المعلم وليام يسقط نتنياهو ...

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ مؤسسة CIA في أغلب الأوقات لا تفاوض بل تملي شروطها ولا تكرر الشروط مرتين ، وقلة نادرة استطاعت النجاة من تدابيرها ، والغالبية العظمى التى عملت فيها ، ثبت أنهم خدموا دون خوف أو تردد ، لكن اليوم إختلف أسلوب وطريقة تحركاتها مع وجوده على رأسها ، صحيح كانت تُعرف ومازالت بنقل المعلومة وصدقها للرئيس البيت الأبيض ، إلا أن رئيسها الجديد تُقرأ تحركاته بتأني شديد ، إذ يتفوق الجوهر على الطارئ ، وكما عهدته المؤسسات الأمريكية بالرجل العميق والرصين ويعمل بهدوء وهو يبتسم وعلى نار 🔥 أكثر من هادئة وباتزان واعتزاز بقدراته المعروفة ، غيّر مدير الاستخبارات الأمريكية CIA الحالي وليام بيرنز والدبلوماسي السابق والعارف في سياسات العالم ورئيس سابق لمؤسسة كارنيغي ، المشهد في الشرق الأوسط بالكامل ، فهو يصنف اليوم بالرجل الأهم في إدارة الرئيس بايدن ، إبتدأ بإطاحة الجنرال بولي مردخاي ، العسكري السابق ورجل الاستخبارات الذي برهن لمؤسسة الموساد عن مواهبه المتعددة ، عندما استقطب شخصيات كبار في العالم والذي بفضل وجود بيرنز فككت CIA الحلقة التى باتت تعرف بخلية فتنة الأردن 🇯🇴 ، ففي ضربة واحدة☝ أستطاع وليام افقاد نتنياهو شبكته الأعمق في المنطقة ، وبالتالي كما اقنعت CIA وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس بالتخلي عن تحالفه مع نتنياهو والتوجه للتحالف مع بينيت ولايبيد ، استطاعت إقناع قطر 🇶🇦 في دفع عباس منصور ، ( ممثل الحركة الاسلامية الجنوبية ) ، بالانضمام لمشروع الثلاثي بينيت ولابيد و غانتس ، وبالفعل سقطت شبكة نتنياهو .

حالة التفوق التى سيطرت على نتنياهو ، افقدته الطريقة السليمة بالتفكير ، قد يجوز القول أن الأزمات المتعاقبة لم تتيح له فتح بصيرته على مخرجات أخرى شاخصة ، بل لعل كانت تحتاج إلى مبادرات جرئية ليست في جعبته ، بل أيضاً كان من السهل لنتنياهو أن يقابل تحرك وليام بيرنز بتحرك مضاد ، فعندما تسلل يائير لبيد رئيس حزب ( هناك مستقبل ) ، لانجاز التوافق مع الحركة الإسلامية الجنوبية ، كان يمكن لنتنياهو ببساطة إقناع منصور بدعمه بتولى رئاسة الكنيست مقابل تصويت 🗳 حركته والقائمة العربية معاً لحكومته ، لكن خوفه من المجازفة في تحريك الراكد وإحداث تغير تاريخي وحساباته الخاصة باليمين المتشدد ( اليهودي والمستوطنون ) أدخل إسرائيل 🇮🇱 في دوامة لا استقرار ، ومن انتخابات 🗳 لأخرى .

ولعل لم تكن صدفة محضة خطوة الأمريكان تجاه نتنياهو ، هناك أسئلة قياسية أو حتى تقليدية كما يمكن للمراقب أن يناقش المستجد ، لهذا ، البيت الأبيض أعتبر العبث في مربعاته دون رغبته ، هو أمر يرتقي إلى اللعب بالنار ، ولعل قرار الإطاحة بحكومة نتنياهو كان بالنسبة لهم الأحسن لهذه المرحلة ، وهو تحرك يندرج ضمن تصويب مسار السياسي لإسرائيل 🇮🇱 الداخلي والخارجي ، في ظل هكذا تنوع من الأسلحة في غزة ، تُعتبر محطمة التوازن ، على سبيل المثال ، الأمريكيون لن يدافعوا عن خلية فتنة الأردن🇯🇴 ، وهام يعاقبون نتنياهو على تجاهل نصائح الرئيس بايدن بوقف الحرب على غزة والكف عن هدم وتهجير الفلسطينين من بيوتهم ، والابتعاد عن أي استفزازات في المسجد الأقصى والقدس القديمة 🇵🇸 ، لكن ربما نتنياهو خانه أن اللوبيات الأمريكية ( Lobbying )وفي مقدمتهم اللوبي اليهودي ، كما تُسمى هذه التجمعات في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، مجموعات الضغط ، هم لا سواهم من حثوا الناخبين على إنتخاب الرئيس الحالي ، وطالما استطاعت مجموعات الضغط العمل بنجاح وباقتدار ملفت في الانتخابات الأخيرة ، مُحصلتها ، أنها قادت عملية إعلامية كبرى وفريدة وعلى كافة المستويات لكي تسجل أنتصار ✌ على حليف نتنياهو ، الرئيس الأسبق ترمب ، بل ما يجهله الكثير ، بأن سياسات الضغط في كل أنتخابات تجري في الولايات ، تصل فاتورة 🧾 العاملين فيها إلى 6 مليارات دولار 💵 ، وهذه الموازنة تُعتبر موازنة إضافية لموازنة الحزبين ، أي أنها تفوق المساعدات التى تمنحها واشنطن لاسرائيلي .

هي دروس كثيرة ومختلفة ومتشابكة ومتغايرة قدمتها في زمن قصير الإدارة الأمريكية الحالية ، بصراحة 😶 هناك 👈 فارق عميق بين وليام بيرنز ، كمفكر وموجه سياسات دولية ، وليس فقط على المستوى الأمريكي ، وبين من سبقه في المهمة ، لأن الرجل لم يمضى حياته في العالم الدبلوماسي كتكملة للوظيفة أو ترضية ، بل كان في كل الأوقات وجوده إضافة للمؤسسة الأمريكية ، وبالتالي واحد☝ مثل بيرنز يعلم أن مجموعات الضغط في أمريكا 🇺🇸 تلعب دوراً واسعاً في تقليب الرأي العام وكذلك برأي السياسيين ، ولها باع طويل في انتهاج سياسات الاحتيال وتزوير الحقائق ، وهذه المعرفة ساعدته بتحركاته مؤخراً في الشرق الأوسط ، مسجلاً نجاحاً تلو الآخر دون أن يترك بصمات للCIA أو ضجيج أو عنتريات ، إذن ، المدير الحالي أعاد للمؤسسة الاستخباراتية مكانتها ، لكن بميزة خاصة ، أنها لا تقاد من خلال الفلسفة ، مثلما تقاد الدوائر الاستراتيجية ذو طابع تجريدي صوراني ، أي ليست حبيسة تلك الجدلية الاستخباراتية التي ارتسمت لحظة التفكير الغربي ، بل يمزج الرجل التفكير الوسطوي مع الفسلفة المعاصرة أثناء تفكيكاته للمسائل التى تواجهها مؤسسته ، ناظراً إلى الفلسفات المعاصرة الجرئية والقريبة من الواقع تحديداً من حياة الناس المعاصرين .

إلى هذا ، التذكير ببعض أساليب الديمقراطيات ، إذن ، إذا كان سياسو أمريكا 🇺🇸 من خلال العاملون في مجموعات الضغط وفي دهاليز أروقة الفنادق التى يقيم بها السياسين أثناء الانتخابات ، يتفاوضون على الأصوات والسياسات القادمة ، وبالتالي من السهل للCIA التفاوض مع الاسرائيلين على إسقاط نتنياهو ، وهذا مرجح قد يكون حصل .

وبالتالي تحول الطبيب السابق والسياسي اليوم ، عباس منصور نقطة الحرجة الوسطى من لعبة شد الحبل بين الطرفين والعصاة ، بالفعل بيده اليوم صنع ثروة مالية💰 كبيرة إذ ما قرر تسخير كفته🤚 في الانتخابات العامة في إسرائيل 🇮🇱 ، لكن ، في أمريكا 🇺🇸 الآن تراجعت نفوذ هذه المجموعات مع وجود وليام بيرنز طالما هو على رأس المؤسسة الاستخبارية ، حضور وتأثير ونفوذ هذه الشركات العاملة لصالح الدول الخارجية التى اعتادت ممارسة ضغوط على سياسات أعضاء الكونغرس أو الشيوخ أو حتى البيت الأبيض وايضاً الإعلام ، بات أقل ، ولقد راقب المراقب هذا بشكل واضح أثناء حرب قطاع غزة الأخيرة أو قبلئذ وبعدئذ ، مع قضية فتنة الأردن 🇯🇴 ، لقد بُددت كل الأموال التى أنفقت لصالح الأطراف الأخرى ، صحيح أن قانون فارا هو يختص بتسجيل الوكلاء الأجانب المعروفين ب( فاراييون ) ، يُعتبر القانون من أهم إنجازات الرئيس السابق فرانكلين روزفلت ، لأنه ببساطة نظم آلية عمل الخاص بالضغط السياسي لصالح جهات أجنبية (غير أمريكية) ، بل تدخلات ألمانيا 🇩🇪 النازية أجبرت الولايات المحتدة 🇺🇸 على إصدار قانون فارا خوفاً من تمويل الحزب النازي الألماني لجهات أمريكية مناوئة لنظام البلد ، مثل اليساريون وغيرهم ، وبالفعل كانوا النازيين يقدمون مساعدات مالية للتأثير من أجل 🙌 التغير .

ثمة تذكير أخير 😎 ، لعله الأهم والأبرز دلالة يخص التلميذ ، ما هو الدرس الابلغ الذي لقنه التلميذ نفتالي بينيت لاستاذه الملك بيبي ، لقد رفع صوت 📣 التشدد في خطبته وتصريحاته من أجل إرضاء اليمين ، ومن ثم تفاوض مع عرب إسرائيل 🇮🇱 بمنتهى المرونة على تشكيل الحكومة . والسلام ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات