أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب














المزيد.....

كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مسبقا العبارات الممجوجة التي ستقال أو ستكتب، وننتظر خطابات الإدانة التي ستوجّه إلى هذا الحزب أو تلك الشخصيات. فهل قُدّر لنا أن نتّخذ نفس الموقف السلبيّ الذي يتكرّر مع كلّ حدث والقائم على إبداء الانفعالات: غضب وصراخ وعويل وبكاء وتحسّر... وتوجيه رسائل التهديد...؟ ألم يحن الوقت لتجاوز موقع المُعبرّين عن الصدمة «مُناسباتيّا» إلى موقع المصمّمين على الفعل في الواقع بدون انقطاع؟ متّى سندرك أنّ السياسات التي وضعتها الدولة لمكافحة الإرهاب والتطرّف وللوقاية من هذا الخطر الداهم قاصرة، وتفتقر إلى النجاعة المطلوبة، وأنّ الجهود التي تبذلها مختلف مكونات المجتمع المدنيّ ذات أثر محدود ؟ ألسنا بحاجة إلى المكاشفة ومواجهة الواقع بكلّ ما فيه من عيوب؟
تعمل أغلب بلدان العالم على إعادة النظر في السياسات المعتمدة لمواجهة الإرهاب والتطرّف وتحرص في كلّ مرحلة، على نشر تقارير التقييم والمراجعات والدراسات المقارنية فتعترف الجهات المسؤولة على وضع السياسات بسوء التقدير، ويقرّ الباحثون والخبراء بالهنات وبفشل المنظّرين وعجزهم عن تقديم الفرضيات الملائمة. وليست هذه الأدبيات الصادرة عن الحكومات أو مجلس الأمن أو المنظمات أو مراكز البحث المختصّة في الأمن والسلام ، والتوقّي من التطرّف العنيف، والجمعيات وغيرها إلاّ علامة دالة على أنّ المجتمعات انطلقت في العمل ثمّ ممارسة النقد الذاتي في محاولة لتعديل التصورات وتصحيح المسار.
أمّا في بلادنا فالأمر مختلف ولا غرابة في ذلك فمنذ هزيمة 67 ونحن نصرّ على ممارسة العمى الإدراكي. سيقول أغلبهم في محاولة للدفاع عن «إنجازاتهم» وذواتهم ضدّ من يعتبرون أنّه يتهجّم عليهم: لقد رصدنا الأموال وصُغنا المخططات وألزمنا الوزارات بالاشتغال وفق الخطّة الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، وعقدنا الندوات ونظمنا الدورات التدريبيّة. وسيقول آخرون: لقد دخلنا في شراكات دولية وأنجزنا البحوث والدراسات ونظمنّا المؤتمرات الدولية ...
ونقول: وهل قيّمتم هذه الخطط واستمعتم إلى الأصوات الناقدة فحاولتم تعديل البوصلة؟ وهل تابعتم ما يقال حول الخطة التونسية للتوقي من الإرهاب والتطرف؟
لابدّ أن نعترف بأنّ الخطط المنجزة والاستراتيجيات والسياسات سارت على نفس المنوال الفوقي المعتمد ‘قبل الثورة’’ Top and down ولم تنطلق من نقاش قبليّ ومعمّم اختارته القاعدة وفق قراءتها للسياق بل كانت هذه السياسات مُسايرة لتوجهات معولمة فُرضت علينا. ولذلك كلّما طالبنا الاتحاد الأوروبي أو الجهات المانحة باعتماد مقاربة محددة كمقاربة النوع الاجتماعي انقدنا دون أن نتساءل: أما آن للتابع أن يتكلّم وينقد ويبتكر سياساته ؟ ولأنّنا نريد أن نرضي المانحين قبل التونسيين، ونثبت لهم أنّنا نعرف كلّ المصطلحات المعتمدة (...,WPS,PCV, CCSR; NAP)فإنّنا نحرص على إلقاء المحاضرات في الفنادق ذات 5 نجوم ولا يهمّنا الجمهور المستهدف الذي ينتظر الإجابة عن أسئلة تقضّ المضاجع.
ولأنّ أغلبنا يهاب النزول إلى الميدان وإجراء البحوث الميدانية لأسباب يطول شرحها فإنّنا نحلّل واقعنا بالوساطة والوكالة: من خلال دراسات ميدانية انجزت في فرنسا وبلجيكا...ولأنّنا ننظر إلى الدارسين الغربيين بعين الإجلال فإنّنا لا نقرأ ما انجزه البحاثة التونسيون أو العرب ولا نحيل عليهم بدعوى أنّهم يكتبون بالعربية أو أنّ أعمالهم «صعبة» ونفضّل في المقابل أن نقدّم آراء الغربيين فهي التي تضفي «الشرعية المعرفية» وهكذا تتسع الفجوة المعرفية ونغدو غير ملمين بالتحولات العميقة في مجتمعنا.
طوّفوا البلدان التي عاشت بشاعة الإرهاب ستجدون أكاديميين من باكستان وسيريلانكا وأفغانستان ...ينشرون أعمالهم التي انطلقت من استقراء الواقع في ديناميكيته وقلّما تعثرون على تحليل لـ Gilles Kepel...وستجدون جمعيات تأسست في المناطق التي يكثر فيها الاستقطاب تشتغل في التربية والتعليم ودعم القدرات والتمكين وغيرها...همّ أصحابها ليس حضور الندوات العالمية بل قياس أثر فاعليتهم في الوطن.
في اليوم الذي سنقرّر فيه تخليص المجتمع المدني من عدوى ‘السلطة والمال والشهرة’ ونتصدّى لعملية تحويله إلى business سنحصنّ أبناءنا من التطرّف ، وفي اليوم الذي نحرّر فيه المعارف décoloniser les savoirs سنفهم أسباب الظواهر وفي اليوم الذي ستجرى فيه البحوث وفق الكفاءة لا copinage سنعرف الكثير عن التحولات التي يعيشها مجتمعنا ، وفي اليوم الذي ستنتعش فيه صحافة الاستقصاء سنحمي كلّ شبر في الوطن.
إنّ بين المتاجرة بالدين والمتاجرة بمكافحة الإرهاب وصلة فلنتدبّرها حتى نتجنّب الأسوأ.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «إياك أعني واسمعي يا جارة»
- ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟


المزيد.....




- سقطت مئات الأمتار.. فيديو من -درون- يلتقط اللحظات الأخيرة لم ...
- ترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواً
- آلام تقابلها آمال بانتهاء صراع امتد لأربعة عقود بين تركيا وا ...
- البيت الأبيض: إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصّب قب ...
- البرلمان الإيراني يصوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولي ...
- المجر تحذر السفراء الأوروبيين من عواقب قانونية في حال المشار ...
- ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
- اتفاق أوروبي أوكراني لإنشاء محكمة تقاضي المسؤولين الروس
- هكذا صنعت أميركا حربا هوليودية في أفغانستان وقتلت عائلات الم ...
- فيديو حادثة المطار.. رجل يحاول قتل طفل إيراني هارب من الحرب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب