أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب














المزيد.....

المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 16:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قدّم عدد من المحلّلين السياسيين وأساتذة العلوم السياسية والقانون الدستوري التونسيين والأجانب عددا من «السيناريوهات» الممكنة لإدارة مرحلة ما بعد 25 جويلية منها ما يتسم بالرومانسية كتوقع العودة إلى الوضع «الطبيعي» بعد عدول الرئيس «سعيّد’’ عن قرارته وعودة الرشد إليه وتحكيم العقل إذ لا إمكانية لحماية الإنجازات إلاّ بالرجوع إلى المسار «الديمقراطي»، ومنها ما يبدو «واقعيا» فالمفترض تعيين رئيس وزراء و’حكومة تكنوقراط’ والانطلاق في الاستعداد للانتخابات السابقة لأوانها في مناخ سياسي يعترف الجميع بأنّه شديد الاضطراب، ومنها ما هو موصول إلى «ثقافة التوافق» إذ سيتمكّن الرئيس من فرض «خارطة الطريق» على الأحزاب والمرجّح أنّها ستقوم على الدعوة إلى استئناف البرلمان لأعماله مع إجراء الانتخابات المبكّرة، ومنها السيناريو المتماهي مع تجارب الانقلابات إذ يُتوقع تحويل «الانقلاب البيروقراطي» إلى «انقلاب عسكري» . غير أنّ هذه الفرضيات والتوقعات والتخمينات والقراءات سرعان ما ضاعت في مهبّ الريح ذلك أنّ خطط»الرئيس» تظلّ مجهولة ومنفلتة وعصيّة على الفهم وغير قابلة لإخضاعها لآليات التحليل «التقليدية» وهو أمر لم يزعج النخب السياسية التونسية فحسب بل أثار مخاوف عديد الشخصيات الأجنبية المرتبطة بدوائر النفوذ.
وفي ظلّ مشهد إعلامي وسياسي قام طيلة سنوات ،على تنافس «المحلّلين» من أجل تقديم القراءة «الصحيحة» للواقع السياسي، وحرصهم على التموقع في دائرة «الجهابذة» والأكثر قدرة على الفهم وفكّ الشيفرات والأكثر معرفة بما يجري في كواليس القصر، والبرلمان والرئاسة...لنا أن نتصوّر المأزق الذي يعيشه هؤلاء «المحلّلون» بعد أن نفذ رصيدهم ، وتقلّص رأسمالهم وفضح أمرهم وما عاد بإمكانهم الزعم بأنّهم قادرون على قراءة التطورات وتوضيح القرارات بنفس النزعة «الوثوقية» المعهودة. وهنا صحّ القول إنّ قرارات التجميد و«تعطيل» ملكة الفهم قد شملت النواب والسياسيين وكذلك المحلّلين. وهنا تغيّر خطاب بعضهم فاعترفوا بقصورهم عن فهم ما يجري بينما استمرّ أغلبهم في ادّعاء الإمساك بخيوط اللعبة.
ولئن كان هذا وضع من امتهنوا التحليل فما هو وضع رئيس «أكبر حزب في البلاد»؟
إنّ ما يسترعي الانتباه في تصريحات الغنوشي منذ 25 جويلية هو الإرباك الحاصل على مستوى صياغة المواقف وإنتاج الخطابات، وهو أمر يقيم الدليل على أنّ «الزلزال» السياسي قد دكّ القواعد الصلبة للحركة وبعثر الحسابات وأضعف القدرة على ابتكار الاستراتيجيات. فقد تجاورت خطابات الوعد والوعيد والتهديد بحرب الشوارع مع خطاب الحوار والجلوس إلى طاولة التفاوض، وتحوّل الانقلاب بقدرة قادر، من أداة لهدم التجربة الديمقراطية إلى فرصة ثمينة للإصلاح والانطلاق من موقع مختلف، وتبدّدت المخاوف من عودة الاستبداد وصار الحديث عن استعداد النهضة للمشاركة في الحرب على الفساد وبناء مسار الإصلاح الفعليّ.
وبيّن أنّ تموقع النهضة في البدء، في إطار الحزب المعارض لقرارات «قيس سعيّد» والمدافع عن الثورة والاستحقاقات والديمقراطية لم يجد المساندة الكافية من داخل الحزب إذ كيف لمن تربّع على العرش أكثر من 40 سنة أن يزعم أنّه ينتصر للديمقراطية؟ وأنّى لمن لم يؤمن بالانتقاد والتداول والحوكمة الرشيدة و... أن يقود معركة ضدّ المستبد؟
ولم يتمكّن «الغنوشي» من التأثير في القواعد وفي عموم التونسيين وإقناعهم بأنّه يريد الدفاع عن مصلحة التونسيين إذ كيف يجوز لمن تواطأ مع «بارونات الفساد» وغضّ الطرف عن «المفسدين في الأرض’ أن يلبس ثوب المصلح العادل؟
إنّ مسار 25 جويلية يستدعي تواضعا «معرفيا» كبيرا وبحثا دؤوبا عن عدّة منهجية جديدة ومحاولة للتكيّف مع السياق الجديد حيث يمسك الأب بزمام الأمر ويغلّق الأبواب ويسدّ المنافذ ويستمتع بأنّه الشخص الوحيد القادر على تحريك خيوط اللعبة وأنّه «الملغز» ولعلّه من المفيد في هذا الإطار، العودة إلى تاريخ تشكّل السلطة في روما واليونان حيث امتزجت سلطة ربّ العائلة بسلطة السياسي.
وطالما أنّ كلّ محاولات الفهم والتحليل وتقديم الفرضيات والتوقعات أثبتت «محدوديتها» فلا بأس من الاعتراف بأنّ الزلزال لم يكن سياسيا فحسب بل إنّه عبث بطرائق الفهم وأساليب التحليل .



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب