد) ممثل متمكن وقادر على التنويع إذا ما مثّل شخصيات درامية مختلفة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح والتداخل الثقافي
- عندما تُزاح الأعمدة يتهاوى الكيان
- (جيفارا عاد افتحوا الأبواب)
- ما المقصود بالمسرح البورجوازي ؟
- مسرح الكاباريه السياسي
- العلاقة بين الأداء والعرض المسرحي
- مرة أخرى ماذا يعني (المسرح الشعبي) ؟
- مسرحة القصيدة أو الشعر والدراما
- ما هو الجديد في أعمال المسرحيين الشباب ؟!
- الدكاترة والفرقة الوطنية للتمثيل
- الطقس والمسرح
- الطقس والمسرح 2
- ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح) ؟
- تطور مفهوم (الشخصية) في الدراما
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل) ؟!
- لماذا إحياء الفرق الخاصة ضرورة ؟!
- ماذا يعني (المسرح المعاصر)؟
- تنبيه مسرحي
- مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه ؟!
- المسرح والدراما الوثائقية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ممثل الكوميديا بين الذات والموضوع