أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021














المزيد.....

حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 18:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل ستكون لإجراءات 25 جويلية نتائج على حقوق النساء في تونس؟

يجد هذا السؤال ما يبرّره في التاريخ. فكلّما تغيّر السياق السياسي وانقلبت موازين القوى السياسية وبرز فاعلون جدد يحملون تصوّرات مغايرة انعكس ذلك على «القضايا النسائية» والسياسات التي تتبناها الدولة بخصوص أوضاع النساء. يكفي أن نذكّر بدفاع الزعيم بورقيبة عن غطاء شعر المرأة واعتباره رمزا للهويّة في مقابل إرادة المستعمر الفرنسي تشكيل هويّة جديدة للنساء المسلمات ثمّ إلحاحه بعد تأسيس الدولة الوطنية، على أن يكون خلع غطاء الرأس عنوان المشروع التحديثي وتحرّر التونسيات. ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى باكستان والجزائر وإيران وتركيا وغيرها من البلدان.

وإذا عدنا إلى مواقف الرئيس «سعيّد» من حقوق التونسيات بدت النزعة المحافظة والبطريكية واضحة من خلال تنزيل القراءة التأويلية للمطالب النسوية في إطار ترتيب الأولويات (القضاء على الفقر والجوع...) ومبدإ السيادة الوطنية إذ أكدّ في تصريحاته أنّ الاتحاد الأوروبي هو الذي فرض مجموعة من التعديلات في قانون الأحوال الشخصية منذ 2016، وأنّ الشعب لم يطالب بذلك، واعتبر «سعيّد» في لقائه يوم الخميس 13 أوت 2020 بعاملات فلاحيات ببوسالم (ولاية جندوبة) أنّه يرفض مبادرة المساواة في الإرث مستندا في ذلك إلى المرجعيّة الدينية وضاربا القيم الواردة في القانون والدستور والمرجعية الحقوقية الكونية عرض الحائط، وكرّر «سعيّد» عرض موقفه من المساواة في الكلمة التي ألقاها أمام مجموعة من النساء في احتفال 13 أوت الفارط بالقصر إذ رأى أن المساواة الحقيقية بين المرأة والرجل يجب أن تكون أوّلا في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أمّا المساواة في الإرث فهي ليست سوى مساواة شكليّة، وقضايا مفتعلة لتقسيم التونسيين..
لاشكّ عندنا أنّ تصميم «الأب/المعلّم» على احتكار تأويل النصوص الدينية وقراءتها بطريقة حَرفية يقيم الدليل على عدم اكتراثه بالاجتهادات الجديدة التي أنجزها عدد من الرجال، وبالقراءات المتعدّدة للدارسات المتخصصات في الفكر الإسلاميّ وللنساء المنضويات تحت «النسوية الإسلامية» بل إنّ «سعيّد» يرى أنّ من حقّه كممثّل للدولة، ترتيب المطالب النسوية،

وهو أمر يوضّح آليات اشتغال البطريكية القائمة على ممارسة القوامة وضرب الوصاية على النساء حتى في مستوى التفكير في حقوقهنّ . بل إنّ انتزاع مطلب المساواة في الإرث من السياق الاقتصادي الاجتماعي وإفراغه من محتواه الشمولي هو تصرّف في تاريخ النضال النسويّ وإيهام التونسيين بأنّ المسألة لا تخدم الفئات المقهورة ولا تعدو إلا أن تكون «زوبعة في فنجان» .ولعلّ الأخطر من كلّ ذلك إيهام «الرئيس» الجموع باصطفافه إلى جانب الكادحات وسعيه إلى إنصافهنّ.

وليس الفرز بين التونسيات، في اعتقادنا، إلاّ محاولة لإعادة الترتيب على أسس جديدة خارج السياق «المعتاد» وإقامة الجدران العازلة بين النسويات المشتغلات على ملفّ التمييز وتعديل التشريعات حتى تتلاءم مع روح الدستور وصولا إلى إقرار المساواة في كافة المجالات، وبين شرائح أخرى من التونسيات لا همّ لها، في نظره، سوى تحصيل القوت وتحسين ظروف العمل وإقامة العدل وترسيخ الكرامة. ولكن ماذا لو اطلع الرئيس على البحوث الميدانية التي اجريت في الأرياف والقرى وفي الحقول حيث تشتغل الكادحات الحالمات بتغيير أوضاعهنّ وبتحقق المساواة التامة في كلّ القطاعات والمجالات بما فيها المساواة في الإرث.؟ وماذا لو أصغى الرئيس إلى خطاب العاملات الفلاحيات وغيرهنّ من النساء «العاديات» حول العنف الاقتصادي والعنف المادي والعنف الأسري وتمثّلهنّ لذواتهن ورؤيتهن لعلاقتهن بالأزواج والأبناء وأرباب العمل؟ إنّها خطابات تقوّض الصور النمطية وتنمح الصوت لفئة يعتقد البعض أنّ من حقّهم/نّ الكلام نيابة عنها.

لا سلّم للأولويات في تصوّر التونسيات على اختلاف مشاربهن وانتماءاتهنّ إذ تتقاطع أشكال القمع بحيث يغدو الفصل بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني مجرّد وهم. وأحسب أنّهنّ على وعي بأنّه كلّما سادت نظريات المؤامرة ونما الخطاب الشعبوي وكثر الحديث عن الآخر /الأجنبيّ/... في علاقته بسياساتنا أصبحت أجساد النساء ميدانا لأعنف أشكال الصراع وتعدّدت الخطابات الراغبة في تشكيل وعيهنّ.

كلّ عيد وأصوات التونسيات عالية وتضامنهنّ فعليّ من أجل تغيير طريقة التعامل معهنّ. فهنّ لسنّ موضوعا أو ملفّا أو ورقة ضغط توظّف لضرب الآخر أو كسب ودّه.. إنّهنّ ذوات فاعلة ومفكّرة ... إنّهنّ مواطنات فهل تعقلون؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021