|
الهاشمي من أزقة الفلوجة إلى ميادين الإعلام العربي والدولي / أستحق بإمتياز صفة الخبير الأمني ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ عادة ما ينظر 👀 إلى الخبير الأمني على أنه خبير أقل إلهاباً للاهتمام بكثير من المحلل السياسي ، وهو أمر في الواقع مضى عليه الوقت بشكل ميكانيكي ⚙ ، لأنه لا يوجد له موقع مع تطور الإعلام الفضائي والنتي ، وهو لا سواه ، بلمثابرة والاجتهاد 😥 إستطاع حفر أسمه كمحلل أمني لدى دوائر الإعلام ، بل ، على موقعه الفيس بوكي تجاوزوا متابعين المغدور العراقي هشام الهاشمي قرابة 5 مليون معجباً ، وهذا العدد له دلالة واضحة ومؤشر آخر ، أن المعلومات التى كان يقدمها وباقتضاب ملفت ونزيه ومحايد ، كانت كل ذلك وراء إرتفع أعداد المعجبين اولاً ، وثانياً دفعت المعلومة ، الميليشيات المسلحة في العراق إلى قتله بعد ما أحدث إرباك لهم ، ولأن الهاشمي ، مثله كمثل أي أب يطمح بعراق وطني ، سارعوا أطفاله كما يندفعون عادةً لاستقباله عند رصيف بيته ، وهو العائد بالحلوة ، ليجدوه مدرج بدمائه في سيارته ، وفي الحقيقة ، ذاع صيت الرجل في أماكن مختلفة قبل أن تتعرف عليه فضائيات الإعلام العربي والدولي ، كان الهاشمي حديث الأجهزة الأمنية والميليشيات منذ انتقاله من المذهب الشيعي ليعتنق المذهب السني ، ومن ثم أشتهر أكثر أثناء انضمامه إلى مقاتلين الفلوجة الذي أنتهى به الأمر في سجن ابو غريب ، وبالتالي تلك السنوات الثلاثة كانت هي لا سواها السنين التى مكنته في تكوين علاقة دافئة وعميقة مع أركان وكوادر وعناصر الحركات الجهادية التى كانت ترفع شعاراً آنذاك ، إنهاء الاحتلال الأمريكي 🇺🇸 في العراق🇮🇶 ، وكما يبدو أن وجده في السجن ، لم تكن الفترة مجرد تمضية مدة حكم بقدر أنه استثمر 👍 ذلك في البحث والتعلم فن التفكيك ، وهذه المعرفة أتاحت له لاحقاً إبرام صفقة مع المخابرات العراقية من أجل 🙌 إخراجه طليقاً بين مربعات ، الافخاخ فيها قد تكاد تكون المسافة بينها معدومة ، وبالفعل ، بدأ مشواره في بلاد تتقاسم الطوائف جغرافيتها وتتشابك مصالح الكون فيها من أجل 👍 إبقاء العراق 🇮🇶 على حاله المخجل والمزري ، بل كان السجن تجربة غائرة ومفترق طرق ، حيث توصل إلى نتيجة هي غاية من الأهمية، ألا وهي ، ضرورة إعلاء الوطنية العراقية لكي يتمكن أبناءه من بناء دولتهم الجامعة والقوية ، وذلك بالطبع ، يتطلب إنهاء الهيمنة الإيرانية التى ساهمت في إنزلاق العراق 🇮🇶 إلى هذا الانحطاط ، لكن الحقيقة الأخرى ، أن الدولة العراقية أخفقت في تأمين حماية له كما فشلت في توفير الأمن للمتظاهرين انتفاضة تشرين .
هنا 👈 مقام ثاني ، بدء ذي بدي ، دورنا هو جعل هذا الاغتيال حاضر على الدوام وعدم تمريره كما مرّت اغتيالات كثيرة وطويت صفحتها ، غير أن محاولة الجواب عن ذلك ، ليست بهذه البساطة التى قد تلوح للوهلة الأولى ، وهي في كل حال لا تقتصر إلى اجابات تقليدية أو آخرى كثيفة والتى تقول ببساطة ، القاتل معروف والمقتول دمه🩸مبيوع ، فعلام الاجتهاد إذا كانت الحكومات تشتكي ، تماماً كما أهالي المغتالين يطالبون ليلاً ونهاراً بملاحقة ومعاقبة القتلة ، بل منذ البداية ، وقف الباحث الأمني ( الهاشمي ) بصراحة 😶 مع المنتفضون وتحول إلى مادة لحظية تمد الناشطون بالمعلومات والأفكار والشعارات ، بل أيضاً كانت معلوماته الدقيقة تفضح الجهات التى اعتمدت بنادق التقنيص وسيلة لتصفية الانتفاضة ، وبعيداً عن أهمية الهاشمي التى أزعجت من قرر تصفيته ، يبقى القاتل معروف ، وقد حدده التقرير الذي نشره المغتال قبل اغتياله ب5 أيام ، والذي كشف فيه رسم للهيكل التنظيمي لكتائب حزب الله العراقي وأسم مسؤوله تحديداً ، وهنا يتوجب التعليق هكذا ، كأن وكالة الاستخبارات الأمريكية 🇺🇸 أو الأجهزة العالمية 🇺🇳 يغيب عنها تفاصيل الكاملة لهذه الميليشيات ، بالفعل ، أُخذ القرار وقامت فرقة الموت التى تختص بتصفية الناشطين باغتيال الهاشمي ومعه 40 ناشط على امتداد الجغرافيا العراقية .
لقد أجتهدت حكومات المنطقة الخضراء بالاحتفاظ على نظام اجتماعي يشبه في بنيويته نظام المماليك الذي اقيم في مصر 🇪🇬 وأمتد إلى بلاد الشام في العهد العباسي ، إذنً ، دعونا في هذه المحنة وتحديداً في خضمها ، أن لا نعطي المصداقية إلا للحقائق التى بدورها تتيح لنا التدقيق عبر العلم ، لقد أمعنت الحكومات العراقية بعد الاحتلال بتعزيز ذهنية الكسل بين الجيل الجديد ، وهذا بدوره عزز مسألة الانانية والكراهية لكل من هو متفوق ، بل أطفأت الحكومات الفاسدة والمحمية من طهران ، تحديداً من الحرس الثوري ، أنماط تربوية من أجل 🙌 خلق مناخ الخوف ، بالفعل ، أصبحت الضغينة نهجاً صريحاً ، ومع مرور الوقت ، أكتشف الشعب العراقي ، انهم محاصرون بين مجموعة تتبنى مفهوم المواءمة ، التى بدورها ترفض بشكل قاطع مبدأ التغير أو تغير الواقع ، بل تعتمد بكل عنجهية استراتيجية مهاجمة العدو أو الخصم من خلال الشعارات والخطابات ، ليس إلا ، لأنها غير قادرة على استيلاد نظام معرفي / علمي 🧐 / خدماتي قادر على تقليل الفجوة القائمة ، بل ببساطة أحالت الحكومات فشلها على التدخلات الخارجية والهيمنة ، وهو عدو تحول إلى مطلق ، الذي دائماً يُبنى عليه الخطاب ، ولأن الإنسان بطبيعته يميل إلى نظرية المؤامرة ، وبالتالى ، بسهولة سيحيل فشله في الامتحانات على الأسئلة الصعبة والتى جاؤوا بها من خارج المقرر ، ولأنهم صنعوا على مدار عقدين جيل بائس 😞 ، فإن الأغلبية تماشت مع هذا التفكير والميل والاستهانة حتى وصلت الأمور إلى الحد الذي لا يطاق 😣 ، وبالتالي ، عندما المؤسسة الفكرية تعجز عن تجديد ذاتها ، تلجأ بطبيعة الحال إلى الفكر المضاد ، تعتمد تشويه الخصوم وحرقهم حتى يتبلور من يقتلهم ، وهؤلاء يمكن تشبيههم بالذين يلجؤون إلى الملاجئ أثناء سقوط القذائف من السماء على رؤوسهم ، لأنهم باختصار ، لا يملكون طائرات ✈ تتصدى للطائرات المهاجمة أو دفاعات أرضية قادرة على اسقاطها ومنعها من الاقتراب من الأهداف ، لكنهم من داخل ملاجئهم ، يستمرون في ممارسة ذات الأسطوانة التقليدية والتى تحيل كل فشلهم على المؤامرة الكونية التى كانت السبب في منعهم أن يكونوا منافسين حقاً 😟 .
وللمرء أن يستعيد عادة بالغة الخصوصية من زمن هذا الاغتيال ، إذنً ، لا يوجد هوان أكثر من أن يقبل المرء بأمر الواقع أو يتأقلم لدرجة الإلغاء ، فكل إنسان لديه قوة مختبئة في داخله ، لكن الأغلبية الساحقة تخاف أن تجازف في استخدامها ، بل دائماً الإنسان يرضى بالواقع لأن ببساطة يعرف ثمن التكلفة التى تترتب على قرار التغير ، وواحد مثل هشام الهاشمي لم يتعامى عن خراب الذي اجتاح بلده ، على الرغم من معرفته التكلفة التى يمكن أن تدفع في بلد مثل العراق 🇮🇶 ، لكن أيضاً ، كان يعلم الاستمرار 👍 في الرضوخ والسكوت عن مصانع وأفعال الطبقة الفاسدة والتابعة ، سيكلف جغرافية العراق التقسيم وأهله التشتيت أكثر ، لهذا سجل تاريخ الخبير الأمني هشام الهاشمي محطات 🚉 أشارت عن إدراكه لخطورة قطيعة الادراكية ، لأن الانقطاع في المحصلة سيترتب على ذلك غربة الوعي عن العراق ، ساعتها فقط ، المدرك سيحتجب لإدراكه ، بل سيقرر نوعية الرحيل .
وهذا بالفعل ، ودون إغفال الحقائق الشاخصة والتى تقول إن دولة العراق 🇮🇶 ، وهي دولة من المفترض ذات نظام ديمقراطي ، ينغل فيه مجموعات منفلتة ، لم يكن النظام منذ تركيبة المحاصصة سوى مدمر لحقوق الإنسان ، وهذا حصل مع المغدور الهاشمي ، لقد دفع دمه🩸 مقابل دفاعه عن حق الشعب في تقرير مصيره وحقه في النهوض ، رافضاً اللجوء إلى الملجئ أو تبني فكر التبشيع من أجل تبرير الفشل . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناعة المفاهيم وسياسة الصراصير
-
تحرير حركة طالبان ، واجهة الحركة الاسلامية في وسط اسيا وحاضن
...
-
دولة إليسا تتجاوز المليار إنسان ودولة سياسو لبنان تتراجع إلى
...
-
النذل الصغير🕴 ، رامسفيلد يحصد بقذارة من الأسواق الأم
...
-
الأوهام والحقائق / التلال الثلاثة ، سلوان كانت مقدمة للتطهير
...
-
المعضلة التاريخية بين الشعب الجزائري 🇩🇿 والج
...
-
إنَّها قاعدةٌ بسيطة 💁 ( أفهم الناس تحكمهم ) .
-
أتعبني وأنا أفكر بحاله واستنزف طاقتي هذا الشعب ...
-
طريق الجليد / بين السردية الصينية 🇨🇳 والهوية
...
-
إيران الباحثة عن موطأ قدم في المنظومة الدولية / ما هو متوفر
...
-
من الناحية النظرية / الجزائر 🇩--------🇿-----
...
-
المعلم وليام يسقط نتنياهو ...
-
الصافع والمصفوع والقاتل والمقتول / تاريخ من الصفعات والرصاصا
...
-
دولتان في دولة / الاشتراكية واليهودية ...
-
تفكيك المصري للاثنيات الأفريقية يساهم في فتح مناخات إقتصادية
...
-
الأميرة المتمردة والامير المستسلم ...
-
أمير برتبة عاطل عن العمل والأميرة المتمردة ...
-
دائماً الرابح في سوريا الشبيحة والخاسرون هم السوريين ...
-
مع مراكمة الوعي وبالأفكار الجديدة يتم بناء الجدران الفولاذية
...
-
كيف تحول عياش من قنبلةً💣 إلى صاروخاً🚀...
المزيد.....
-
هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر
...
-
كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية
...
-
ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها
...
-
مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع
...
-
قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
-
حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده
...
-
أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
-
الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
-
-تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
-
مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|