|
تفشي 😷 الفيروس المزدوج / يسبب ذعراً عالمياً..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6891 - 2021 / 5 / 7 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ليست بالمزحة ابداً ، أن تتعامل أي حكومة مع الأوبئة بسجالات زائفة أو سطحية أو حتى ضحلة ، بادئ ذي بدء ، نفتح هذا المقال من التعبير المثلي الذي يصل إلى حدود الحكمة ، وعلى إيقاع واقعة الأشد فتكاً في الحاضر البشري ، نستحضر التعبير الشهير والقائل ( احفروا الآبار لكي لا تقعوا بالعطش ) ، وكما جرت العادة ، البشرية تسير عكس الحكمة التى تركها الحكماء سابقاً ، بالفعل ، سبب مشهد تكديس الأجساد في الهند🇮🇳 ذعراً عالمياً وبات هو المشهد الوحيد في بلد أشتهر بمعالمه التاريخية وفي ومقدمتها ( تاج🤴محل ) ، الأشهر عالمياً ، فأعداد ضحايا الفيروس أكبر بكثر مما يعلن عنها رسمياً ، صحيح أن الحكومة أعترفت بأرقام تُعتبر كبيرة بالنسبة لدول أعداد سكانها قليلة ، لكن في جغرافيا مثل جغرافية الهند🇮🇳 ، ملايين من الناس المنسيين وغير موثقين إحصائياً يصعب حصر الضحايا ، بالإضافة للوضع الصحي العمومي ، سيء السمعة👂كما هو معروف ، ولأن المعايير الكونية جاءت في سياق ما فرضه فيروس 🦠 كوفيد 19 ، تجاهلت الهند السياق التدريجي لعمليات الإنتقال من الحجر إلى العودة للحياة الطبيعية ، وهنا للتأكيد البسيط حين أقدم شرحاً ، هذا لا يعني أبداً ، أنني تماماً أدرك أو المجتمع يدرك الواقع الطبي ، بل نحن فقط جميعاً ، نرضخ بكل أدب وصمت إلى نداءات المصابون بالفيروس ، وهذا ما يميز الكائن البشري عن الكائنات الأخرى ، هناك 👈 قدرات خاصة بالإنسان ، قادر على الاستجابة وتحرير نفسه من الصمت ليصبح جهة إنقاذية ، وهذا بالطبع ما يُطلق عليه بالاجتماع البشري ، وبالتالي دولة مثل الهند 🇮🇳 عجزت عن فهم الفيروس الحالي كما فهمته الصين 🇨🇳 أو كوبا 🇨🇺 ، لأن العقلية العلمية ليست تراتبية التى تسمح لها ربط تاريخ الفيروسات القديمة بالجديدة ، فالعالم المتقدم عندما أكتشفوا الفيروس ، وصفت تلك اللحظات ، باللحظات الانقلابية على الفيروسات الفتاكة بالبشرية .
عندما طغت هستريا الحجر ، وباتت الإجراءات الصارمة خطراً على الحالة النفسية على الإنسان ، يومها لم يعبأ عابئ ، لقرارات فك الحجر غير المحسوبة بدقة ، كأنهم غفلوا عن حقيقة بديهية لمثل ما يُشاهد الآن ، لقد لجأت الحكومة لفتح البلاد دون تطعيم 💉 جزء كبير من الشعب أو أنها لم تضع خطة دقيقة للتطعيم ، ومع رفع الإجراءات الاحترازية مرة واحدة☝ وعودة المجتمع بكافة طاقاته إلى مناخي الحياة ، أدى كل ذلك لانتشار الوباء ، تحديداً في مجتمع كالمجتمع الهندي ، الذي يصنف ثقافياً بالفقير في مجالات متعددة وعلى رأسها النظافة الشخصية ، بل كانت البلاهة واضحة عندما أعلنت الحكومة انتصارها✌ على الوباء دون أن تعزز المناعة الجماعية ، كأنها أعتقدت بأن الفيروس موجود فقط في الهواء ، أما الذين يحملونه وعادوا إلى الحياة قبل التطعيم ، لم تحسب لهم حساب أبداً ، بل كانت المصيبة الأخرى التى واجهتها الحكومة والنظام الصحي بشكل خاص ، نقصان الحاد للاوكسجين في المستشفيات والمراكز الصحية ، وبالتالي ، الحياة توقفت ، لأن لا يوجد مصانع 🏭 خاصة كافية لانتاجه بإستثناء بعض الولايات المحددة ، فنقله يستغرق ساعات في كل مرة ، وهذا العجز جعل الطوابير الموت من أجل🙌 الحصول على جرعة🧪 تنفس واحدة ☝ للاوكسجين هو المشهد الأول ، إذنً ، يكشف الفيروس الحالي أن الحكومات لم تتعلم من الماضي ، ولو تعلمت كانت أسست لقطاع صحي ومراكز أبحاث خاصة بدراسة سلالة الفيروسات ، وهذا بالطبع ، كان قلل الخسارات الاقتصادية ، وهنا إذا ما أخذنا مدينة ووهان الصينية كمصدر للفيروس ، هذه المدينة مستمرة في الحياة منذ 3500 سنة ، صحيح أنها أعتمدت إجراءات صارمة في أول ثمانين يوم ، لكن ايضاً الحكومة الصينية 🇨🇳 أنصبت بين مختبراتها من أجل👍 إيجاد مطعوم ، ومع ذلك انتقلت إلى رفع الحجر بشكل تدريجي مع فرض إجراءات احترازية ، وقد شاهد المراقب الفارق بين إلتزام الفرد الصيني 🇨🇳 والهندي 🇮🇳 ، بل ضربت طواقم الوقائية والطبية الصينية للعالم دروس كبيرة بالتفاني والتى استمرت لشهور في ملابس البلاستيكية وبات العالم ينتظر في الطوابير أمام الحدود الصينية من أجل الحصول على حاويات من الملابس والمستلزمات الواقية ، طبعاً لم تكن في الماضي الإجراءات التى تتخذها الأنظمة مع ظهور الطواعين والفيروسات بالأمر البسيط ، لأنها كانت تصل لحد الإعدامات لمن يخالف الحجر ، تماماً ، كانت العقلية البشرية في الماضي كما جاءت في قصة النبي موسى والخضر ، عندما قتل الخضرّ الابن خشية إرهاق والديه ، وأراد أن يبدلهما خيراً منه .
وبالعودة إلى الوراء ، تحديداً إلى واحدة ☝من جذور المسائل الكبرى ، يصح التنبيه بأن التعامل حديثاً مع الفيروسات ، ومن المفهوم ايضاً ، أن البشرية مازالت منخرطة في تفكيك شيفرة ذاك المتمرد ( الصامت ) ، صحيح أنه صغير الحجم ، قديم وحديث ، سواء بسواء في الواقع ، لكن في نصف وأواخر القرن التاسع عشر كانت تلك الفترة التى شهدت البشرية مرحلة الإنتقال لعالم التكنولوجيا والحياة الذكية ، مثل إختراع الاتصالات والطيران وسرعة الضوء والأجهزة الطبية ، وبفضل هذه الاكتشافات ، تحديداً جهاز الأشعة انتقل الطب إلى ما يسمى ، رؤية اللامرئي سابقاً ، أي حسب المنطق الفلاطوني ( المحسوس ) ، بالطبع كسرت هذه الاكتشافات حواجز الأجسام المجهولة التى كانت تسمى علمياً قبل ذلك ، بعدوى الآخر ، فبعد المجاهر ، لم يعد الآخر أخر للأخر ، وبالتالي ، مع كل وباء 😷 يطرح المرء سؤالاً ، هل المرض خاص بالإنسان أو أنه يشمل الكائنات الأخرى ، على سبيل المثال ، اليوم المناخ الجوي للأرض مصاب بمتغيرات من الممكن للمراقب إدراجها في سياق الأمراض الكبرى ، إذنً هل يستطيع الغلاف الجوي معالجة ذاته بذاته ، تماما كما يصنع الإنسان من خلال اجتماعه مع الآخرين على قضايا مختلفة ، وهل ايضاً انكار ذلك يعيد الطعن في خصوصة الإنسان بالاستقلالية ( الهوية ) ، في المقابل ، وهذا صحيح ، فالإنسان يشترك بالأنين مع الحيوانات ، لكن إذ ما أخذ المرء النبات مِثلاً ، فالنباتات لا تئن حين تصاب بمرض معين ، وفي كلا الحالتان ، الإنسان الوحيد القادر من خلال تكوينه ، تكوين إجتماع ، لكي يجتمع من أجل إيقاف أوجاع من يجتمع معه بالاجتماع الإنساني ، أو ايضاً من هو بمحيطه ، بل يسعى من خلال البحث الوصول إلى أبعد من الغلاف الجوي ، وهذه ببساطة قد كشفته علاقته بالحيوانات الأليفة، فالفرد البشري عليه مهمة الاستشعار عن الحيوان الذي يقتنيه عندما يمرض ، بل اليوم العلماء حريصون على تتبع أمراض الحيوانات لأنها مصدر أساسي لأمراض الإنسان ، فبات البحث عن أمراضها أمر يندرج تحت مفهوم الوقاية والجدار لكي لا تشكل خطر ⛔ عليه ، بالطبع ، تماماً كما هو حال مع النباتات التى حتى الآن مادة التبغ كانت قد شكلت في الماضي خطر وبائي على البشرية ، تحديداً بالرئة .
بيد أن هذه أيضاً ، ولا إلتباس ، في ديار العلم ، أيا كانت المظان حول نظامه ، هل يوجد تناقض بين الولايات المتحدة 🇺🇸 والصين الشعبية 🇨🇳 ، أكيد هو كبير ، طبعاً ، وإلى ذلك اليوم الانقلابي ، كانت الفيروسات تفتك بالبشرية بصمت حتى أبتكر الإنسان أجهزة قادرة على رؤيتها وتتبعها وتحليلها ، لكن في السابق كانت المخالطات البشرية سبب رئيسي في نقل العدوى ، على سبيل المثال ، الحقبة الاستعمارية والتجارة بالبشرية وبالأخص بالإنسان الأفريقي ، سجل التاريخ أيامها إنتشاراً واسعاً للأوبئة😷 ، مثل الحمى الصفراء والكوليرا والطاعون ، وهذا دليل أخر أن المخالطة بين الثقافات المختلفة تحتاج إلى توخي ، وايضاً بحاجة إلى مشروع ثقافي يعيد تربية القادم لأي مجتمع أخر ، وبالتالي ، لم تكن التجارة الحرة على قدر من المسوولية لتبني معايير كافية للمنتوجات الصادرة من مختلف الدول ، وهذا هو الدرس الذي تعلمته الصين 🇨🇳 من فيروس كوفيد 19 ، أعادت النظر في مجمل مناحي الحياة في الداخل لكي لا يتأثر مشروعها الاقتصادي ، بالفعل نجحت بشكل كبير ، في وقت دولة مثل الهند 🇮🇳 أخفقت بجدارة لأن النظام في الهند لا يمتلك مشروع هندي على المستوى الشعبي بقدر أن المشروع الهند مازال يقتصر على طبقة معينة من الاجتماع الهندي الكبير .
كيف لا ، إذا كانت ومازالت أسطوانة الحياة والموت لا تتوقف عن استعادة تلك الترانيم العتيقة المشوهة ، والتى تجتهد لإبطال حركة الموت ، من أجل🙌 أن تتفوق حركة الحياة 🌞 ، إذنً ، خلاصة الخلاصات التى تركها فيروس 🦠 كوفيد 19 ، أن جميع الكائنات الحية ، تجتمع اعضاءها في جسد واحد☝ ، وهذا الجسد يشار له انسانياً بالفرد ، ولأسباب ربانية تعمل بانتظام مُحكمة وبدقة عالية ، في المقابل ، ولأسباب مجهولة ايضاً ، يتمرد عضواً من الأعضاء المجتمعة ، فيبدأ بتحطيم هذا الكائن لدرجة أن الحطام بالكاد😥 يترك منه ذكرى ، هي الأخرى تتلاش مع فيروس 🦠 أشد فتكاً من أي فيروس أخر ، فيروس النسيان . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸 🇺
...
-
الصراع على إرث إبراهيم، وثنائية سقراط وإبراهيم ...
-
إلى رئيس وزراء العراق 🇮🇶 مصطفى الكاظمي ...
-
نظام ابو ماسورة ينتقل إلى عهد التوك توك ...
-
إعادة كتابة القواعد من غرف النوم ...
-
وينك يا عم ابو محمود الصباح ، تبهدلنا بعدك ...
-
استباحوا العراق بالكامل ، حيث تقاطعت المصالح على حساب شعب كا
...
-
قد رُفعت العقوبات بالسر ، هل سترفع رسمياً ..
-
ممكن ذلك يحصل في الخفاء ، أم في العلن غير ممكن
-
مازال العالم يتفرج على صانعي الثلث المعطل ...
-
فيروس صغير يفرض على القوى العالمية إعادة ترتيب الرأسمالية ..
-
التنازل عن المعتقد والحقوق مقابل الانخراط بالعقد الاجتماعي ل
...
-
بين السيف والعائدين من منتصف الطريق ، تكثر الجلجلة والهرججة
...
-
ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...
-
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة م
...
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
-
من جحيم ستالين الاسود ، مروراً بجحيم غوانتناموا المصغر إلى ج
...
-
قصف العمق السعودي يقابله قصف العمق الإيراني...
-
ايعقل هذا ...
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
المزيد.....
-
حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
-
كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
-
16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
-
اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
-
الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم
...
-
إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض
...
-
أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
-
لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
-
كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
-
موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|