أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء














المزيد.....

ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد يُصدم البعض فلا يصدّق ما يحدث، وقد يتحسّر البعض الآخر على زمن «الدولة القوّية» بمؤسساتها و«رجالها» ولكن ماذا كنّا نتوقّع بعد تغيّر السياق وبروز تركيبة مجلس الشعب الجديد، وظهور «لاعبين جدد» وتدفّق سيل من «العجائب والغرائب»، وتغيّر موازين القوى، وضمور رغبة أغلب مكوّنات المجتمع المدنيّ في الصمود؟
لاشكّ عندنا أنّ أدوات التحليل التي بحوزتنا، ما عادت كافية لفهم هذا الواقع السياسيّ-الاجتماعيّ المعقّد وما ترتّب عنه من نتائج، فلا مفهوم المعارضة ظلّ على حاله متطابقا مع أدبيات السياسة، وما حدّده المنظّرون/ات من ضوابط، ولا مفهوم الاعتصام أو الاحتجاج أو المقاومة تقيّد بالدلالات المتعارف عليها، ولا أداء الأحزاب المعارضة، والرؤساء والنوّاب معبّر عن المتوقّع، إن لم نقل المقبول. فهل بلغنا مرحلة تسود فيها أفعال وممارسات أقلّ ما يقال عنها: خَبْطَ عَشْوَاءَ، أي التَحَرَّكُ دُونَ عَقْلٍ وَلاَ ضَابِطٍ، وكَيْفَمَا اتَّفَقَ؟

ففي مستوى من يُمسكون بزمام السلطة ينقلب رئيس الدولة إلى ملاكم يوّجه اللكمات لخصومه فمن عُزل (وزير الثقافة، رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد ) يُستضاف، ومعه- وبه توجّه خطابات التنديد والتشهير والتوعّد إلى الخصوم... ويتحوّل رئيس الحكومة إلى مهندس لمأسسة التمييز على أساس الموقع، والأهميّة والقرب والولاء، فتغدو الأولويّة في اللقاح للبطانة، وأصحاب المقامات العليّة، وتدار احتجاجات الحزب الدستوري على النقيض من إدارة احتجاجات حركة النهضة، وتحرّكات زعيمها، ويغدو العنف المسلّط على «عبير موسي» غير مندرج في سياق قانون مناهضة العنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ... وفي السياق نفسه يتحوّل النوّاب المدافعون عن رئيس كتلتهم وحزبهم إلى معتصمين رافضين الامتثال للقرارات في محاولة واضحة للتأثير على القضاة، وضرب استقلالية القضاء... وإذا كان هذا حال من هم في السلطة فلا تسأل عن ردود أفعال عموم الناس. ففي معهد ابن شرف اعتصام وإيقاف بالقوّة لسير الامتحانات، وفي جامعات أخرى تجاوز للقوانين وهيمنة لللوبيات، إلى غير ذلك من الأمثلة الدالة على أنّ أغلب «الناس على دين ملوكهم».

وبما أنّ حزب النهضة يتموقع باعتباره أكبر حزب في البلاد وأكثر الأحزاب تنظّما وامتثالا للضوابط فلا بأس أن يُوضع تحت المجهر وأن تُوجّه له أسئلة جديدة أوّلها: ما له صلة بسياسات احتواء عدد من التجمّعيين ومنحهم مسؤوليات والتعويل عليهم لإدارة بعض الملّفات وإعادة إحياء إرثهم، فهل كانت النهضة بالفعل، معارضة للتجمّع، وثائرة على ممارسته القائمة على التمييز والقهر والإكراه والابتزاز..؟ إنّ الكره هو الوجه الآخر للحبّ. وثانيها: في ما له علاقة بالمرجعيّة التي تحوّلت إلى مرجعيّات ولم تخضع أبدا إلى المراجعات. يكفي أن نطلّع على أدبيات الحركات منذ تأسيسها إلى اليوم، لنتبيّن أنّ هويّة الحركة/الحزب قد تغيّرت على مرّ السنوات، بل إنّنا نزعم أنّ الحركة تشظّت فبات من المقبول الحديث عن نهضات لا نهضة واحدة وسلوكات وممارسات.... فالحزب الذي يستقطب الفتيات الشقروات السافرات المحافظات على آخر التقليعات في الموضة، ويعترف بحقّ المثليين... لا يعكس تطلّعات النهضة التي انخرطت فيها نساء آمنّ بأنّ الحجاب شرط أساسيّ للنشاط داخل الحركة، ودافع فيها الرجال عن «رجولتهم». فهل أن الحديث عن حزب بمرجعيّة إسلاميّة معبّر بالفعل عن الديناميكيات داخل الحركة؟ فما يقدّم على أنّه من ثوابت الحركة قد اربك -إن لم نقل نسف-، وثالثها: ما يتصّل بالخبرة والقدرة على تدبير السياسة وفهم الرهانات. فما عرض في تقارير «أنا يقظ» و«بوصلة» وغيرهما من المنظمات والجمعيّات يكشف النقاب عن انتهازيّة ومقت للقوانين المقيّدة للإرادات واللاجمة للرغبات، وفرض

للأمر الواقع بالقوّة... فهل يعني هذا أنّ الانتقال من الخطاب والخطب الدعوية إلى الفعل السياسيّ ومواجهة إكراهات السياقات الجديدة قد أحدث فجوة كبرى تهدّد بالقضاء على المصداقية؟ وهل أنّ عجز النهضة اليوم عن لعب دور أساسيّ لمواجهة الأزمة مؤشّر على فشل في الحكم؟

كلّ هذه الأسئلة وغيرها تدفع المنتمين إلى الحزب إلى إعادة النظر في تاريخهم والتأمّل في ما آل إليه أمرهم بعد تولّي الحكم مباشرة أو من وراء الستارة، والتخلّي عن سرديّة «الاستثناء»، إن هو إلاّ حزب مثل سائر الأحزاب التي لم تمتلك تصوّرا ولا خبرة وغامرت بممارسة الحكم فإذا بها تتعرّى فتظهر السوءات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر


المزيد.....




- البيت الأبيض يبحث عن إجابة لسؤال.. هل روبيو سيصبح هنري كيسنج ...
- روسيا.. تطوير طلاء للأسنان يحمي من التسوس
- القاعدة الأساسية للأكل الصحي
- اكتشاف نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
- 17 شهيدا بمجزرة في خان يونس والاحتلال يواصل خنق غزة بتجويع م ...
- إبادة الإعلام بغزة حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالم ...
- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء