أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»














المزيد.....

ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 22:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




ثمّ إلى أيّ حدّ كانت الردود متماهية مع الواقع السياسي؟

يعتبر عدد من الفاعلين السياسيين(تحيا تونس، حزب التيار الديمقراطيّ...) أنّه لا يمكن التصويت على حكومة لم تتأسّس على البرامج الواضحة. ولكن علينا أن نتساءل: متى كانت الحكومات تتشكّل على أساس تقديم البرامج؟ ألم تكن المحاصصة الحزبية سيّدة الميدان؟ ثمّ متى كان للحكومات المتعاقبة برامج «إنقاذ» واضحة المعالم؟
وذهب آخرون إلى التشكيك في «استقلالية» عدد من الوزراء المقترحين إذ تم الانتقال من وجهة نظرهم، من الانتماء الحزبي إلى الانتماء إلى اتّحاد الشغل أو «القرب» من الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية، ولكن ألم يكن الوزراء السابقون يعملون تحت «مظلّة» قوّة حزبية توفّر لهم الحماية والدعم؟ ومن ثمّة تغيّرت القوى وظلّ التمشّي هو ذاته.

أمّا حزب النهضة فقد رأى أنّ هذه الحكومة هي «أضعف الحكومات كفاءة وأقلّها استقلالية» دون أن يوضّح المعايير التي سمحت له بإطلاق هذه الأحكام؟ ونتساءل كيف لمن فشل في تأمين الانتقال الديمقراطي أن يحكم على غيره قبل أن يبدأ في العمل؟ ولم يختلف موقف حركة الشعب عن موقف حزب النهضة إذ شكّك القياديون في «الاستقلالية» و«الكفاءة».

ليس غرضنا رصد كلّ المواقف بل التنبيه إلى أنّ تفاعل أغلب الأحزاب مع الحكومة المقترحة لم يتجاوز إصدار المواقف الانفعاليّة أو الهجومية، وكانت الحجج المقدّمة غير مقنعة ولا تعكس نضجا أو تطوّرا، وهو أمر مفهوم فمن لم يقم بتقييم أدائه ومن لم يُقدم على إنجاز المراجعات لا يستطيع أن يفكّر خارج الصندوق: فخسارة الموقع بالنسبة إليه ستؤدي حتما إلى ضياع الامتيازات والمصالح. وليست المواقف وليدة تفكير سياسي ناضج بقدر ما هي ردود أفعال دالة على الاستماتة في سبيل الدفاع عن المصالح الضيّقة.

ويبدو أنّ الفاعلين السياسيين لم يفارقوا وقع الصدمة إذ ظلّوا يتعاملون مع حدث تشكيل الحكومة من موقع الضحيّة التي تحاول أن تبرّر عمليات الانتهاك والسطو والاعتداء. فـ«الرئيس» هو الّذي سعى إلى انتزاع «شرعيّة» الأحزاب، ومنح فاعلين جدد فرصة إدارة المرحلة المفصلية من تاريخ الانتقال الديمقراطي. ولكن هَب أنّ الرئيس سحب البساط من الأحزاب فمثّل بذلك «قوّة تغيير» للمسار السياسي من خلال استبدال «اللاعب السياسي» بـ«المتمكّن في الجانب الإداري» أو «القانوني» فمن وفّر له الفرصة؟ ولِم تحوّل «توزير» السياسيين المتحزبين إلى «ثابت» من ثوابت السياسة، و«معلوم» في السياسية بالضرورة؟

ونذهب إلى أنّنا أمام مرحلة سياسية تغيّرت فيها قواعد العمل وهوّية اللاعبين إذ انتقلنا من المحاصصة الحزبية إلى قواعد جديدة لتشكيل الحكومة وفق توازنات متنوعة تعكس تموقع القوى المؤثرة وانتقلنا من الفاعل السياسي المعروف إلى فاعل جديد مثير للفضول، وهو أمر نحسب أنّه يرضي عموم التونسيين الّذين آمنوا بأنّ «تغيير الوجوه فيه راحة» وهذه الديناميكية الجديدة تتطلّب مزيد التفكّر في التحوّل الدلالي لمجموعة من المعاني: الاستقلالية والكفاءة، وحكومة التكنوكراط، وغيرها ، وتقتضي الوقوف عند أسباب بروز «اللاعب» المحرّك للأحداث والممسك بخيوط اللعبة والّذي باتت تستهويه استراتجيات اللعب. وانطلاقا من هذا التغييرات نقدّر أنّ فشل الفاعلين السياسيين أدّى إلى تحويلهم إلى الهامش بينما احتّل الفاعل الجديد

المركز، ونحسب أنّ كلّ فعل تمركز يستند إلى مشروع هيمنة تظهر في لبوس مختلف عن السائد والمألوف.

تغيّرت وجهة المسار الانتقالي بتغيّر هويّة الفاعلين، وظهرت اعتبارات وتصوّرات جديدة تريد أن تزيح الفاشلين من المشهد، وتمنح فرص التمكين لمن هم أكثر قدرة على التسيير، وهذا يعني أنّ إدارة الوزارة تتطلّب حسن التدبير، والقدرة على التواصل، والتنسيق وفهم القوانين وتقدير الأولويات والعمل الدؤوب لتحقيق المطلوب... فهل انتهى زمن السياسي «الأميّ» و المراوغ والمتلاعب بالمصلحة الوطنية وحلّ زمن العمولين من أجل إنقاذ ما أفسده الآخرون؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»