أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - جيل الغضب المشروع














المزيد.....

جيل الغضب المشروع


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6933 - 2021 / 6 / 19 - 09:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


والاجتماعيّة والثقافيّة وغيرها، ووضع السياسات وخطط استشراف المستقبل. وقد ازداد الاهتمام بهذه الفئة العمريّة بعد الموجة الأولى من الانتفاضات/الثورات في تونس ومصر والمغرب واليمن وسوريا، والموجة الثانية التي شملت العراق ولبنان والسودان والجزائر فعقدت المؤتمرات والندوات الدولية وصدرت المقالات والمؤلفات التي أخضعت «اللاعبين الجدد» للدراسة والتحليل وفتحت مساحات جديدة لتمكين هؤلاء من التعبير عن ذواتهم/نّ وتصوّراتهم/نّ ومشاريعهم/نّ ورؤيتهم/نّ للتغيير المنشود، وظهرت مصطلحات جديدة ك»جيل المساواة»، و»جيل التغيير وبرزت مفاهيم ونظريات ومقاربات تثري النقاش.
ولكن يبدو أنّ المسؤولين عن إدارة المرحلة من وزراء وسياسيين ومشرفين عن القطاع الإعلاميّ والثقافيّ وغيرهم في سبات عميق لم يواكبوا الجدل الذي انطلق منذ العشرية الأخيرة، تحت إشراف الأمم المتحدّة التي أصدرت التوصيات ووضعت الخطط الكفيلة بتغيير مواقع الشبّان/الشابات. فالمتابع للمشهد التونسيّ يلحظ بكلّ يسر، غياب أصوات الشبّان/ات، وتهميشهم/نّ المقصود في المنابر السياسيّة والسياسات والإعلام، وكأنّه لا مكان لهؤلاء إلاّ في الفضاء الافتراضي فمن خلاله يُمكنهم انتزاع مساحات لإبداء الرأي. وبالفعل كان حضور الشبّان/ات، ملفتا للنظر على مواقع التواصل الاجتماعيّ من حيث نمط الكتابة ونحت العبارات واختيار المواضيع وطريقة النقاش وأشكال الحضور والتفاعل والتنظّم وتبادل المعلومات والتجارب. وكان بإمكان المسؤولين أن يلحظوا ويلتقطوا هذه المؤشرات التي توضّح مدى اختلاف هذا الجيل عن سائر الأجيال الأخرى التي استحوذت على السلطة من حيث تعدّد المرجعيات وطرق التفكير. ولكن «لمن تقرأ زبورك يا داوود»؟.
ولئن اُريد لهذا الجيل أن يكتفي بالحضور في المجال الافتراضي ويترك الساحة للهواة من السياسيين والمتطفّلين والانتهازيين فإنّ تعدّد الأزمات وما ترتّب عنها من انعكاسات وتطوّر أشكال النضال في العالم دفعت الشبّان/ات إلى الخروج عن المعايير والتقاليد والموقع الذي حدّدته السلطة ولذا تعدّدت عملّيات انتهاك حريّة التعبير وزُجّ ببعض الشبّان في السجن على خلفيّة تدوينة دون أن يلتفت المسؤولون إلى معالجة أصل الإشكال ومحاولة سدّ الفجوات.
إنّ تحرّك «الجيل الخطإ» المستمرّ منذ جانفي إلى يوم الجمعة 18 - 6 - 2021 لا معنى له سوى أنّ الوضع قد تأزّم إلى درجة تنبئ بالخطر، ولا غرابة في ذلك فنحن إزاء جيل يحرّكه الغضب المشروع : الغضب من سياسات مأسست التمييز وانتهاك القانون فصرنا نتحدّث عن مواطن ونصف مواطن يكفي أن نشير إلى سرعة ردّ رئيس الحكومة على تعرّض وزيرة التعليم العالي إلى عنف لفظيّ داخل المجلس وسكوته المخجل عن الفتاة التي دهسها أعوانه وانتشرت صورتها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف العالميّة. ومع أنّ «المشيشي» بيّن خوفه من بناء صورة سلبية لتونس إذا القي القبض على النائب الخياري، فإنّه لم يعتبر هذه الصور المنتشرة حول انتهاكات طالت الفتيات والشبّان مسبّبة للحرج بل إنّ ارتفاع منسوب العنف الممارس على أساس النوع الاجتماعيّ في كلّ الأفضية بما في ذلك الجامعات لم يستفزّه.
تستمرّ المواجهات الليليّة في حيّ التضامن وسيدي حسين وغيرها ولكن أغلب وسائل الإعلام لا ترى التحركات حدثا مثيرا يستوجب الاستقصاء ولا أهميّة لمطالب الشبّان/ات فالدفاع عن حقوق المقتولين والمعذّبين والموقوفين ليس شأنا عامّا يهمّ التونسيين والعدالة الاجتماعيّة يوتوبيا. أمّا التغيير فهو مستحيل بعد استشراء الفساد في كلّ القطاعات.
وفي المقابل تتضاعف بيانات المنظمات الحقوقيّة التي تحذّر وتندّد ... والمقالات التي تحلّل الوضع التونسيّ من منظور يتابع حضور الشباب/ات ويرصد الخطابات والتحركات ويقدّم الفرضيات الممكنة لما سيؤول إليه الوضع ولكن هل انتبه الغافلون؟
بين الارتماء في أحضان الجماعات المتطرّفة أو الإقدام على الهجرة الشرعيّة وغير النظامية أو الانحراف أو التحوّل إلى «زعماء الكنترا يحاول جزء هامّ من شبابنا وشابتنا التفكير في بدائل أخرى تؤكّد أنّهم طاقة فعّالة قادرة على التخطيط وتوفير الرعاية للمقهورين وفرض التغيير، ويبدو أنّه لاشيء يبعث الأمل إلاّ صمود جيل الغضب.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - جيل الغضب المشروع