أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه التونسيون من حكومات تشكّلت على أساس المحاصصة الحزبيّة؟














المزيد.....

هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه التونسيون من حكومات تشكّلت على أساس المحاصصة الحزبيّة؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 11:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



أو تدويناتهم أو الحوارات الصحفية التي اجريت مع بعضهم ننتبه إلى أنّ أهمّ عقبة في طريق تنفيذ البرامج الإصلاحية قد تمثّلت، والعهدة على الوزراء، في تدخّل الأحزاب «المهيمنة» التي أمرت بـ«غضّ الطرف» عن التجاوزات، وتعطيل قرارات محاسبة بعض الموظفين فضلا عن تدخّلها المباشر في التعيينات وتوزيع المشاريع والصفقات وغيرها. ولئن مالت الوزيرات في الغالب، إلى الإفصاح عمّا حدث في الكواليس، ورواية قصص تدخّل بعض النائبات الضليعات في إعادة إنتاج الهيمنة الذكورية وتهديداتهنّ فإنّ شهاداتهن لا تكاد تختلف عن آراء زملائهن. ولكن ما جدوى كشف المستور بعد الخروج من مواقع يفترض أنّها كانت لصنع القرار؟ وما معنى أن يرضخ مسؤول في الحكومة للقياديين في الأحزاب والنوّاب في البرلمان؟ ولم عسرت عملية تقييم أداء الفاعلين في الحكومات السابقة؟

تثبت طريقة تسيير الحكومة التي تأسست على قاعدة المحاصصة الحزبية وفق فهم محدود للديمقراطية يقصرها على نتائج الصندوق ومنطق الأغلبية الفائزة، أنّه لا مجال للحديث عن استقلالية الوزراء وتبيّن مدى قدرتهم على اتخاذ القرارات الملائمة ومن ثمّة تحمّلهم تبعات أفعالهم أمام رئيس الحكومة والبرلمان والشعب. فمادام المسؤول يقدّم الولاء ويثبت طاعته للأوامر الصادرة عن الأحزاب المتمكنة فإنّه سيضمن بقاءه تحت عباءة الحزب الذي سيحميه إذا أساء التدبير.
ولا نبالغ إذا اعتبرنا أنّ هذا التصوّر في تشكيل الحكومة وطريقة تدبير شؤون الحكم قد وفّر مناخا ملائما لانتشار الفساد والإفلات من العقاب ذلك أنّ المحاصصة لا تخدم إلاّ أصحابها لأنّها «تمكّنهم» على حساب المصلحة الوطنية ومن هنا لم نعثر على وزير أساء التدبير واستقال. وبالإضافة إلى ما سبق تساهم المحاصصة في ترسيخ مبدإ «الغنيمة» وثقافة الاتكال والتواكل وذلك من خلال بحث أغلبهم عن وليّ النعمة الذي يغدق على أصحابه وأقاربه النعم، وعن الأب الحامي الذي يحول دون معاقبة الأبناء متى أخطأوا. وانطلاقا من هذا التصوّر الذي يؤكّد في نظرنا موت السياسة في بلادنا لم يعد بإمكان التونسيين بناء الثقة في حكومة قامت على أساس المحاصصة والتي تعني في نظر أغلبهم، الأنانية ومراعاة المصلحة الخاصة والفساد وهشاشة الدولة....

وما دمنا نعلم أنّ الأحزاب تمارس ضغطها المعهود وتناور وتهدّد وتفاوض من أجل الحفاظ على نفس المنوال في تأسيس الحكومات زاعمة أنّها تطالب باحترام الشرعيّة الانتخابية، وتقدير موازين القوى ومواقع الأحزاب المشكلّة للأغلبية فإنّنا لا نملك إلاّ أن نعبّر عن بعض أحلامنا وآمالنا...
نتوق إلى حكومة تتأسّس على قاعدة الكفاءة والنزاهة والاستقلالية وفرض الإرادة السياسية المسؤولة والجرأة على اتّخاذ القرارات الأساسية، ونأمل أن يتقلّص عدد جحافل الوزراء وكتّاب الدولة والمثل يقول: «الكثرة وقلّة البركة»، ونحلم بحذف خطّة المستشارين والمستشارت إذ آن الأوان لإيقاف نزيف هدر الأموال العمومية وإرساء بديل يقوم على التطوّع لتقديم الاستشارة متى طلبت ،لاسيما إذا كانت معايير انتقاء هؤلاء مجهولة ومسالك «تكليفهم» غير شفافة ولا نزيهة ، ونرغب في أداء سياسيّ مختلف عن المعهود وخطاب سياسي غير مألوف ونحلم بفيلق جديد من الوزراء والوزراء القادرين على قراءة الواقع المتأزّم وفكّ شيفرات الحركات الاحتجاجية المتشظيّة وإعادة ترتيب الأولويات وابتكار الحلول العاجلة للحقرة والحرقة والعنف، والتصدّي للظواهر المتفشية كمقت العمل والامتناع عن إسداء أبسط الخدمات والتلاعب بالقانون، والتهريب...
لا نملك إلاّ أن نحلم... وبعد الكارثة التي حلّت ببيروت لم يعد بإمكاننا إلاّ أن ندعو الله بأن يحفظ بلادنا ويحمي الشعوب التي فقدت الأمل في قياداتها.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه التونسيون من حكومات تشكّلت على أساس المحاصصة الحزبيّة؟