أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة














المزيد.....

الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




عن الحاجة المستمرّة إليه من جهة، والمطالبة بإحداث إصلاحات داخلية فرضها السياق الجديد من بينها فرض تنحّي الشيخ عن القيادة، وفسح المجال لبروز وجوه جديدة تتنافس من أجل قيادة المرحلة، من جهة أخرى. وينمّ هذا المأزق الذي تواجهه الحركات التي تحوّل بعضها إلى أحزاب مارست الحكم في السنوات الأخيرة عن التعارض بين مرجعيات متنوعة بعضها موصول إلى التجارب السياسية في التاريخ الإسلامي بإرثها الاستبداديّ، والبعض الآخر يروم محاكاة تجارب الأحزاب الدينية المسيحية على وجه الخصوص التي أفادت من المناخ الديمقراطيّ، وقد عاينّا اعتماد قيادات حزب النهضة على أمثلة مستقاة من تاريخ الخلفاء «الراشدين» تارة، واستشهادهم بطريقة حكم بعض الأحزاب الكاثوليكية في أوروبا طورا آخر، متّى فرض السياق استدعاء التجارب.

ويخبر الاعتماد على المرجعيّة الإسلامية عن التصوّرات التقليدية التي تجعل مؤسس الحركة يُتمثّل على أساس أنّه يحاكي النموذج التأسيسي فهو أقرب إلى جيل الصحابة والتابعين ويستمدّ هيبته و«قداسته» وتموقعه من هذا «العود إلى الوراء» فلا غرابة أن يتحوّل «الغنوشي» إلى الشيخ «الحكيم» والعقل المدبّر والممثّل الأوحد للسلطة والمعرفة والخبرة ... وهذه الميزات تجعله في الصدارة مراقبا ومتحكّما في المشهد ومهندسا للنظام التراتبي الذي يخضع له الجميع. وكلّما تجذّر هذا التمثّل صار رئيس الحركة أكثر إيمانا بأنّه الوحيد القادر على إفادتها ولذلك ردّ «الغنوشي» على من قالوا له إنّ صدورهم ضاقت برئاسته :» يجدد للبعض دون حدّ إذا كان حكم المؤسسات على أدائه إيجابيا... الأحزاب تستثمر في قياداتها الناجحة فتدفعها إلى أعلى حتى تنتقل مقبوليتها من المستوى الحزبي إلى المستوى الوطني وحتى أوسع من ذلك «. وبما أنّ الرجل يتصوّر أنّه «الزعيم» فإنّه يستثني نفسه من القواعد والمبادئ التي تفرضها الممارسة الديمقراطية، ويرى أنّه خارج التصنيف يقول: «أما الزعماء» في الأحزاب الديمقراطية وليس الرؤساء، فهم الاستثناء من القاعدة، لقدرتهم على الصمود في مواجهة عامل التهرئة ، العنصر الفاعل في التداول. الزعماء جلودهم خشنة! يتحملون الصدمات». ولأنّه من هذا الطراز الرفيع : «الزعيم الأكبر» الذي «لا يجود الزمان بمثله»، والشمس الساطعة، والبدر، وصاحب المقام العليّ والفذّ فإنّ الجماعة ملزمة بدفعه إلى قيادة البلاد لا مطالبته باحترام المبادئ والقواعد. إنّه القاعدة التي تستقي الجماعة وجودها منها.

بيد أنّ هذه التمثلات حول الذات الحاكمة والتصورات الخاصّة بالحكم والسلطة...سرعان ما تصطدم بإكراهات الواقع . فاختيار الحزب الدخول في تجربة بناء التحوّل الديمقراطي قد فرض عليه التزحزح عن التصوّرات التقليدية والقبول المبدئي بـ«تجريب» الممارسات الديمقراطية والاعتماد على آلياتها المختلفة والاستدلال بمفاهيم معاصرة: التداول، الحوكمة، ... وقد ترتّب عن خوض تجربة «الانفتاح» إحداث المؤسسات «المدنية» داخل الحزب، ولبس ربطة العنق، واستقطاب غير المحجبات... خفوت «الجذب العاطفي» والتأثير الوجداني - الوعظي الذي كان يستمتع به «الغنوشي» لحساب جذب من نوع مختلف يحقّقه آخرون من خلال إقناع الأنصار بالكفاءة والقدرة على التسيير، ومهارات الأداء ...
اليوم تجد قيادات الحزب صعوبة في التوفيق بين الماضي / الحاضر، الموروث/التجارب اليومية، العقدي/السياسيّ، التكلّس/التجديد، الثبات/الديناميكية، العاطفة/العقلنة،.. مثلها في ذلك مثل حزب العدالة والتنمية وغيره من الأحزاب التي اضطرّت إلى أن تحسم أمورها بكلّ حزم. غير أنّ هناك من يتصدّى لهذا المسار التاريخي ويحوّل التجارب البشرية إلى تجارب خارقة للعادة. إنّ رفض «الغنوشي» محاولات غيره إعادة تشكيل وعي الجماعة، وحرصه على استبدال لقب»الشيخ» ب»الزعيم» يعدّ في تقديرنا،حجّة على رغبته في صناعة صورة تفارق الزمان والمكان والمعايير السائدة... إنّه الكائن الهركوليّ Hercule -Héraclès المفارق للقوانين الطبيعية الذي لا تؤثر فيه عوامل الشيخوخة وبإمكانه أن يتحّدى كلّ الصعاب. وما التلميح بعقم الحركة وعجزها عن «استنساخه» وإنتاج قيادات فكرية تتطابق مع مقامه إلاّ علامة على الإفراط في تقدير الذات، وعلى هيمنة تصوّر مفاده أنّ ‘غيبته’ ستتسبّب في الهلاك المبين.أمّا تذرّع «الشيخ› بأزمة الكورونا والفقر والبطالة... فهو محاولة للتقليل من شأن الموضوع وآلية للضبط والقهر علّه يغلق باب النقاش وينجح في تحقيق حلم تجلّى في استحضار مقام «نصر الله» : ولاية الفقيه السنيّ.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب
- «إياك أعني واسمعي يا جارة»
- ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة