أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - امال قرامي - فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة














المزيد.....

فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 23:04
المحور: القضية الفلسطينية
    



أشكال الوعي والتفاعل والتواصل والمقاومة التي اختارها هذا الجيل الجديد . إنّه جيل ما عاد يؤمن باتفاقيات السلام التي تُعقد على حساب مصالح الفلسطينيين، وما عاد يقتنع بإمكانية إصلاح النظام الصهيوني. ولاشكّ أنّ هذا الجيل قد استفاد من الحركات العابرة للثقافات والقوميات، وخاصّة من حركة حياة السود مهمّة Black Lives Matter التي ندّدت بالمواقف التي تفتقر إلى الانسجام الداخليّ وتهرب من تحمّل المسؤوليّة الأخلاقيّة كما أنّها اعتبرت أنّه لا إمكانيّة لإصلاح المؤسسات العنصريّة، وعلى رأسها جهاز الأمن (الشرطة).
لا خيار، في نظر هذا الجيل الثوريّ سوى الصمود والمقاومة والضغط من أجل إيقاف الاستيطان /الاستعمار والتدمير الممنهج والاعتراف بالمظالم التاريخيّة التي ارتكبت بحقّ الفلسطينيين ثمّ البحث عن أطر جديدة للتسوية المنصفة. ولذا فإنّ هذا الجيل لا يتوانى عن فضح سياسة الكيل بمكيالين والمواقف الدالة على التذبذب وعدم الانسجام والتناقض. فأن تعترف بضرورة وقف عمليّات انتهاك حقوق الفلسطينيين معناه بالضرورة، التصريح بملء الفمّ بأنّ دولة إسرائيل دولة عنصريّة تريد إبادة الفلسطينيين ، وأنّ نقد سياسات إسرائيل الغاشمة لا يعدّ معاداة للسامية.
تتجدّد أشكال الحضور وتتنوّع الفاعليّة في انتفاضة ماي2021، ومع تجدّدها تُخاض المعارك الإعلاميّة واللغويّة. فأشكال التنكيل بالمحتجّين والمحتجّات تواجه بنشر مكثّف لصور المقدسيات اللواتي يتمّ سحلهنّ وجرهنّ من شعورهنّ، وتركيعهنّ تحت أقدام الجنود في محاولة لإذلالهنّ، وإذلال الرجال. وتكمن بلاغة هذه الصور المتعدّدة في اختيار أشكال تعبيريّة جديدة تستفزّ المشاهدين/ات في كلّ أنحاء العالم. فبالابتسامة والضحك تواجه الشابات والفتيات والنساء والشبّان اعتداء الجنود . وشتّان بين التعبير عن القهر والقمع بالنحيب والبكاء الذي يذكّرنا بطقس التباكي أمام الحائط وأمام شاشات الكاميرا، وبين اختيار الابتسامة والضحك وسيلة للتعبير عن الصمود والسخرية من أولئك الذين يزعمون أنّهم ديمقراطيون، ومدافعون عن الحقوق والحريات، ومن التيارات النسويّة (في ألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكيّة ...)التي تناهض العنف ضدّ النساء، وتتعامى عن العنف المسلّط على الشابّات والفتيات والنساء في فلسطين.
ينشر الناشطون/ات الفلسطينيون صور الجموع الخارجة من تحت الأنقاض وبعد القصف والدمار ولكنّهم يتعمّدون اختيار زاوية جديدة للتحديق. إنّها صور رضيعات يبتسمن للحياة وفتيات مبتهجات بإشراق الصباح ، وعشاّق يلتقون بعد ساعات من الرعب، وطفل يردّد أغنية راب بالانجليزية تفضح ما يجري على أرض الميدان، وصغيرة تخاطب الجنود بلغة إنجليزية (Go from my land) ارحل عن أرضي ... إنّها كيفيات أخرى للحضور والفعل والقول تعلن أنّ الفلسطينيين/ات لايزالون قادرين على الحلم والتخييل والسرد واستشراف المستقبل، وهم لا يتنتظرون دهشة الناظرين أو صدمتهم ... إنّهم يبعثون رسائل تُشعر الآخر حتما بالخزي والعار.
والظاهر أنّ عصر نظم القصائد العصماء لدرويش ونزار...قد ولّى. فنحن إزاء جيل يعتبر أنّ اللغة قضيّة سياسيّة، وهي ساحة أخرى للمعركة، ولذا فإنّه يتواصل بالانجليزية ليردّ عن الحملات المضللة، ويبتكر لغة تواصل تربك نظام فايسبوك، وانستراغرام الهيمنيّ، والمناصر لإسرائيل ذاك الذي حجب ومنع وعاقب المناصرين للقضيّة العادلة. إنّها لغة تستحضر طريقة قديمة في كتابة لغة الضاد لا تعتمد التنقيط (عاشت فلسطين حرّة – عاســ فلسطـــ حره، ) وتستعمل الحروف والرموز واللهجات المحليّة فتنفلت من المراقبة والعقاب. وهي خطابات قصيرة تسمّي الأشياء بمسمياتها فلا وجود لتوتّر أو صراع بين حماس واليهود، بل هي حرب لا متكافئة بين الفلسطينيين ودولة إسرائيل: القوّة الغاشمة والنظام العنصريّ، إنّه استعمار، ومستعمرون، وإرهاب دولة وتطهير عرقي وجريمة حرب، ... إنّ اللغة كيفيّة لقول العالم وتعبير عن الوجود.
الفاعلون الجدد أحرار لا يهابون الموت فلا شيء لديهم ليخسروه : لا أطماع ولا مصالح ولا حسابات ضيّقة ولا ديبلوماسية انتهازيّة ولذلك فإنّهم يتقنون مهارة الفعل في الواقع ويثبتون مع كلّ يوم أنّهم/نّ يقاربون قضيّتهم من منظور إنسانيّ وحقوقيّ فعليّ يعتمد النشاطيّة المعولمة Global Activism حيث تتشابك الحركات الثوريّة النضالية المناهضة للقمع وبنى الهيمنة، وتتقاطع النضالات: حركات التحرّر، السود والسمر، «Indiggenous» السكّان الأصليون، والمهاجرون، والهويّات اللامعياريّة LGBTQ وغيرها.
إنّ حياة الفلسطينينن/ات مهمّة



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات
- جمهور تقوده الأهواء
- المجلس بعيون نوّابه: «وشهد شاهد من أهلها »


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - امال قرامي - فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة