أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - مُدّوا الأيادي واضربوهنّ














المزيد.....

مُدّوا الأيادي واضربوهنّ


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 21:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




هي أكثر سبب في انتشار العدوى. اغسلها وعقّمها مليح قبل ما تمس وجهك وتفاعل بعض الفايسبوكيين مع هذه الحملة التوعيّة التي جاءت بعد أن صارت عدّة ولايات «منكوبة وموبوءة»، ومات مئات التونسيين/ت ولم يجدوا «يدا» رحيمة تمتدّ إليهم لتنقذهم. مات المعوزون لأنّ يدهم «قصيرة» ولم يستطيعوا ولوج المصحّات الخاصّة فعن أيّ يد تتحدّثون؟
قُوبلت الرسالة التوعويّة بالاستهزاء والسخرية والانتقاد لأنّها كانت فاقدة للنجاعة. فإن كانت الدولة عاجزة عن إلزام الناس باحترام الإجراءات فهل ستنجح رسالة بصريّة في ردعهم أو منعهم من سلوك بدا لأغلبهم "غير حضاري" ومُخبر عن جهل وانعدام وعي؟.
وبقطع النظر عن طرق تقييم الفايسبوكين لهذه الرسالة التوعوية نعتبر أنّ ما ورد فيها يستدعي التوقّف. فالخطاب لا يتوجّه إلاّ إلى ذكور الأمّة «عزيزي المواطن» وكأنّه لا حاجة لحفظ صحّة النساء. ففي زمن اختيار الأولويات لا حقّ للنساء في العيش والصحّة. وبذلك يعبث أصحاب هذه الرسالة بما جاء في الدستور من مواد تلحّ على حقوق المواطنات والمساواة ...، بل إنّهم يتجاهلون قانون 58 فيعتدون رمزّيا على التونسيات فيغيّبونهنّ ويحولونهنّ إلى غير مرئيات. أمّا ما يسترعي الانتباه في هذه الرسالة اقتصارها على اليد الواحدة الناقلة للعدوى فهل تقتصر النظافة والتعقيم على يد دون أخرى؟ وتكمن المفارقة العجيبة في الإحالة على الماء، والحال أنّ الحقّ في الماء صار مطلبا أساسيّا يرفعه الناس في باجة وفي غيرها من المدن حيث تشبّ النزاعات من أجل سطل ماء، ولن نشير إلى مواد التعقيم والتي تعتبر اليوم من الكماليات يكفي أن تتجوّلوا في الجامعات والمعاهد حيث يجري التلاميذ والطلبة الاختبارات بلا كمامات أو مواد تعقيم لتدركوا الواقع المرير فهل وُجّهت الرسالة إلى طبقة دون أخرى؟ فمن له المال بإمكانه أن يغسل بالماء ويطهّر يده بالمعقّم أمّا البقية فلهم أياد تتضرّع إلى ربّ السماء.
يحيل التركيز على اليد إلى القوّة والسلطة والبطش: ‘قبضة اليد الحديديّة’ وقد لمسناها في أشكال تعامل أجهزة الأمن مع الحركات الاحتجاجية. فهذه يد تسحل وأخرى تعرّي وأخرى تلطم وأخرى تعذّب...وعاينّا قبضة يد السلطة في الإجراءات التعسفيّة والتمييزيّة وغيرها فكان المسار ارتداديا يذكّرنا بما كان. وليس التركيز على اليد العليا مقتصرا على البطش بالآخر بل هي اليد التي تمتدّ إلى المال العمومي فتغرف، وتحوّل وجهة الهبات والمساعدات وتتقبّل الرشاوى و«العجالة» و... ومن هنا كانت اليد منبّهة إلى استشراء الفساد وطرق مأسسته.
لننتقل من الشارع حيث وضعت لافتات فاقدة للمعاني إلى مجلس النواب الذي نُظر إليه على أنّه جمّع أصحاب الأيادي القذرة، والمتحرّشة والسارقة والمعتدية والمزوّرة... وهنا تأتينا البيّنة «فبهت الذي كفر» . هي «يد» بصيغة المفرد كتلك الواردة في اللافتة يوجّهها صحبي سمارة، (ونتعمّد تسمية المعتدي اعتمادا على ثقافة حقوقية تصرّ على فضح الفاعل) إلى زميلته عبير موسي ليصفعها. وبذلك انتقلنا من الصفع ببذيء الكلام إلى الضرب على الخدّ بالكف المبسوطة التي لا تخشى ما جاء في الكتب المسطورة، ولا تأبه بالقوانين التي صدرت عن السلطة التشريعية ذات سنة بل لا تكترث بمرجعيّة اتّخدها «حزب حاكم» تنصّ على «تكريم النساء» ومعاقبة اللئيم الذي يعتدي على «الشقائق» وقذف المحصّنات...
لا يبالي الصافع بخطابات تلحّ على أنّ التونسيات «نساء بلادي ونصف» وهنّ «الحرائر» اللواتي «وقفن لتونس» فبالنسبة له لابدّ من رفع اليد وضرب المتطاولة على «الهيبة الذكورية» والقوامة والدرجة والفحولة، ولابدّ من صفع المزاحمة للرجال في السلطة وسليطة اللسان غير الممتثلة للمعايير والمنمّطات ... الضرب ينتقل من الفضاء الحميمي (الفراش، البيت حيث تكسر اليد والرجل وتفقأ العين...) إلى الفضاء العمومي ومنه إلى قبّة المشرّعين.
لا تعنينا مؤازة النسوان للنسوان وضغطهنّ حتى يتمّ الضرب على يدي الجناة ولا نبالي بوقوف الأحزاب «الحداثية» وقفة مشرّفة تذكّر بحرب البسوس. فالمسألة مسألة فقدان المجلس والحكومة كلّ مصداقيّة فحين يصبح السائد: هدر حقوق المواطنين/ت واستباحة كرامتهم/هنّ وحرمتهم/هن الجسدية تنقل المقاومة إلى ساحة أخرى.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - مُدّوا الأيادي واضربوهنّ