أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - حيوات الأفغانيات مهمّة














المزيد.....

حيوات الأفغانيات مهمّة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 12:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يتابع العالم اليوم، باهتمام شديد ما يجري في أفغانستان فيدرك كيف تواطأت الدول: الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وقطر مع طالبان على حساب المدنيين.

ويحدّق الجميع في تلك الصور الصادمة: هرولة الجموع وراء طائرات «الأجنبي» /المخلّص، وتدافُع المراهقين والشبّان والكهول والشيوخ باتّجاه الحدود علّهم يعبرون إلى بلدان الجوار. ويتساءل المشاهدون عن الأسباب التي تجعل الأفغانيين يؤثرون الرحيل على الاستقرار في بلد يتأسلم فلا يوفّر الأمان. غير أنّ الموضوع الذي يستأثر باهتمام الرأي العامّ العالمي هو وضع الأفغانيات اللواتي استطعن، على امتداد السنوات الأخيرة، انتزاع مجموعة من الحقوق لعلّ أهمّها الحق في التعليم والحق في العمل والحق في الصحة.ولكنّهنّ اليوم بتن مهدّدات بالرجوع إلى البيوت والخضوع للأوامر الصادرة عن قيادات طالبان بل إنّهنّ معرّضات لأشكال من العنف.

ويزداد هلع الناشطات الحقوقيات وصانعات السلام وغيرهنّ من الفاعلات في كافة المجالات الفنيّة والطبية والعلمية وغيرها فتجزم هؤلاء أنّ نهايتهن ستكون على أيادي من أقاموا في باكستان ودرسوا في المدارس القرآنية وغيرهم من الراغبين في الانتقام من نساء رفعن الأصوات و«استقوين بـ«الكفار» من أجل التمكين. ومادامت القيادات الكارهة للنساء تستهدف الفتيات والنساء ونظام طالبان يعادي حقوق النساء فلا أمل يرجى إذ تمكّن التنظيم من الاستحواذ على السلطة بكلّ يسر بعد أن صدرت الأوامر للجيش بعدم المقاومة.

وتتضاعف مخاوف الناشطات الحقوقيات بعد أن أعلن التنظيم عن نيّته في إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، وهنا تُستحضر تجارب «الدول الإسلامية» السابقة في باكستان وإيران والسودان وغيرها فكلّما تأسلم نظام الحكم تغيّرت مواقع النساء وأهدرت دماء الفتيات والنساء وانتهكت حقوقهنّ وجعلت الناجيات يواجهن الصدمات ولا يستطعن نسيان أشكال العنف الذي سُلّط عليهنّ.

وبالرغم من «خطاب الطمأنة» وتأكيد قيادات طالبان على حماية حقوق النساء فإنّ الناشطات يفنّدن مزاعم هؤلاء ويشرن إلى رفض القيادات تشريك الأفغانيات في المفاوضات التي جرت في قطر ، والحال أنّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325،ينصّ على مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار والعمليات السلمية. وما اللجوء إلى تطبيق الشريعة، في نظر الأفغانيات، إلاّ تكريس لهيمنة الرجال على النساء وفرض الرقابة على أجسادهن والتحكم في مصائرهن.وليس الانطلاق في خطف المراهقات والتزوج بهنّ على الفور وإلزام النساء باللباس «الشرعي» وحجب صور الفنّانات من واجهات المحلات وقتل بعض الفنانين والكتاب وغيرها من الممارسات إلاّ علامة دالة على الشروع في التشفّي من الذين خالفوا تعاليم الإسلام.

تخسر الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، الحرب مثلما خسرت الحرب على فياتنام ولكن ما هي الدروس التي يمكن للعرب/المسلمين/ات استخلاصها؟

أوّلها: إفراغ الخطاب الحقوقي من معناه واتّساع الفجوة بين الخطاب الحقوقي الأممي وترسانة النصوص القانونية وبين ما يجري على أرض الواقع من حسابات تفرض على الدول «العظمى» مخالفة المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية والتنكّر لما تعد به والتخلّي عن المجموعات التي ساعدتها على تحقيق مصالحها. فأنّى لمن سلّم أفغانستان إلى طالبان أن يُلزم الدول الأخرى باحترام الحقوق والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات ؟ وهو أمر يجعل «التابع» يعيد النظر في حساباته وفي مفهوم السيادة الوطنية ... وثانيها: انتفاء الثقة في خطابات «حماة الديمقراطية» و«النسويات البيضاوات» اللواتي أردن تحرير النساء في العالم ، وثالثها عدم التعويل على المنظمات الداعمة والجهات المموّلة للمجتمع المدني فحين تحضر المصلحة ينقطع حبل الودّ، ورابعها أنّ التمكين النسائي قد وضع اليوم تحت الاختبار إذ احتجّت مجموعة من الناشطات أمام «القيادات» مطالبات بحماية حقوقهن، وفي هذه الحركة الرمزية ما يثبت أنّ طريقة فهم الفتيات والنساء في كل بلدان العالم للسياسة وإدارة الحكم والمؤسسات وبناء العلاقات الدولية وصياغة السياسات مختلفة عن التدبير السياسي الذكوري. ولذلك تنطلق الدعوات المناصرة للأفغانيات لأنّ حياتهنّ مهمّة فهنّ صانعات المستقبل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ
- علامات انسداد الأفق
- جيل الغضب المشروع
- ممارسة للسياسة أم خَبْطَ عَشْوَاء
- ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ


المزيد.....




- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - حيوات الأفغانيات مهمّة