أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات














المزيد.....

تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 00:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعتبر تاريخ 25 جويلية 2021 لحظة مفصلية في تاريخ الجمهورية التونسية وفي ذاكرة التونسيين/ات أو هكذا اُريد له. وهذا يعني وضع حدود صارمة بين طريقة إدارة البلاد وبناء العلاقات والممارسات السائدة وسلّم ترتيب الأولويات وكلّ ما كان معمولا به قبل هذا التاريخ وبين ما سيأتي بعده. وليس ترسيم الحدود في العمل السياسي إلاّ إعادة نظر في الولاءات والنخب المقرّبة وفي العلاقات السياسية والدور الذي يمكن أن يسند إلى هذه المؤسسة أو تلك وإعادة تموقع لتونس في المشهد الجيوسياسي فضلا عن بناء صورة جديدة للحاكم تختلف عن صور الرؤساء الذين تولّوا الحكم. ولا يختلف إثنان في أنّ الرئيس «سعيّد» قد راهن على تغيير مجموعة من التمثّلات الخاصّة برئيس الجمهورية والقانون والأحزاب والمؤسسات وعلى رأسها مجلس الشعب ...وروّج لصورة «الحاكم العادل» الذي يسهر على خدمة «الرعية» ويصطف إلى جانب «المستضعفين في الأرض»، وهي صورة تعكس تمثّله لشخصية ‹عمر بن الخطاب› وتكاد تتماهى مع شخصيّة «المخلّص» و«المنقذ من الضلال» الذي سينطلق في حلّ مشاكل التونسيين وتحسين ظروف عيشهم. فهل هي الرغبة في التمايز عن الآخرين ودخول التاريخ من باب «الاختلاف» «الاستثناء» و»الفرادة›› و»الغريب والعجيب»؟

وضمن هذا المسار الجديد والمختلف الذي أكّد فيه «سعيّد» على القطع مع المتعارف عليه والمعتاد والسائد والمعمول به،... كان من المتوقّع أن يظهر الجهاز الأمني في صورة مختلفة وأن يؤدي دوره المأمول حتى يكون «أمنا جمهوريا» و»أمنا مواطنيا› ولِم لا أمنا في خدمة القيم التي ناضل من أجلها عدد من الفاعلين والفاعلات وطالبوا بها: ضمان الحريات وتحقيق المساواة بين الجميع والعدالة الاجتماعية و... ولكن ها أنّ الحديث عن «الدولة البوليسية» و«القمع البوليسي» يعود بعد هدنة قصيرة المدى، وها أنّ الذاكرة تسترجع ما جرى في احتجاجات جانفي 2021 من انتهاكات وممارسات تثبت عسر ضبط النفس وغياب المهنية وميل أغلب الأمنيين إلى البطش والتسلّط والهيمنة. وها أنّ المخاوف من تشكلّ الاستبداد تستبد بالناس.

وبقطع النظر عن أسباب التعاطي الأمني العنيف مع المحتجين/ات في مسيرة 1 سبتمبر والإعلاميين/ات، ومبرّرات الإفراط في استعمال القوّة و«السرديات» التي صيغت حول نوايا المحتجّين/ات ومنطق المؤامرة والدسائس، وبصرف النظر عن تضارب الروايات فإنّ ما يلفت الانتباه هو انزياح الجهاز الأمني منذ 2020عن مسار الإصلاح الذي اُهدرت فيه أموال كثيرة، من أجل بناء الثقة مع الشعب على قاعدة جديدة تنسف تاريخا من الكره والمقت والعداء المتبادل أفرز على امتداد السنوات، لغة خاصّة تحتلّ فيها النعوت والصفات والاستعارات منزلة هامّة. فكانت صورة الشرطي متماهية مع كلّ رموز الشرّ، وكان الصراع بين المراهقين والشبّان على وجه الخصوص، على أكثر من واجهة لعلّ أهمّها واجهة احتلال الفضاء العامّ وإقصاء أصحاب الأجساد غير المنصاعة وغير المنضبطين عن الحضور فيه باعتبارهم يبثون الفوضى وينفلتون عن الرقابة ويخالفون المعايير وقيم الطاعة والخضوع... وفي المقابل يتمسّك الشبّان بحقّهم في الحضور والفعل وامتلاك الفضاء العامّ . أمّا الواجهة الثانية فتتمثل في التنازع من أجل بناء الرجولة. فما البطش وعرض القوّة البدنية والإمعان في ممارسة الإذلال والتشفّي والتعذيب واستعمال اللغة النابية بما هي آلية لفرض السلطة، إلاّ معركة تفرض فيها الذكورة المهيمنة قواعدها في التعامل مع الآخرين دفاعا عن موقعها وامتيازاتها و›هيبتها».
ولعلّ السؤال الذي يفرض نفسه بعد تفعيل الذاكرة وهذا النكوص المعاين: كيف سيتفاعل «الحاكم العادل» مع هذه التحديات الجديدة:

1 - تقييم أداء المؤسسة الأمنية وفرض هيكلة جديدة ومشروع إصلاح فعليّ.

2 - التفاعل مع الشباب/ات باعتبارهم يمثلون طاقة يمكن التعويل عليها في عمليّة التغيير والبناء، لا مجرّد خزّان انتخابيّ.

3 - مطالب احترام الحريات بما فيها حرية التعبير والتظاهر

4 - ترتيب علاقة جديدة مع الإعلام بعيدا عن منطق الـتأديب؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات