أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات














المزيد.....

قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




داخل المجتمع الأمريكي أو في مستوى تأثّر العلاقات الدولية والاقتصادية والأمنية بالسياسات الخاصّة التي سيصوغها من فاز في الانتخابات، والتي سيكون لها بالضرورة، انعكاس على أوضاع العرب والمسلمين في عدّة بلدان من العالم. ويدرك المتابعون لانتخابات 2020 أنّها ذات «نكهة» خاصة، وهو أمر راجع إلى شخصية «ترامب» المثيرة للجدل، وتصريحاته الصادمة وسلوكه غير المتوقع وردود أفعاله الغريبة، وخطاباته وتعليقاته على «تويتر» المرسّخة لشعبوية سياسية وثقافية واضحة المعالم، وهي شعبوية باتت تجذب المتابعين وتدفعهم إلى الاعتراف بعناصر التسلية والفكاهة في مسار الانتخابات الأمريكية.

أمّا المحلّلون العرب والإعلاميون والدارسون فقد ألفوا تناول الحدث الانتخابيّ وما يطرحه من إشكاليات كأساليب الدعاية السياسية، والخروق القانونية، والتغطية الإعلامية المنحازة، والعلاقة بين المترشحين...من زوايا نظر متعدّدة منها: ما يتصل بالعلوم السياسية والدراسات القانونية ودراسات الميديا، وغيرها. ولكن قلّما يتوقّف هؤلاء عند علاقة الانتخابات بسياسات الهويات والخلفية الجندرية في تقاطعها مع العرق والدين والسن والتوجهات الجنسانية وغيرها رغم أنّ الجدل قد احتدّ منذ أسابيع حول مجموعة من المترشحات للكونغرس اللواتي اعيد انتاخبهنّ بنسب عالية ضد مرشحين جمهوريين نذكر على سبيل المثال المسلمتين إلهان عمر(من أصول صومالية - محجبة) ورشيدة طليب (من أصول فلسطينية) (عن ولايتي ميشغان ومينيسوتا) وقد عرفتا بالحضور الملفت للنظر داخل الكونغرس، وذلك من خلال الانتقادات الشرسة لسياسات «ترامب».

إنّنا إزاء جيل جديد من النساء اللواتي قاومن التمييز المركّب على أساس الجندر والدين والعرق والسنّ... ونجحنّ في كسب المعركة الانتخابية من جديد، وانتزاع الاعتراف. وقد استطعن دخول موقع صنع القرار والتأثير في الجماهير والتفاوض مع سلط أخرى على قاعدة المواطنية الكاملة والقانون فخرجنّ من الهامش إلى المركز ومثلّن الزعامة النسائية بامتياز.
أمّا «مجتمع الميم» «community LGBT» كعابري الجنس وغيرهم فقد سجّلوا/نّ حضورا فاعلا وبشكل غير مسبوق في المسار الانتخابي، وامتلكوا/ن الصوت في مواطن صنع القوانين والسياسات نذكر على سبيل المثال Mauree Turnerموري تورنر المترشحة عن ولاية أوكلاهوما Oklahoma التي استطاعت فرض نفسها، ودافيد أورتيز David Ortiz ( المترشح عن كولورادو) bisexualوهو « مزدوج الميول الجنسية» ومن ذوي الاحتياجات الخصوصية.

وفي مقابل الإرباك الحاصل على مستوى سياسات الهويات وفق ثنائيات :العزل/الإدماج، الفصل/الوصل، التهميش/الاحتواء ... والذي أفضى مؤخرا إلى خضوع المشرّع وعدد من «صناع السياسة» لمطالب الجمعيات الناشطة في المجال الحقوقي والداعية إلى «ديمقراطية المجتمع الإدماجي» تشير الانتخابات الأمريكية إلى بروز نشاط مكثّف للحركات المعادية لحقوق النساء وشنّها حملات ضدّ كلّ مرشّح يقبل بمنح النساء حقّهنّ في الإجهاض إضافة إلى تشكلّ حركات جديدة نذكر من بينها «أولاد فخورون» PROUD BOYS التي تعدّ حركة قومية متطرّفة، وقد منعت من النشاط في شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خطابها الداعي إلى كره النساء، والمهاجرين والحركات النسوية...وبالرغم من ممارستها للعنف وسعيها إلى ترسيخ الأيديولوجيا الذكورية فإنّ «ترمب» اعتبرها من بين الحركات الداعمة له في حملته الانتخابية إذ لا يمكن لأمريكا أن تسود العالم دون صناعة ذكورة مهيمنة.

إنّ ما يجري ليس على هامش الانتخابات بل هو في صلبها وهو يشير إلى تصوّر جديد لسياسات الانتماءات والهويات والقوميات وغيرها إذ حضر السود وعابرو الجنس وعدد من المسلمات والإثنيات وأصحاب الجنسانيات المغايرة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرهم، وهو ما يضع المجتمع الأمريكي أمام تحديات كبرى من أجل إدارة فنّ العيش معا في مناخ اتّسم في السنوات الأخيرة ،بالصراعات والعنف والإقصاء. فهل ستتمكّن الولايات المتحدة الأمريكية من اجتياز الاختبار الداخليّ وبناء مجتمع منسجم أم أنّها ستدخل مرحلة تاريخية جديدة «يتصدع فيها البنيان» ويتلاشى فيها الحلم الأمريكي وأسطورة الرجل الأبيض؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهور تقوده الأهواء
- المجلس بعيون نوّابه: «وشهد شاهد من أهلها »
- مجتمع يتحوّل.. وقوم لا يبصرون
- مسؤوليّة الإعلام في الحدّ من ظاهرة العنف
- الأحزاب والهجرة اللانظامية
- الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة
- كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب
- «إياك أعني واسمعي يا جارة»
- ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق


المزيد.....




- مايا دياب -تُشعل أظافرها- في إحدى أكثر إطلالاتها غرابة
- بعد تحذير ترامب.. سكان طهران يفرون شمالا مع دخول الصراع يومه ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف سبب تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها ...
- أثناء توجهه إلى الملجأ.. نفتالي بينيت لـCNN عن إيران: هناك ص ...
- إيران تعلن عن خطة -البدلاء العشرة- لضمان استمرارية القيادة ف ...
- ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائي ...
- هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
- بريطانيا تدرج 10 أشخاص و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاع الروسي ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مسيرة انتحارية جديدة (فيديو)
- -فاتح-.. أحدث صاروخ إيراني فرط صوتي يدخل على خط الحرب مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات