|
استباحوا العراق بالكامل ، حيث تقاطعت المصالح على حساب شعب كامل ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 12:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ عجزوا من روجوا لرياح الديمقراطية القادمة عن قبول الروح النقدية وحرية الرأي ، الذي وفر ذلك الخديعة الكبرى في بناء الدولة العراقية🇮🇶 الحديثة ، وايضاً اجتهدت هذه المنظومة في تصدير ذلك إلى دول الجوار بطرائق الإثارة الفنتازية أو الكره ، فالإخفاقات التى نتجت عن الحكومات العراقية المتعاقبة كانت بسبب حسر نهج الدولة بالمسألة الأمنية والتخلي عن القضايا المختلفة ، فالمسألة الأمنية واحدة☝من منظمومة متشابكة بين الاقتصاد والاجتماع وايضاً التربية والتأهيل المستدام ، وبالتالي أغلب الأموال التى أنفقت وتنفق حتى الآن على الجانب الأمني والعسكري ، دون الالتفات للمسألتين ، الاقتصادية والتعليمية ، اللتان بدورهما يُعيدان للمجتمع الوطنية المفقودة ، تعتبر إهداراً ، بل الإنفاق الصحيح يعيد تفسير الأشياء كما المنطق يقول ، الماء بالماء وليس الدم بالدم ، بل السؤال الذي لا يرغب أحد أن يضعه في دائرة التفكيك وايجاد حل له بشكل جذري ، هو لماذا الشباب والشابات في المجتمعات يلجؤن إلى المنظمات الارهابية ، صحيح أن الانتماء في الأصل يُبنى على الأيديولوجيا والسياسة ، لكن الطعم الذي يستدرج الناس هو أولاً وثانياً وعاشراً نفسي واجتماعي وتربوي واقتصادي .
كان الاحساس الاشبه ببركان يلتهب تحت سطح الاستقرار الغادر غير كافي لإيقاظ الطبقة السياسية والدينية ، لهذا سيبقى العراق🇮🇶 ينزف من الجهات جميعها وفي مقدمتها من خاصرته الشبابية ، الذين استدرجوا إلى وحل المخدرات ، فاليوم ، العراق بات يعرف عنه من الدول الرائدة بانتشار وتعاطي أبناءه من الذكور والإناث لمادة الميثامفيتامين ، بل ما هو مغيب عن الحكومة ، بأن هناك من وصل به الحال ، أن يبيع مفروش بيت🏡 عائلته بالسر من أجل🙌 شراء قليل من الغرامات ، وبالتالي لم يعاني العراق 🇮🇶 أبداً قبل سقوط النطام البعث من المخدرات ، لكن بعد انفتاح الحدود الإيرانية والأفغانية ، انتشرت المخدرات بشكل واسع بين شباب يائسون ، لا يجدون في وطنهم بصيص أمل 🙏 ، بل تفاقم الوضع بعد فيروس كوفيد 19 ، وبالأخص في البلدان التى تنتشر فيها المخدرات ، مثل البرازيل🇧🇷 وإيران والعراق ، لأن مادة الميثامفيتامين تُخبئ لمتعاطيها الكثير من الانتكاسات الصحية ، أولها تضعف المناعة وتفقد الشهية عن الطعام التى بدورها تفقد الوزن ، ويصبح المتعاطي مؤهل لاكتساب أي مرض🦠 أخر ، وهو في هذا المسعى يحتذي باليابان سابقاً ، كانت اليابان 🇯🇵 في الحرب العالمية الثانية اكتشفوا علمائها هذه المادة ، تماماً حكايتها كما هو الحال مع الحبة الزرقاء ، التى جعلت الجنود طيلة النهار والليل يستيقظون ، لكن أثبتت المادة لاحقاً ، أن الجنود عانوا من أمراض متعددة ، مثل تفشي😷 الكلى والقلب ، وعلى الرغم من معرفة الجنود عوارضها السيئة ، أصروا على تناولها من مفهوم أن هذه الحرب لن تبقي أحد على قيد الحياة ، أي أن الأمل مفقود ، ميّتين / ميّتين ، بالتالي لنجعل موتنا بلا إحساس ، وهذا تماماً ما يحصل في العراق 🇮🇶 ، هناك جيل شبه كامل فقد 😞 الحد الأدنى من إمكانية إصلاح النظام العراقي ، في المقابل ، مع أزمة الفيروس العالمي ، أصبح العالم مع الأزمات الاقتصادية في كثير من المناطق ، وانعكاسه على الاقتصاد ، أكثر تصلباً في مسألة الهجرة واللجوء ، فبات العراقي لا يجد منفذ للهروب من واقعه المزري سوى المخدرات ، فبلد يتفشى به البطالة والفساد والبنية التحتية مدمرة ، جميعها عوامل أخرجت العراقيين من دورة الحياة .
كانوا ومازالوا رجال الدين يراقصون أنصارهم داخل وعلى أبواب حوزاتهم أو على العتبات الشهيرة بالمقدسة ، لكي يعلقوا الأمنيات على مقاصدهم الإصلاحية حتى ربع الساعة الأخيرة من كل انتخابات 🗳 ، والملفت حتى الدهشة المميتة ، أن الميليشيات العراقية التابعة لإيران 🇮🇷، لم تعد تستورد مادة ( المثو ) كما يطلق عليها شعبياً من إيران أو أفغانستان 🇦🇫 ، بل الشيء الوحيد التى وطنته منذ فرضت قبضتها على الدولة ، هو إنشاء مصانع 🏭 سرية في جنوب البلاد من أجل صناعة هذه المادة المدمرة ، ولأن شعب كالشعب العراقي ، مثله كمثل الشعب العربي ، الأغلبية الساحقة أعمارهم في العشرينيات ، وبالتالي أدوات النظام الإيراني ، تحديداً بعد الانتفاضة الشعبية ، واجهوا الانتفاضة في البداية بالاغتيالات والقمع ، لكنهم وجدوا بأن الإعلام العربي والعالمي في مواجهتهم لحظة بلحظة ، الذي دفعهم إلى تكثيف نشر المخدرات بين جيل الشاب .
لم يكن أبداً بالأمر العارض أو المُندثر ، لقد اشتغلت إيران🇮🇷 في العراق 🇮🇶 وسوريا ولبنان 🇱🇧 واليمن 🇾🇪 على نشر المخدرات بكثافة وفي وقت كانت ايضاً تستثمر الجغرافيا العراقية من أجل 🙌 تمرير المخدرات إلى المجتمع التركي ، فأغلب السموم التى توزع في تركيا أصلها من إيران ، بل إستطاعوا أدوات إيران تحويل مدينة مثل مدينة البصرة إلى نكبة كبرى بعد ما كانت البصرة جنات عدن التى يعتقد أن أبو البشرية أدم هبط فيها وحسب الاعتقاد المنتشر بين أوساط ساكنيها ، بأنها تحتوي على شجرة أدم ، ولقد كان أول من أطلق عليها أسمها الحالي ، هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وكانت أول مدينة بناها المسلمون في العراق 🇮🇶، شهدت المدينة مراحل تفوق وخرج من مدارسها فطاحلة من الفقهاء والشعراء والعلماء أمثال الاصمعي والفرزدق وبشار بن برد🤧 و ابونواس والسياب وابن سرين وابن الهيثم واحمد مطر🌧 ، وقائمة علماء التفسير والنحاة وعلم الفلك وغيرهم ، طويلة ، لكن اليوم أنتهى أمرها عطشة ، فقدت مواردها المائية وتلوثت حتى مات الكثير من توسخ المياه .
لقد مرت الحقبة السابقة بكل ما تحمل من آمال تكسرت عند أقدام الديكتاتورية والتى مهدت إلى هذا اليوم الغابر ، لكن الورثاء تجاوزوا المفهوم الطغاة ، لأنهم صنعوا الخراب والدموية لاعتبارات لها علاقة بالتشوه التربوي ، لقد عملت الميليشيات التابعة لإيران بشكل ممنهج على تدمير الذات العراقية وعلى الأصعدة كافة ، وفي صحيح الأمر وبغض النظر عن التفاوت هنا 👈 وهناك 👉 ، بالفعل أسست الميليشيات شبكات إرهابية تلك التى تقتل وتفجر بطول وعرض الجغرافيا ، وبإسم الدين ، اسست ايصاً أكبر شبكة دعارة تحت مفهوم الزواج المتعة ، يستثمرون الأغنياء وأصحاب النفوذ الفقيرات وكل من لها حاجة مالية لتمضية معهم سويعات ثم رميهن تماما كما يرمون المناديل ، واليوم ، تشتغل هذه الميليشيات من خلال مادة المثو فيتامين ، لكي يمكنوا المتعاطون من الشباب والشابات بالانخراط في الشبكة الكبرى لترويجها بعد توريطهم بها ، إذنً ، لقد استباحوا العراق 🇮🇶 تحت شعار هبوب رياح الديمقراطية ، لكن الحرية إنقلبت إلى عبودية ورق واسترقاق وسجن وابادات بالجملة ، وتهجير ، وتدمير اللغة وتدمير البنية التحتية حتى فقدوا الناس انتمائهم الوطني . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قد رُفعت العقوبات بالسر ، هل سترفع رسمياً ..
-
ممكن ذلك يحصل في الخفاء ، أم في العلن غير ممكن
-
مازال العالم يتفرج على صانعي الثلث المعطل ...
-
فيروس صغير يفرض على القوى العالمية إعادة ترتيب الرأسمالية ..
-
التنازل عن المعتقد والحقوق مقابل الانخراط بالعقد الاجتماعي ل
...
-
بين السيف والعائدين من منتصف الطريق ، تكثر الجلجلة والهرججة
...
-
ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...
-
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة م
...
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
-
من جحيم ستالين الاسود ، مروراً بجحيم غوانتناموا المصغر إلى ج
...
-
قصف العمق السعودي يقابله قصف العمق الإيراني...
-
ايعقل هذا ...
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
-
المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...
-
المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
-
إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
-
إدارة بايدن ازدواجية التعامل ...
-
من كان السباق في أبتكار الرقص / البشرية أم الطيور ...
-
الثورجيون السابقون واللاحقيًن ، أتباع روبسبيار ...
-
المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) ..
...
المزيد.....
-
فرنسا ترحل طالبة من غزة إلى قطر بعد اتهامها بكتابة منشورات -
...
-
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
-
الاحتلال يقتحم مقر شبكة الجزيرة برام الله ويمدد إغلاقه
-
تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى
...
-
استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
-
جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا
...
-
توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
-
ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟
...
-
نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
-
قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|