|
تفكيك المصري للاثنيات الأفريقية يساهم في فتح مناخات إقتصادية وأيضاً يفوت الفرص لدول أخرى من التسلل في قطاعات دينامياتها مشلولة ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 13:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ يتردد في أوساط الدول الأفريقية أن قدراته في التعاطي والمرونة تأتي آكلها ، مدشناً بذلك أولى المتغيرات في العلاقات المصرية 🇪🇬 مع القارة السمراء وقطاع غزة ، وكذلك ، وهو الأهم بالطبع ، وليس خافياً ، بأن تنقلات الرئيس السيسي هنا 👈 وهناك 👉 تندرج في مسار طويل لإعادة ترتيب البيت الأمن القومي المصري 🇪🇬 والعرب معاً ، وكانتا الخطوتان الأخيرتان ، في قطاع غزة وزيارته لدولة جيبوتي🇩🇯 دالتين واضحتين على ذلك ، كانتا بالفعل مفاجآت مصغرة إذاً جار التعبير هكذا ، بل لم تكن طريق مصر 🇪🇬 سابقاً في القارة الأفريقية معبدة بالورود ، فكيف سيكون الحال اليوم مع تصعيد الضغوط الإثيوبية ، لقد تراجع الحضور المصري في الحقبتين السابقتين بشكل كبير والذي عكس بالضرر على استراتيجية الدولة ، وبالتالي ، هناك 👈 فارق كبير بين العمل في قطاع غزة والعمق الأفريقي ، لأن الجهة الشمالية لمصر تُصنف من حيث المعايير التكوينية ، ( نقية ) ، أي أن المكون العرقي والديني والمذهبي متشابه حتى التطابق ، أما الجغرافيا الأفريقية ، القارة السمراء ، تُعتبر منطقة متعددة الاثنيات والقبائل والأعراق واللغات ، وهذه الانقسامات السكانية استمرت بفضل التغذية الاستعمارية ، تطورت مع الوقت وصلت في كثير من الأوقات إلى مستوى تعارض الهوية والتى استندت في الغالب على الخلافات المناطقية ، وقد مهد الاستثمار السياسي أبعاداً خطيرة ☣ وبالأخص عندما وافقت بعض الدول الأفريقية بالاستمرار في اللعبة إياها ، إدارة البلاد بناء على تقسيمات الإثنية ، وهذا شاهده المراقب بشكل جلي في رواندا 🇷🇼 وكينيا 🇰🇪 والكونغو 🇨🇬 وجنوب السودان 🇸🇩 على وجه التحديد ، لقد كلف الصراع الاثني في رواندا 🇷🇼 ما يقارب المليون ضحية ، بالطبع ، يعود سبب الخلافات إلى غياب العدالة والتعددية السياسية وتداول السلمي على إدارة السلطة ، وبالتالي كانت هذه العناصر دائماً هي التى تدفع السكان للسير خلف النخب الفاسدة في كل فتنة تنتهي بالإبادات والجرائم .
بالطبع ، الزيارة لا تقتصر على البعد الدبلوماسي الكلاسيكي فحسب ، أو من أجل المحافظة على معنويات الشعب ، وفي عبارة مختلفة ، صحيح أن اللقاء في الشكل وهكذا ظل بعدئذ في تصور البعض ، أنه يبحث عن سلم🪜التفاوض ، لكن في الحقيقة حملت المهمة العديد من الملفات الطموحة ، تحديداً التعاون العسكرية والأمني وايضاً الاقتصادي الذي يبحث🔬 عن إحداث نقلات راسخة في البنية التحتية للقارة برمتها ، وهذا بحد ذاته سيفتح باب التشجيع لدول أخرى لكي ينضموا في المنظور القريب للمشروع المصري ، بل الزيارة أيضاً شملت في سياقها المتصل إعادة ترتيب الملفات الثلاثة ، سد الإثيوبي 🇪🇹 والانفلات السلطة في ليبيا 🇱🇾 وقطاع غزة 🇵🇸 ، لأن أهمية موقع الاستراتيجي لجيبوتي 🇩🇯 لا يقل عن أهمية الصومال 🇸🇴 واليمن 🇾🇪 وإرتيريا من الناحية الجيوسياسية ، فهذه الدول تتمتع بمرات بالغة الأهمية من حيث التجارة العالمية وأيضاً ممرّ للجيوش الغربية . بل تحديداً جيبوتي 🇩🇯 كدولة ، تتمتع بموقع جغرافي فريد عن جميع الدول الأخرى ، الذي يمكن للقاهرة من خلال التشابك الامني والاقتصادي أن تطوره وتصنع منه في المستقبل موقع جيوسياسي .
هذا بالنسبة لي ، هو تفعيل غير مفاجئ بأية حال ، كنتُ على دراية بأن المتغيرات سوف تفرض على الدولة التحرك بشكل سريع ، تغيرت السياسة المصري بفضل تراكم الخبرات السابقة ، لقد إكتسبت الدبلوماسية المصرية من الحقب الأربعة على الأقل ، محمد على وسلالته وعبدالناصر والسادات ومبارك ، خبرة واسعة في التعامل مع الحاضر وتهيئة الدولة لمواجهة المستقبل ، اليوم مصر🇪🇬 تحاول أن تتوسع لكي تحقق الاستقرار اولاً ومن ثم الازدهار ، بالفعل بدأت بإنهاء الانفلاتات الأمنية ووظفت ما هو قائم لخدمة الدولة الموحدة وتعمل اليوم الرئاسة على تجمع غازي جديد بعد تصدرها تصديره في المنطقة ، وبالتالي ترغب في إنشاء 🏗 تحالف للغاز والأمن معاً ، يقابل المشروع المصري ، هناك 👈 مشروع إيراني يرتكز على استيعاب الاقليات الشيعية في المنطقة وبالطبع لإنشاء ميليشيات مسلحة بهدف السيطرة عليها ، واوتوماتيكياً سيكون له لاحقاً التحكم بموارد الدول .
وبالتالي ، يستطيع المرء أن يكون خبيراً في علوم الجيوسياسية والجيوبوليتيك ، ذاك المصطلح الذي خطه المفكر الألماني بسمارك ، فإن تفكيك الاثنيات الأفريقية يساهم في مفهم المركزية المتصلة بالأعراق والتى تُمهد في توظيف المناخات الاقتصادية الملائمة ، لأن في النهاية العرب وتحديداً مصر 🇪🇬 يواجهون دول تستثمر جزء كبير من مواردها في إنشاء شبكات من الاتصالات الاستخباراتية والقواعد العسكرية وأيضاً الشبكات النقل ، بالإضافة أنها تنشط في مجال الأسواق الصناعية التى بها تؤثر في المجتمعات المختلفة ، فالمصري 🇪🇬 بالمؤكد ليس حراً تماماً فيما يتعلق بالجيوسياسية للقارة الأفريقية أو في منطقة الساحل الغربي للبحر الأحمر ، فالمنافسة متعددة وواسعة ، والتى فيها تكمن الحكاية كلها ، خاصة حرية القوات المسلحة ووزارة الدفاع ، على الرغم أن أغلب الدول في هذه القارة تُصنف بأن ديناميات قطاعاتها المختلفة مشلولة وبالأخص المجال العسكري ، فاليمن 🇾🇪 يُعتبر لمصر🇪🇬 والخليج العربية ، بوابة البحر الأحمر إلى المتوسط وهو أيضاً بوابة المحيط الهندي 🇮🇳 ، وهذا ما جعل عبدالناصر الانخراط مبكراً في شبكة صراع المصالح ، وقتئذ الوجود الاستعماري كان الدافع لايقاظ مصر بالتحرك ، في المقابل ، حرك الخليج وتحديداً السعودية 🇸🇦 العامل النفطي ، بل العراق 🇮🇶 أيام صدام حسين ، أفصح عن رغبته في إقامة قاعدة عسكرية في إحدى جزر اليمن 🇾🇪 البالغة المئة جزيرة 🏝 ، فاليمن كان ومازال هدف 🥅 استراتيجي للدول الكبرى والإقليمية، لكن تاريخياً كان اليمن 🇾🇪 يرفض ذلك وبالأخص بعد تحريره من القوى الاستعمارية ، فجميع العروض الهادفة لإنشاء قواعد عسكرية مقابل المال كانت تلقى رفضاً ، لكن اليوم وبعد إنشاء إيران 🇮🇷 أكبر قاعدة عسكرية في صنعاء ، أصبح الخطر يداهم كل من الخليج ومصر 🇪🇬 والعراق 🇮🇶 والأردن🇯🇴 ، أي أن بوابة البحر الأحمر للمتوسط والهند باتتا في خطر ⛔ ، بإلاضافة لمسألة مياه النيل التى تنذر عن نوايا مسبقة في تطويق مصر من كل الجهات .
لا يصح الاستمرار بالصمت تجاه ملفات كانت في الماضي القريب تحجب الأنظمة الحق في فتحها ، كما لا يجوز أن تتوقف المواجهة عند الإدانة فحسب ، وهذه الخلاصة لا تلغي مع ذلك ، حقيقة 😳 أن المصري اليوم بدأ يتأثر أكثر فأكثر بالمناخات الخواف 😳 من التمدد المسلح في البحر الأحمر والصراعات في القارة السمراء ، والتى أنتهت في تمكين إثيوبيا 🇪🇹 ببناء سد مائي ، ذلك السد الذي بعث بواعث التى حركت نهج الساسة في مصر🇪🇬 بالاتجاهات المختلفة .
الأحداث الأخيرة كانت خير كاشف للابتكارات التى تزاحمت كبدائل ثاقبة ، إذنً ، كل ذلك من المفترض أن يوفر فرصة 🌤 ثمينة لمصر 🇪🇬 لتدشين أسطول بري وبحري من المسيرات المختلفة ( طائرات ✈ غير مأهولة ) ، الذي سينقلها إلى حدود التسخين والتبريد في أي شروط لأي لعبة قادمة في المنظور القريب . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأميرة المتمردة والامير المستسلم ...
-
أمير برتبة عاطل عن العمل والأميرة المتمردة ...
-
دائماً الرابح في سوريا الشبيحة والخاسرون هم السوريين ...
-
مع مراكمة الوعي وبالأفكار الجديدة يتم بناء الجدران الفولاذية
...
-
كيف تحول عياش من قنبلةً💣 إلى صاروخاً🚀...
-
حصار مقابل حصار ...
-
كيف يمكن لمساعد وزير خارجية الأمريكي هادي عمرو تحريك القواعد
...
-
عابرون في كلام عابر لم يعيها سوى ضيف ...
-
التميز العنصري والقمع ، تستعجلان في خريف الدولة ...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨⚕
...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨---b
...
-
تفشي 😷 الفيروس المزدوج / يسبب ذعراً عالمياً..
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸 🇺
...
-
الصراع على إرث إبراهيم، وثنائية سقراط وإبراهيم ...
-
إلى رئيس وزراء العراق 🇮🇶 مصطفى الكاظمي ...
-
نظام ابو ماسورة ينتقل إلى عهد التوك توك ...
-
إعادة كتابة القواعد من غرف النوم ...
-
وينك يا عم ابو محمود الصباح ، تبهدلنا بعدك ...
-
استباحوا العراق بالكامل ، حيث تقاطعت المصالح على حساب شعب كا
...
-
قد رُفعت العقوبات بالسر ، هل سترفع رسمياً ..
المزيد.....
-
هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟..
...
-
شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
-
الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
-
-مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في
...
-
البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال
...
-
جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|