أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - علامات انسداد الأفق














المزيد.....

علامات انسداد الأفق


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 16:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



غابت الخطابات المؤسسة للحوار المجتمعيّ والفكريّ البنّاء وتوارت الخطابات الاستشرافية التي تنمّ عن وعي بالسياقات المتحوّلة، وقُدرة على تسيير مختلف المؤسسات والهياكل وإدراك حقيقيّ لعمليّة صياغة السياسات في مقابل ظهور خطابات التفاهة والشعبوية والفوضى والتشويش الاصطلاحي ومأسسة الجهل.
وعندما يغيب السياسيّ المحنّك والمتوقّد الذهن والزعيم وصاحب الشخصية الكارزماتية القادر على التفاعل مع متطلبّات الواقع بجديّة ودراية وخبرة يهيمن الخطاب القانوني وكأنّه لا إمكانية لفهم الإشكالات التي يتخبّط فيها التونسيون إلاّ من زاوية القواعد والأسس النظريّة القانونية والتجارب المقارنية فقط وكأنّ دراسة البنى الذهنيّة لمن يملكون التصرّف في القانون وتوظيفه لا أهميّة لها. وهنا يُثار سؤال حول الأسباب التي أدّت إلى مركزيّة الطرح القانونيّ في تونس بالرغم من وجود سياق عالميّ انفتحت فيه العلوم السياسية والقانونية على علوم أخرى ومقاربات جديدة (أنتربولوجيا القانون وعلم الاجتماع السياسي والأنتربولوجيا السياسية، وعلم النفس السياسي والمقاربة الثقافية للقانون، ...) أثبتت مدى أهميّة توسيع دائرة النظر والتفاعل بين مختلف المقاربات.
أمّا واقع الكتل المشكّلة للمعارضة فإنّه لا ينبئ بخير، ولعلّ الأمر مرتبط بانحسار الفعل السياسي عموما ذلك أنّ العلاقة عضوية بين الأحزاب الحاكمة والأحزاب المعارضة، فمتى كان أداء الحزب الحاكم رديئا انعكس ذلك على المشهد السياسيّ برمّته ... إنّ «المعارضة» تعيش اليوم، حالة من التشذرم والخمول باستثناء المعارضة التي يمثّلها الحزب الدستوري الذي قطع مع الممارسات القديمة وأسس طقوسا جديدة وحقّق أداء مختلفا ونجح في تجييش الجموع الغاضبة من الوضع، والجموع الناقمة على النهضة باعتبارها المتسبّبة في حالة السقوط. ولكن هل تتأسّس المعارضة على تجييش العواطف وتحريك الأهواء ضدّ الأعداء فقط؟
ونذهب إلى أنّه ما كان للحكومة أن تنزاح عن المسار الديمقراطي فتعبث بالقوانين وتتلاعب بها، وتمارس التمييز بين التونسيين، وتتساهل مع لوبيات الفساد، وتتولّى أجهزتها ومؤسساتها قمع فئات من الناس لولا ضعف أحزاب المعارضة أو اضمحلالها وهنا نتساءل: ما هي أسباب ضمور الأحزاب المعارضة ؟ ولم أضحى الحزب الدستوري الممثّل الأوّل للمعارضة في مجلس الشعب؟ ولم عزّ تشكيل كتلة معارضة جديدة خارج البرلمان بفاعلين جدد يلتقون حول برنامج تحديث آليات العمل والتصوّرات وأشكال التنظّم والفعل في الواقع من أجل تغييره؟ ثمّ أليس من الضروريّ اليوم، إعادة النظر في مفهوم الحزب المعارض، ومفهوم المعارضة وتموقعها..؟
وفي ظلّ عدم توحيد الصفوف وتفكّك نسيج المجتمع المدنيّ وعسر ولادة القوى الجديدة، أي الفراغ تطلّ المنظومة القديمة بممارساتها وخطاباتها وآليات اشتغالها لتتجذّر في تربة لم تستطع أن تستوعب الجديد ولسان حالها إنّ الرجوع إلى المنظومة القديمة «فضيلة».
وفي سياق أزمة «كورونا» تتأرجح حكومتنا الحالية بين سياسات ردعية وزجرية تستهدف من لا سند له، ومن لا ولاء له، ومن لا انتماء طبقي تفاضليّ له، ... فتكون بذلك مستأسدة بسلطة البوليس والقضاء ومستقويّة بأهل الأعمال والإعلام و...وبين سياسات ليّنة قائمة على غضّ الطرف والتساهل والبحث عن المخارج والحيل وتبرير الإفلات من العقاب والتعنّت في الدفاع عن أصحاب الامتيازات، وعلى هذا الأساس تكون حكومة «الشدّة واللين» وفي منزلة «بَينِية» ولذلك تفقد مصداقيتها وتصبح قراراتها غير مجدية. ولعلّ عدم خضوع أغلبهم للاجراءات الصحيّة معبّر عن ردّ فعل على حكومة «مشيشيّة» تمييزيّة بامتياز، لا تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين التونسيين في القانون وأمامه، ولا تبالي بالروح التي حكمت دستور 2014 ولا بمطالب الراغبين في التغيير.
وعندما يصل الأمر إلى التنكّر لحقّ المواطن/ة في الصحّة، وتنتهك حرمة جسده وكرامته وإنسانيّته، وترتجل السياسات وتصدر القرارات وفق ضغوط أرباب المال والسياسة لا وفق المصلحة العامّة فلا تستغرب ما يحصل من عمليات فرز بين المصابين/ات والجثث فمن له المال يحظى بالرعاية والعلاج وبالقبر اللائق وليذهب الآخرون إلى الجحيم.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - علامات انسداد الأفق